منتخب المغرب مرشح لحصد ميدالية في كرة القدم. (أ ف ب)
محمد نجيب أبوالعلا
نجح منتخبا مصر والمغرب في تصدّر مجموعتهما بمنافسات كرة القدم ضمن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقامة حالياً في العاصمة الفرنسية باريس، والممتدة منافساتها حتى 11 آب (أغسطس) الجاري، ليتأهلا إلى الدور ربع النهائي ويقتربا خطوة إضافية من تحقيق ميدالية أولمبية، ستكون الأولى في تاريخ أي منهما، وتاريخ البلدان العربية في منافسات كرة القدم الأولمبية خاصة وحتى بالرياضات الجماعية عامةً.
طريق بطل ووصيف أفريقيا نحو اللقب
أصبح المنتخب المغربي ونظيره المصري، ممثلا قارة أفريقيا، الوحيدين في الدور ربع النهائي للبطولة بعد خروج منتخبي غينيا ومالي من دور المجموعات. وللمصادفة، فإنّ الثنائي العربي كانا طرفَي نهائي كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاماً والمؤهلة إلى الأولمبياد، والتي توّج بها "أسود الأطلس" على حساب "الفراعنة".
في الدور ربع النهائي، ستواجه مصر خصماً من مدرسة أخرى لم يواجهها في البطولة الحالية، وهو منتخب الباراغواي من أميركا الجنوبية ووصيف المجموعة الرابعة خلف اليابان. وإذا أراد "الفراعنة" الوصول إلى النهائي، فعليهم الانتصار في هذا اللقاء، ثم مواجهة الفائز من مباراة الأرجنتين وفرنسا في نصف النهائي.
أما المنتخب المغربي، فستجمعه مواجهة قوية مع منتخب متطوّر هو الولايات المتحدة الأميركية وصيف المجموعة الأولى، ومن ثم سيكون في طريقه نحو النهائي إسبانيا أو اليابان، وسط أحلام عربية بلقاء يجمع مصر والمغرب في النهائي وتحقيق ميداليتين في البطولة.
فوز ممتع لـ"الفراعنة" على وصيف طوكيو
بعدما ظنّ كثيرون أنّ طريق المنتخب المصري نحو المطار لتوديع المنافسات أقرب من طريقه للتأهل إلى الدور التالي بعد نتيجة التعادل المحبطة والسلبية في افتتاح لقاءاته أمام منتخب جمهورية الدومينيك، إلا أنّ "الفراعنة" أظهروا شخصيتهم القوية وثقتهم في أنفسهم بانتصار على منتخب أوزبكستان "العنيد"، ثم حسموا قمة المجموعة مع وصيف دورة الألعاب الأولمبية الماضية في طوكيو، المنتخب الإسباني، في مباراة قوية أظهرت رغبة مصر في تحقيق مكسب يمنحها الثقة في مواجهة المنتخبات الكبرى، خصوصاً أنها دائماً ما كانت تعاني قلة الانتصارات أمام المنتخبات الأوروبية واللاتينية عبر الأولمبياد، لكنها فعلتها وتصدّرت مجموعتها بالانتصار بثنائية على الإسبان.
"أسود الأطلس" يتصدّرون المجموعة الثانية
نجح المنتخب المغربي، بطل أفريقيا تحت 23 عاماً، في التأهل إلى الدور التالي، متصدّراً المجموعة، مستفيداً من التفوّق في المواجهة المباشرة مع منتخب الأرجنتين بعد التساوي في النقاط والأهداف.
وكان المغرب قد انتصر بهدفين على الأرجنتين، ثم تلقى خسارة من المنتخب الأوكراني، ليخوض بعدها مواجهة عربية خالصة مع المنتخب العراقي، وبالفعل كان الانتصار حليف المغاربة بثلاثية نظيفة.
قاسم مشترك بين الأولمبياد والمونديال
إذا نظرنا إلى نتائج المنتخبات العربية في دورة الألعاب الأولمبية هذه، ونتائج العرب في كأس العالم الأخيرة في قطر، فسنجد بعض التشابهات والمفارقات، مثل الانتصارات العربية على الأرجنتين، سواء للمملكة العربية السعودية في المونديال أو للمغرب في الأولمبياد. بالإضافة إلى الانتصارات العربية على منتخب أوروبي كبير، بانتصار تونس على حامل لقب المونديال آنذاك منتخب فرنسا، وبفوز مصر على إسبانيا وصيف دورة الألعاب الماضية الآن، لكنّ الاختلاف والمفارقة الأبرز هنا، أنّ انتصارات دورة الألعاب كانت حاسمة للتأهل والصدارة على عكس المونديال.
تأهل مستحق
مع القراءة في إحصائيات المنتخبين في دور المجموعات، سنجد أرقاماً لها دلالات واضحة إلى أحقيتهما في صدارة المجموعة. مصر ثاني أقوى دفاع بهدف وحيد هز شباكها والأقوى في المجموعة، والمغرب ثاني أقوى خط هجوم بستة أهداف والأقوى في المجموعة.
كذلك، سجلت مصر ثالث أعلى منتخب تحقيقاً للنقاط، بسبع نقاط خلف فرنسا واليابان مع تسع نقاط، كما أنّ هداف البطولة هو المغربي سفيان رحيمي بأربعة أهداف.
وداع حزين للعراق
بعد تحقيق الفوز في أولى مبارياته خلال هذه المنافسات ضد المنتخب الأوكراني، خرج المنتخب العراقي من الألعاب الأولمبية بعد خسارة قاسية بثلاثية أمام المغرب في ختام مباريات المجموعة، وخسارته من الأرجنتين قبلها. ولولا صعوبة المجموعة، لكان بإمكان العراق التأهل إلى الدور ربع النهائي، خصوصاً بعد المستوى الجيّد الذي قدّمه المنتخب في الفترة المنصرمة، وبفضل الجيل القوي لديه القادر على استكمال مشواره في البطولات القادمة.