النهار

فتى البولينغ العائد من الموت مرّتين… ما لا تعرفه عن وسام أبو علي
المصدر: النهار العربي
لو سُئل أي من مشجعي كرة القدم داخل الوطن العربي منذ أشهر عن اللاعب وسام أبو علي، لما كان أحد منهم يعلم أين يلعب، أو ربما يعلم من هو، لكنه في فترة زمنية قليلة تمكن من كتابة اسمه بأحرف من ذهب بين جميع عشاق ومحبي الساحرة المستديرة، وتحديداً بعد انضمامه إلى الأهلي المصري.
فتى البولينغ العائد من الموت مرّتين… ما لا تعرفه عن وسام أبو علي
وسام أبو علي. (إكس)
A+   A-
آية جبر

لو سُئل أي من مشجعي كرة القدم داخل الوطن العربي منذ أشهر عن اللاعب وسام أبو علي، لما كان أحد منهم يعلم أين يلعب، أو ربما يعلم من هو، لكنه في فترة زمنية قليلة تمكن من كتابة اسمه بأحرف من ذهب بين جميع عشاق ومحبي الساحرة المستديرة، وتحديداً بعد انضمامه إلى الأهلي المصري.

أصبح أبو علي واحداً من أفضل المهاجمين المتواجدين على الساحة الرياضية، ليس داخل مصر فقط، ولكن داخل الدوريات العربية كاملة، وذلك من خلال أرقامه التي حققها منذ أوّل مباراة شارك فيها مع فريقه في شهر شباط (فبراير) الماضي حتى مطلع شهر آب (أغسطس)، والتي جعلته يتلقّى العديد من العروض الخارجية والعربية.

أبو علي في الدوري المصري
وسام أبو علي، اللاعب المولود في الدنمارك، من أصول فلسطينية، الذي استقدمه الأهلي من الدوري السويدي في سوق الانتقالات الشتوي الماضي 2024، من أجل تدعيم خط هجوم الفريق. لم تكن جماهير الأحمر تحمل الكثير من الآمال عليه، ولكنه فجّر المفاجأة بعد بدايته القوية، عندما تمكن من تسجيل هدف في أولى مبارياته الرسمية مع الفريق في الدوري المصري.

وبالرغم من قصر المدة التي شارك فيها الفلسطيني في المسابقة، بالإضافة إلى إصابته التي حرمته من المشاركة في العديد من المباريات، إلّا أنه نجح في تحقيق ما لم يحققه أي لاعب من قبل في تاريخ الدوري المصري، بعدما تمكن من تسجيل 18 هدفاً خلال 19 مباراة فقط، أي بنسبة وصلت إلى 94%، وهو منحه لقب هداف البطولة بفارق هدف عن أقرب منافسيه الذي كان قد سجّل 17 هدفاً خلال 31 مباراة كاملة شارك فيها مع فريقه. كما أنه صنع 4 أهداف أخرى، ليكون بذلك اللاعب الأكثر مساهمة في الأهداف في الدوري بـ22 هدفاً.

وعلى الصعيد القاري، تمكن وسام أيضاً من تسجيل هدف في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام مازيمبي، لتكون حصيلته التهديفية خلال 4 أشهر فقط 23 هدفاً.

ويمكن القول إن وسام أبو علي أصبح المهاجم المتكامل الذي طالما حلمت به جماهير الأهلي، بعد سنين عجاف منذ اعتزال الأسطورة عماد متعب، بعدما أظهر اللاعب إمكانياته، ونجح في إحراز 15 هدفاً بقدمه اليمنى، وهدفين بقدمه اليسرى، وهدف واحد برأسية، بالإضافة إلى قدرته على تسجيل الكرات الثابتة مثل ركلات الجزاء التي أحرز منها هدفين، ومثلهما من الركلات الحرّة المباشرة من على حدود المنطقة.

