النهار

من رحم المعاناة يولد الأبطال... قصة إيمان خليف وازدواجية المعايير لدى الغرب
المصدر: النهار العربي
في ظلّ الأداء السيئ الذي يقدّمه اللاعبون العرب في مختلف الألعاب في أولمبياد باريس 2024، ظهرت الملاكِمة الجزائرية إيمان خليف، التي تمكنت من خطف الأنظار إليها من جديد، بعد الإنجاز الكبير الذي حققته في النسخة الـ33 من دورة الألعاب الأولمبية، والذي يتمثل في وصولها إلى المربع الذهبي.
من رحم المعاناة يولد الأبطال... قصة إيمان خليف وازدواجية المعايير لدى الغرب
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف. (أ ف ب)
A+   A-
آية جبر

في ظلّ الأداء السيئ الذي يقدّمه اللاعبون العرب في مختلف الألعاب في أولمبياد باريس 2024، ظهرت الملاكِمة الجزائرية إيمان خليف، التي تمكنت من خطف الأنظار إليها من جديد، بعد الإنجاز الكبير الذي حققته في النسخة الـ33 من دورة الألعاب الأولمبية، والذي يتمثل في وصولها إلى المربع الذهبي.

وتمكّنت الجزائرية من التغلّب على ظاهرة التنمّر التي تعرّضت لها طوال الفترة الماضية من المنافسات اللواتي واجهتهن، وكانت آخرهن المجرية لوكا هاموري التي قامت بنشر صورة تتضمن وجود وحش على هيئة ملاكم يتواجد أمام فتاة، وعلّقت عليها قائلة "سوف أقاتل رجلاً، إيمان خليف رجل... في عام 2023 تمّ استبعاده... سأضع حياتي في خطر".

خليف تُلقّن المجرية درساً قاسياً
على الرغم من التجربة القاسية التي مرّت فيها الجزائرية إيمان خليف في أولمبياد باريس 2024، وتعرّضها للتنمّر، والتشكيك في جنسها بين ذكر وأنثى؛ إلّا أنها التزمت الصمت، وكان الردّ لديها على الحلبة؛ لتلقّن المنافسة المجرية درساً قاسياً، وتحقق عليها فوزاً كبيراً بنتيجة 5-0.

إيمان خليف تضمن الميدالية
وبهذه النتيجة الكبيرة؛ ضربت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف موعداً جديداً في المربع الذهبي في أولمبياد باريس 2024، وضمنت لدولة الجزائر ميدالية جديدة بعد لاعبة الجمباز كايليا نمور وغياب دام 24 عاماً، خصوصاً أنّ آخر الميداليات التي حُصدت لصالح محاربي الصحراء كانت عام 2000 عن طريق الملاكم الكبير محمد علالو الذي أحرز البرونزية.

وتستعد الملاكمة الجزائرية لخوض هذا اللقاء يوم الثلثاء المقبل أمام التايلاندية غانغام سوانافينغ، وفي حال نجاحها في تحقيق الفوز؛ فإنها ستحصد الميدالية الذهبية أو الفضية، أما في حال خسارتها؛ فإنها ستضمن الميدالية البرونزية لبلدها، خصوصاً أنّ رياضة الملاكمة لم تتضمن وجود مباراة تحديد المركز الثالث، وبناءً على ذلك، فإنّ الثنائي المهزوم في المربع الذهبي ستحصلان على الميدالية البرونزية.

ماذا حدث لخليف في أولمبياد باريس 2024؟
تعرّضت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف لحملة شرسة من التنمّر قبل انطلاق بطولة العالم العام الماضي؛ بسبب عدم قدرتها على تخطّي اختبار الأهلية الجنسية، وطالب الجميع باستبعادها من منافسات أولمبياد باريس 2024 للملاكمة.

وكان رئيس اللجنة الأولمبية قد أكّد أن اللاعبة خضعت لكل الفحوصات الطبية اللازمة قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الحالية، والتي أكّدت أنها أنثى.

ولكن في الوقت نفسه، جاءت بعض التصريحات المُعادية للاعبة، والتي كان من بينها رفض اللاعبة الإيطالية أنجيلا كاريني مصافحتها في المواجهة التي جمعت بينهما ضمن منافسات دور الـ16، والتي تمكنت فيها الجزائرية من تحقيق الفوز بعد مرور 46 ثانية فقط من ضربة واحدة، والتي تسببت في إعلان الإيطالية عن انسحابها بشكل كامل من هذا اللقاء.

إيمان خليف وازدواجية المعايير لدى الغرب
في ظلّ وجود الحرّية الكاملة التي تزعمها دول الغرب، والتي تتيح للجميع إمكانية التحوّل جنسياً؛ وقف العالم ضدّ الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، واتهمها الجميع بأنها رجل على الرغم من وجود كل الإثباتات التي أكّدت أنها فتاة.

وجاء من بينهم الاتحاد الإيطالي للملاكمة الذي تقدّم بشكوى ضدّها للاتحاد الدولي، عقب خروج الإيطالية أنجيلا كاريني من الدور ثمن النهائي في لعبة الملاكمة عقب انسحابها من المباراة بعد مرور 46 ثانية فقط.

وفي الوقت عينه، تغاضى العالم الغربي عن السبّاح الأميركي المتحوّل جنسياً، الذي نجح في تحقيق الميدالية الذهبية في أميركا، والذي يُدعى وليام توماس، وقام بتغييره إلى ليا توماس في عام 2019 بعد تحوّله إلى أنثى، وتمكن من الفوز في لقب جامعي في الولايات المتحدة الأميركية.

فأي معايير يتحدث عنها الغرب الذين يدعون دائماً إلى الحرّية؟ إلى أن يأتي الواقع ويكشف في النهاية أنّ معنى الحرّية لديهم هو كل ما يتوافق مع أهوائهم وأفكارهم، وما عدا ذلك يكون التنمّر مباحاً، ويصبح أمراً واقعياً، خصوصاً إذا كانت القضية تتعلق بإحدى الدول العربية.

والآن فلنشاهد البطلة الجزائرية في المربع الذهبي من أولمبياد باريس 2024 يوم الثلاثاء، وهل ستنجح من جديد في إسكات الغرب، والتأكيد على ازدواجية المعايير لديهم؟

اقرأ في النهار Premium