النهار

بأوامر تحكيمية… الميدالية الذهبية يجب أن تكون أوروبية ويكفي العرب البرونزية!
المصدر: النهار العربي
يبدو أن كذبة الحرّيات التي لطالما تباهت بها قارات العالم الحديث لم يُرفع الستار عنها كاملًا، بل أن هناك فصولًا أخرى سوف يكون القدر كفيلًا بكشفها،
بأوامر تحكيمية… الميدالية الذهبية يجب أن تكون أوروبية ويكفي العرب البرونزية!
خيبة منتخب مصر بعد نهاية لقاء فرنسا (أ ف ب)
A+   A-
يبدو أن كذبة الحرّيات التي لطالما تباهت بها قارات العالم الحديث لم يُرفع الستار عنها كاملًا، بل أن هناك فصولًا أخرى سوف يكون القدر كفيلًا بكشفها، والتي بدأت مع الأحداث الجارية مؤخّرًا على الساحة، والتي فضحت ازدواجية المعايير لديهم، وأن الحرّية التي دائمًا ما يتحدثون عنها ما هي إلّا لعبة يشكّلونها وفقًا لأهوائهم وأغراضهم التي تخدم مصالحهم الشخصية فقط.
 
ثم جاء أولمبياد باريس 2024 ليكمل في كشف الحقائق، ويؤكّد أن لا مجال لحصولك على حقك المشروع إن كنت لا تنتمي إلى عالمهم، وكنت أحد هؤلاء الذين ينتمون إلى قارات العالم القديم، وتحديدًا في تلك البقعة التي تُعرف باسم الوطن العربي المعروف أنه لا يملك لنفسه حقِِاً، وعليه أن يرضى دائمًا بتلك البقايا التي تُعطى له.
 
كانت البداية مع الملاكِمة الجزائرية إيمان خليف التي تعرّضت لكل عبارات التنمّر والعنصرية من قِبل اللاعبين المشتركين في المسابقة، مرورًا بالجمهور المؤيّد لهذه الأفعال، من أجل النيل منها، حتى تمكنت من النيل منهم بضمان ميدالية أولمبية عربية جديدة، وصولًا إلى لعبة كرة القدم التي كادت أن تحقق المنتخبات العربية فيها ما لم تحققه من قبل، بالوصول إلى نهائي دورة الألعاب الأولمبية وحصد إحدى الميداليتين الذهبية أو الفضية، وربما كانوا قادرين على حصد الاثنتين، وهو ما يبدو أنه لم ينل إعجاب المجتمع الغربي!
 
الأهواء الشخصية تتحكّم في القرارات التحكيمية
 
قد يرى البعض أن القرارات التحكيمية ما هي سوى حجج واهية من أجل تبرير الهزيمة التي لحقت بـمنتخبي مصر والمغرب في نصف نهائي دورة الألعاب الأولمبية 2024، بخاصة أن المباراتين انتهتا لصالح فرنسا وإسبانيا بأهداف مسجّلة، لا دخل للحكام فيها، بل أن المنتخب الأولمبي لأسود الأطلس قد سجّل هدفه الوحيد في مباراة إسبانيا من ركلة جزاء تمّ احتسابها له.
 
إلاّ أن عشاق ومتابعي كرة القدم يعلمون جيداً أن احتساب ركلة جزاء هنا أو إلغاء هدف هناك، ليس التدخّل التحكيمي الوحيد للتأثير على سير اللقاء، بل إن هناك قرارات تحكيمية، يمكن من خلالها أن تُنصر منتخباً على آخر، وتجعله يلعب بكامل حرّيته، بينما تُقيّد الآخر، وهو ما تمّ حدوثه بالفعل، بعدما كانت الأهواء الشخصية هي المتحكّم الأول لدى حكمي مباراتي مصر والمغرب في إصدار القرارات الشخصية، ولم يحم أي منهما لاعبي أسود الأطلس أو الفراعنة من التدخّلات العنيفة التي كانت تحدث ضدّهم من لاعبي إسبانيا وفرنسا.
 
