النهار

أولمبياد باريس "يُحرج" الطّائرة العربيّة
المصدر: النهار العربي
معاناة ثم معاناة ثم معاناة، هكذا كانت حال كرة الطائرة العربية في أولمبياد باريس، وهو ما أظهر الفوارق الكبيرة بين ما وصل إليه كبار منتخبات العالم عن منتخباتنا العربية في الفترة الماضية.
أولمبياد باريس "يُحرج" الطّائرة العربيّة
من لقاء مصر وإيطاليا في كرة الطائرة. (أ ف ب)
A+   A-
علاء علي

معاناة ثم معاناة ثم معاناة، هكذا كانت حال كرة الطائرة العربية في أولمبياد باريس، وهو ما أظهر الفوارق الكبيرة بين ما وصل إليه كبار منتخبات العالم عن منتخباتنا العربية في الفترة الماضية.

دخل منتخب مصر بطل قارة أفريقيا أولمبياد باريس كأفضل ممثل للعرب، ليس فقط لكونه بطل القارة السمراء بل صاحب التصنيف الأفضل عربياً، فهو المنتخب الذي تفوّق على الجميع في النسخة الأخيرة من كأس أفريقيا لكرة الطائرة.

منتخب مصر تغلب كذلك على المنتخب القطري في بطولة كأس التحدي العالمي الذي لعب في الصين ويعد المنتخب العنابي أحد أبرز المنتخبات العربية في كرة الطائرة في الوقت الحالي.

فوارق كبيرة
خسر منتخب مصر مباراته الأولى في أولمبياد باريس بثلاثة أشواط نظيفة وجاءت نتائج الأشواط لصالح بولندا كالآتي: 25-21 و25-19 و25-13.

الفراعنة، في مشاركتهم السادسة في أولمبياد باريس، خسروا كذلك بالنتيجة نفسها (3-0) أمام منتخب إيطاليا على النحو الآتي: 25-15، 25-16، 25-20.

ولم ينجح منتخب مصر في تحقيق أي شوط بل لم يتمكن من الوصول لأكثر من 21 نقطة في المباراتين، وهو ما يؤكد التفوّق الواضح لكبار منتخبات العالم على حساب مصر في الأولمبياد.

وظهرت فوارق كبيرة في طول حوائط الصد لمصلحة إيطاليا وبولندا على حساب بطل قارة أفريقيا، كما تميّزت المنتخبات الكبرى بجودة الاستقبال في مركز 4 وكذلك مركز "ليبرو" مع سرعة الإعداد وجودة السبايك لدى كل من مركزي 4 و2.

إلى ذلك، عانى منتخب مصر بسبب قلة خبرات العديد من لاعبيه أمثال سيف عابد، أحمد عزب، مصطفى جابر، عبد الرحمن الحسيني، محمد عسران، محمد عثمان، عبد الرحمن سعودي وأحمد ضياء، وهو ما يعني أنّ منتخب مصر دخل أولمبياد باريس بقائمة تتكوّن من 8 لاعبين افتقدوا الخبرات الكبيرة.

غيابات مؤثرة
افتقد منتخب مصر كثيراً الثنائي التاريخي أحمد صلاح في المركز 2 والذي قرّر اعتزال اللعب دولياً، وكذلك المعد التاريخي للفراعنة عبد الله عبد السلام، وفي ظل عدم اعتماد المدرب الإسباني مونزو كثيراً على رضا هيكل في مركز الـ"أوبزيت" أي "المركز 2"، فإنّ منتخب الفراعنة افتقد تماماً الخبرات في الأجنحة على المستوى الهجومي.

وبعيداً عن الغيابات، يمكن ملاحظة الفوارق الكبيرة في الطول، فوصل السبايك للاعبين في الأجنحة الهجومية للطليان وكذلك وصل البولنديون لقرابة 360 سنتم، وهو بعيد تماماً عن منتخب مصر الذي لم يقترب من 330 سنتم في أولمبياد باريس.

كلمة السر في التأسيس
من دون شك، فإنّ المنتخبات العربية عليها أن تبحث منذ الصغر كيفية إعداد اللاعبين منذ مرحلة الأكاديمية وكيفية صناعة مواهب شابة قادرة على مناطحة خبرات كبار العالم في السنوات المقبلة.

لا بد من البحث عن الطول المناسب، مثلما يحدث في إيطاليا والبرازيل وبولندا وأميركا وألمانيا، والعمل البدني لرفع معدل القفز وتقوية العضلات لتقليل الفجوة الكبيرة من الناحية البدنية بين اللاعبين العرب ونجوم العالم في لعبة كرة الطائرة.

أمر آخر يجب أن نسلط الضوء عليه، وهو البحث عن خوض تجارب احترافية في الخارج تستمر لفترة طويلة ولسنوات من أجل الاستفادة من الاحتكاك بالمدارس العالمية، وهو ما فعله الثنائي أحمد صلاح وعبد الله عبد السلام، وفعله العديد من نجوم المنتخب التونسي وساهم في تطوّر التوانسة في وقت ما وزعامتهم للقارة الأفريقية لفترة طويلة.

وبدا واضحاً أنّ المنتخبات العربية تركز فقط على أن يكون طول لاعب "الميد بلوكر" أو حائط الصد بقامة طويلة، بينما باقي منتخبات العالم تجد المعد طوله لا يقل عن 190 سنتم على مستوى الرجال، وتجد نسبة طول كبيرة في الأجنحة، وهو أمر يجب أن ننتبه إليه في إعداد اللاعبين منذ الصغر.

لقد اعتدنا في المنطقة العربية على تحويل أي لاعب طويل القامة منذ الصغر إلى مركز حائط الصد، وهو ما تسبب في عدم وجود لاعبين طوال القامة في مركز المعد في المنتخبات العربية، إلا القليل منهم على غرار عبد الله عبد السلام الذي احترف بالفعل في أوروبا بفضل طوله ومهاراته السحرية التي أبهرت الجميع لسنوات طويلة.

ينبغي علينا كذلك دراسة التجربة اليابانية وكيف تطوّر المنتخب الآسيوي تطوراً ملحوظاً في لعبة كرة الطائرة ومنافسة كبار العالم، بل باتت العديد من الأندية الكبرى أوروبياً تتهافت على النجوم في اليابان في لعبة كرة الطائرة للرجال وعلى نجمات منتخب الصين في كرة الطائرة للسيّدات.

أخيراً، المؤكد أنّ نجاح الطائرة العربية في المستقبل يتوقف على ضرورة العمل منذ مرحلة التأسيس واختيار اللاعبين طوال القامة والتركيز على العامل البدني وتوفير فرص جيّدة للاحتراف في الأندية الأوروبية.

اقرأ في النهار Premium