بعدما دخل التاريخ كأول لاعب تايكوندو من بلاده يتأهل إلى الألعاب الأولمبية عبر التصفيات، يشكل عمر إسماعيل حنتولي أمل الشباب الفلسطيني الذي "يستحق من العالم أن يسمعه وينظر إليه، ويقف إلى جانبه".
ويُمَثِل ابن الـ18 ربيعاً، ابن مدينة جنين الذي يتابع تعليمه في جامعة الشارقة ضمن تخصص العلاج الطبيعي، الفلسطينيين في أولمبياد باريس 2024 لكن ليس ببطاقة دعوة بل بالتأهل في منتصف آذار (مارس) الماضي عبر التصفيات الآسيوية التي أقيمت في تايان الصينية.
ولعل ما كتبه المدرب الفلسطيني للتايكوندو عبدالله مخول على انستغرام في 8 شباط (فبراير) الماضي بعد فوز حنتولي ببطولة العرب في الفجيرة الإماراتية الأكثر تعبيراً عن أهمية الانجازات الرياضية في ظل الظروف الصعبة جداً، حيث اعتبر أنه "من رحم المعاناة يولد الأمل. ومن قلب المأساة يولد الإبداع".
صحيح أن حياة الفلسطينيين لم تكن وردية منذ عقود من الزمن، لكن الوضع ازداد صعوبة ودموية منذ الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1197 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 111 منهم في غزة، بينهم 39 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
ردت إسرائيل على هجوم حماس متوعدة "بالقضاء" على الحركة، وهي تنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39653 قتيلاً على الأقل.
وفي طريقه إلى المشاركة الأولمبية التاريخية التي يبدأها الأربعاء في "لو غران باليه" بمواجهة إيراني من ممثلي فريق اللاجئين هو هادي تيرافاليبور، تفوّق حنتولي في تصفيات الآسيوية لوزن -58 كلغ على الإماراتي سلطان آل علي والأفغاني محسن رضائي والسعودي رياض حمدي.
ويملك حنتولي سجلاً من الإنجازات، حيث سبق أن حقق فضية بطولة آسيا، وثلاث ذهبيات في بطولة العرب فضلاً عن برونزيتي العالم للناشئين والأشبال.
كما حصل لاعب الشارقة الإماراتي في تشرين الثاني/نوفمبر 2022 على جائزة أفضل لاعب في بطولة آسيا للأندية التي أقيمت في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وتوج فيها بالميدالية الذهبية بعد انتصاره في النزالات الأربعة.
- "معاً، سنظهر للعالم قوّتنا كأمة" -
وفي تصريحات لموقع اللجنة الأولمبية الفلسطينية، أعرب رئيس الاتحاد الفلسطيني للتايكوندو بشار عبد الجواد عن سعادته بهذا التأهل التاريخي لحنتولي في ظل الظروف الراهنة، معتبراً أن هذا التأهل هو ثمرة عمل وجهد لمنظومة الاتحاد والحركة الرياضية الفلسطينية، مؤكدا أن المنتخب ذهب إلى التصفيات حاملاً رسالة وطنية حول فلسطين وقضيتها العادلة إلى العالم.
وفي مقابلة مع تلفزيون العربي الجديد بثت في حزيران (يونيو)، قال حنتولي إن طموحه للوصول إلى الألعاب الأولمبية بدأ منذ أن كان في الخامسة عشرة من عمره، موضحاً "شعرت حينها بأن الحلم بدأ يكبُر، وأني سأصل إلى مصاف القمة بين لاعبي العالم في دورة الألعاب الأولمبية، لقد استمر الاستعداد لهذه المرحلة ثلاث سنوات، خضت فيها عدداً من المعسكرات الخارجية، وحققت عدداً من الإنجازات الدولية والقارية".
وشدّد على أنه يطمح لتحقيق الإنجاز الأول لفلسطين في الألعاب الأولمبية و"سأكون أنا وجميع ممثلي فلسطين صوت الشعب الفلسطيني بأكمله، لنقل معاناة شعبنا إلى جميع أنحاء العالم، ولنثبت للعالم كلّه أن الشباب الفلسطيني قادر على الوصول لأعلى المستويات الرياضية، ويستحق من العالم أن يسمعه وينظر إليه، ويقف إلى جانبه".
وقبل أيام على انطلاق مغامرته الأولمبية، كتب حنتولي في حسابه على انستغرام "يملأني التصميم والفخر. كل حصة تمرينية، كل نقطة عرق وكل لحظة من العمل الشاق، أوصلتني إلى هنا".
وتابع "أعدكم أن أقدم كل ما أملكه وأن أفعل كل ما هو ممكن لرفع علم بلادي على منصة التتويج"، في انجاز سيكون أول من نوعه بالتأكيد لأنه لم يسبق لأي فلسطيني أن توج بأي ميدالية أولمبية.
وختم "معاً، سنظهر للعالم قوتنا وروحنا كأمة".