والعجيب، أن كلا الحكمين في كلتا المباراتين قدّما أداءً تحكيمياً مميزاً، وأعطيا كل لاعب حقه، حتى أن حكم مباراة المغرب وإسبانيا قد احتسب ركلة جزاء لأسود الأطلس، فتقدّموا به بهدف دون مقابل، والذين هاجموا بشراسة أكثر من أجل تسجيل الهدف الثاني، وكأن ما حدث لا يمكن حدوثه!
فبدأت الأخطاء تُحتسب تواليًا على لاعبي المنتخب المغربي، وحرمانهم من الكثير من الأخطاء التي تُرتكب ضدّهم، بخاصة في المناطق الخطرة، وهو ما أدّى إلى عدم قدرة اللاعبين على اللعب بكامل حرّيتهم، وأصبحت تدخّلات المنافس أعنف، حتى تمكنوا من إدراك التعادل ثم الفوز.
 
وبالمثل كان الأمر في مباراة مصر وفرنسا، التي كانت تسير بصورة جيدة من الحكم الهندوراسي حتى نجح محمود صابر في التقدّم بالهدف الأول لصالح الفراعنة، لتبدأ بالأخطاء الكثيرة والتدخّلات العنيفة على اللاعبين من دون وجود حماية من الحكم الذي كان لا يُمْكن للاعبي المنتخب المصري من الاقتراب من عناصر المنتخب الفرنسي.
ثم محاولة احتساب ركلة جزاء لصالح الديوك من أجل التعادل بالرغم من كونها خطأ لصالح اللاعب عمر فايد، ثم البدء في سلسلة إشهار البطاقات الصفراء التي انتهت بإعطاء الكرت الأحمر للاعب عمر فايد، وحرمان المنتخب المصري من استكمال المباراة بكامل العدد.
وكذلك إجبار الحارس حمزة علاء على لعب الكرات الطويلة، وليس المدافع حسام عبد المجيد كما كان يفعل طيلة المباريات السابقة من الأولمبياد، نتيجة لإصابته، ليمكن القول بأنه القرار التحكيمي الأعجب في ملاعب كرة القدم! والتحذيرات المستمرة له، من دون وجود سبب محدّد لذلك، وكل تلك القرارات التحكيمية التي لا يمكن وصفها سوى بالتعنت ضدّ منتخب مصر، كانت سببًا في تراجع أداء لاعبي المنتخب، بجانب الإرهاق البدني، ما أدّى إلى الهزيمة الثقيلة التي تعرّضوا لها في الأشواط الإضافية بثلاثة أهداف مقابل هدف.
 
لتكتمل المهمّة بنجاح، ويتمّ حجز الميداليتين الذهبية والفضية لصالح المنتخبات الأوروبية، بينما يكفي أحد المنتخبات العربية الحصول على الميدالية البرونزية، وحظ أوفر للآخر في المرّة القادمة!
 
مَن يُخضع البرونزية، الفراعنة أم أسود الأطلس؟
وبعدما كان العرب بمثابة المشجع الواحد منذ بداية أولمبياد باريس 2024، جاءت لعبة كرة القدم للتفريق بينهم من جديد، وبدأت المناوشات المعتادة بين الجماهير المصرية والمغربية الذين يمنون النفس بأن يكون منتخب بلادهم هو الحائز على الميدالية البرونزية على حساب الآخر، دون النظر إلى إنها سوف تكون الميدالية الأولى في تاريخ العرب في لعبة كرة القدم، ولا إنها الميدالية الرابعة فقط التي يحققها اللاعبون العرب في أولمبياد باريس 2024.
 
فلِمَن تخضع البرونزية في النهاية؟ ومَن هو المنتخب الذي سوف يُسجّل اسمه في التاريخ، أنه أول منتخب عربي إفريقي يحصد ميدالية أولمبية في لعبة كرة القدم؟
 
فهل تكون البرونزية الثانية لمصر في أولمبياد باريس 2024 بعد حصول محمد السيد على البرونزية الأولى في لعبة سلاح المبارزة، ويبقى الأمل لتحقيق ميدالية أخرى مع منتخب مصر لكرة اليد؟ أم تكون الميدالية الأولى للمغرب، الذي لم يوفّق في حصد أي ميدالية في أي لعبة حتى الآن في هذه النسخة من الأولمبياد؟

اقرأ في النهار Premium