أبو علي فتى البولينغ
الحقيقة أنّ انطلاقة وسام أبو علي مع الأهلي المصري لم تأتِ من قبيل الصدفة، بل إنه لاعب موهوب منذ طفولته، بدأ مسيرته الكروية في نادي B52 آلبورغ ثم تصاعدت موهبته فيه، لينتقل إلى نادي ألبورغ، الذي تمكن فيه من الحصول على لقب الهداف في مختلف الفئات العمرية التي لعب فيها، ليصبح الفتى الذهبي الجديد، ويجري ضمّه إلى الفريق الأوّل، وهو بعمر الـ19 عاماً.

وبينما كان الجميع ينتظر أن ينتقل اللاعب إلى واحد من الدوريات الأوروبية الكبرى خلال وقت قصير، ويصبح من نجوم العالم، عاد وسام إلى نقطة الصفر من جديد، بعدما جرى تصويره أثناء قيامه بلعب البولينغ مع بعض من أصدقائه في ليلة إحدى المباريات الهامة في الدوري الدنماركي، ليصبح فتى البولينغ "المستهتر"، ويعاقبه النادي والمدرب بالاستبعاد من المباريات.

بعد هذه الواقعة، انتهت مسيرة وسام داخل النادي، وجرت إعارته إلى نادي فندسيسل الذي كان ينافس على الهبوط، لتبدأ حقبة جديدة في تاريخ اللاعب الكروي.

الفلسطيني العائد من الموت
تُعدّ الفترة التي قضاها وسام أبو علي مع نادي فندسيسل الدنماركي هي البداية الحقيقية للاعب في ملاعب كرة القدم، بعدما تمكن من العودة إلى كامل مجده، ونجح في تسجيل 11 هدفاً في 22 مباراة شارك فيها، وهو ما مكّنه من إنقاذ فريقه من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.

ولم يقبل نادي ألبورغ بعودته، حيث أعاره مرّة أخرى، ولكن هذه المرّة إلى نادي سيلكيبورغ الذي لم يسجّل معه سوى 3 أهداف فقط، ليعود بعدها إلى ناديه الذي تألّق معه فندسيسل الذي كان قد هبط رسمياً، إلّا أنّ هذه المرّة كاد الموت أن يحرمه من مسيرته الكروية، بعدما سقط في مواجهة فريقه ضدّ لينغبي في الدوري السويدي، وتوقف قلبه لمدة 47 ثانية كاملة قبل أن يجري إنعاشه، ويُعاد إلى الحياة مرّة أخرى، لتتوقف مسيرة اللاعب داخل ملاعب كرة القدم لمدة زادت عن 4 أشهر.

وبالرغم من حصول اللاعب وقتها على الإذن الطبي، إلّا أنّ القدر كان يحضّر مفاجأة أخرى كادت أن تنهي مسيرة اللاعب داخل المستطيل الأخضر، بعد التحامه القوي مع أحد لاعبي الفريق الخصم في أولى المباريات التي شارك فيها بعد العودة، وهو ما تسبّب له بكسر ضلعين وثقب في الرئة، ليبتعد من جديد، ويقرّر اعتزال كرة القدم، لولا مدربه هنريك بيدرسن الذي أحياه مرّة أخرى، وأعاده الفتى الذهبي مجدداً، حيث تمكن من تسجيل 16 هدفاً بعد عودته، وحقق أرقاماً قياسية جعلته ثالث هدافي الدوري الدنماركي في الدرجة الأولى.

وبعدما كان الفلسطيني يصارع من أجل البقاء على الحياة، عاد من جديد واختار الانتقال إلى الدوري السويدي، من خلال بوابة فريق سيريس الذي لعب معه ثلاثة أشهر فقط، ولكنه تمكن من إحراز 10 أهداف، وبعدها ليكون في موعد مع كتابة سطر جديد بمسيرته الكروية القصيرة، وذلك من خلال الانتقال إلى العملاق القاهري "الأهلي المصري"، ويبدأ معه حقبة ذهبية يُتوقع أن تُتوّج بالنجاح.

اقرأ في النهار Premium