النهار

من رحم المعاناة يخرج الأبطال… البقالي الفتى الذهبي العربي في أولمبياد باريس
المصدر: النهار العربي
بعد النتائج السلبية التي حققها العرب في معظم الرياضات في النسخة الثالثة والثلاثين من دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، ظهر الفتى الذهبي للعرب في هذه الدورة، وهو المغربي سفيان البقالي الذي نجح في حصد الميدالية الذهبية الأولى للرجال، والثانية بعد لاعبة الجمباز كايليا نمور، وأيضاً الميدالية السادسة للدول العربية في الأولمبياد الحالية.
من رحم المعاناة يخرج الأبطال… البقالي الفتى الذهبي العربي في أولمبياد باريس
البطل المغربي سفيان البقالي. (أ ف ب)
A+   A-
آية جبر

بعد النتائج السلبية التي حققها العرب في معظم الرياضات في النسخة الثالثة والثلاثين من دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، ظهر الفتى الذهبي للعرب في هذه الدورة، وهو المغربي سفيان البقالي الذي نجح في حصد الميدالية الذهبية الأولى للرجال، والثانية بعد لاعبة الجمباز كايليا نمور، وأيضاً الميدالية السادسة للدول العربية في الأولمبياد الحالية.

وتغلب البقالي على العديد من الصعوبات والمحن التي لم يستسلم أمامها، والتي كادت أن تُبعده عن المُشاركة في الأولمبياد؛ فلنتعرّف على قصته بالكامل.

سفيان البقالي يدخل التاريخ
تمكن اللاعب المغربي من دخول التاريخ من أوسع أبوابه، وكتابة اسمه بأحرف من ذهب عقب حصوله على الميدالية الذهبية الأولى للمغرب في رياضة التسابق (سباق 3000 م موانع) في أولمبياد باريس 2024، وأيضاً الميدالية الذهبية الثانية توالياً في تاريخ هذا اللاعب بعد الذهبية التي أحرزها في النسخة الماضية من الأولمبياد التي أُقيمت في طوكيو بعد غياب 17 سنة كاملة عن حصد دولة "أسود الأطلس" لهذه الميدالية.

كما أنه تمكن من تحقيق رقم قياسي لم يتمكن أحد من اللاعبين المغاربة على تحقيقه من قبل، والذي يتمثل في حصد هذه الميدالية مرّتين متتالتين، وهو الأمر الذي لم يتحقق نهائياً منذ عام 1936... فمن هو هذا البطل؟ وكيف بدأ ممارسة هذه الرياضة؟

الأحلام لم تتوقف عند البقالي
مرّ المغرب بسنوات عجاف عديدة على تحقيق الميدالية الذهبية التي لم تتحقق قبل انطلاق أولمبياد طوكيو 2020 بحوالى 17 عاماً كاملاً، حتى ظهر البطل سفيان البقالي الذي جلب لبلاده الميدالية الذهبية الأولى.

وعلى الرغم من ذلك، فإنّ أحلام الطفولة لم تتوقف عند الفتى الذهبي، بل واصل تألقه، وحصد هذه الميدالية أيضاً في النسخة الماضية لبطولة كأس العالم، وهذا بجانب النسخة الحالية من الأولمبياد المقامة في العاصمة الفرنسية باريس 2024.

وُلد الفتى الذهبي في 7 كانون الثاني (يناير) عام 1996 في مدينة فاس بالمغرب، وبدأ مسيرته الرياضية منذ أن كان صغيراً، وفي غضون سنوات بسيطة وصل إلى العالمية من خلال المشاركة في بطولة كأس العالم للناشئين، وحصد فيها المركز الرابع، إلى جانب المشاركة في بطولة أفريقيا لألعاب القوى عام 2014.

وفي المشاركة الأولى له في أولمبياد ريو دي جانيرو عام 2016، نجح في حصد المركز الرابع، وكانت أولى الميداليات التي حققها هي الميدالية الفضية في بطولة العالم لألعاب القوى عام 2017.

ولم يمر سوى عامين فقط على هذا التاريخ، حتى استطاع حصد الميدالية البرونزية عام 2019 في نفس البطولة.

حقق أوّل ميدالية ذهبية للمغرب منذ ذهبية أثينا 2004 في الأولمبياد عام 2020، ثم فاز بالذهبية الثانية في التاريخ في أولمبياد طوكيو.

بإجمالي الميداليات التي حصدها حتى الآن، فقد وصل إلى الميدالية السابعة في مسيرته، من بينهم خمس ميداليات ذهبية، وواحدة فضية، وأخرى برونزية.

البقالي يعترف بفضل مدربه
على الرغم من الإنجازات العديدة التي حققها البطل المغربي سفيان البقالي في غضون سنوات قليلة، والتي قد تدفع بعض الأشخاص إلى نكران الجميل، ودور كل من وقف بجانبه أثناء محنته، إلا أنه لم ينكر فضل كل شخص وقف معه طوال هذه السنوات، وشجعه على مواصلة التألق، والتغلب على المحنة التي تعرّض لها، والتي كادت أن تُبعده من إحراز الذهبية الأولى له، وذلك عندما تعرّض للإصابة قبل انطلاق نسخة أولمبياد طوكيو 2021. لكن، على الرغم من ذلك، إلا أنه لولا مُدربه ديالو كريم التلمساني لما تمكن من المشاركة فيها والبدء في حصد الميداليات.

ولذلك، نجد أنّ اللاعب يعترف دائماً في كل تصريحاته بهذا الفضل الذي لا يمكن إنكاره أبداً، وظهر هذا الأمر أثناء عناقه بعد فوزه بالميدالية الذهبية الخامسة في تاريخه في أولمبياد باريس 2024.

البقالي يؤكد مقولة: الشدة تصنع الرجال والمحنة تصنع الأبطال
بعد أن كان بعيد كل البعد عن المشاركة في أولمبياد طوكيو، وحصد الميدالية الذهبية الأولى في تاريخ المغرب بعد مرور 17 سنة، وأيضاً حصد الميدالية الذهبية للمرّة الثانية توالياً بسبب الإصابة القوية التي تعرّض لها قبل انطلاق النسخة السابقة من الأولمبياد بأيام قليلة، إلا أنه نجح في التغلب على هذه المحنة والتي لم تقف عائقاً أمامه، ولم يستسلم أمامها أبداً، بل واصل العمل، وبذل الجهد من أجل العودة بمستوى أفضل بمساعدة كبيرة وتشجيع من قبل أسرته ومدربه ديالو كريم التلمساني.

ولذلك، فإننا دائماً نقول إنّ الأزمات لم تهزم الأبطال، بل تصنعهم، وإنّ المحنة التي لا يستسلم صاحبها أمامها يعود منها شخصاً قوياً قادراً على تحقيق الإنجازات، وإبهار العالم بالنتائج التي يُحققها.

اقرأ في النهار Premium