آية جبر
قدّم فريق الهلال السعودي موسماً استثنائياً بقيادة البرتغالي جورجي خيسوس، ونجح في تحقيق ما لم يحققه طوال تاريخه، بالجمع بين الثلاثية المحلية في موسم واحد: (الدوري والكأس والسوبر)، وتحطيم الأرقام القياسية واحدة تلو الأخرى؛ من أطول سلسلة لا هزيمة في تاريخ الفريق، والمستمرة حتى الآن، وكذلك حصد لقب دوري روشن من دون التعرّض لأي هزيمة للمرّة الثانية في تاريخه، ولكن بانتصارات أكبر، وغيرها من الأرقام للجيل الذهبي للزعيم الآسيوي. ولكن، يبدو أن كل ذلك لم يكن كافيًا للمخضرم خيسوس، الذي وجد أن فريقه لا يزال ينقصه الكثير لتحقيقه في الموسم الجديد، وأن الإنجاز الحقيقي ليس الخروج بموسم استثنائي فقط بل والحفاظ عليه.
ومن أجل تحقيق ذلك، فتح النادي خزينته على مصراعيها، مع تدخّل عدد من رجال الأعمال المحبين للنادي، استعدادًا للدخول بقوة إلى الميركاتو الصيفي 2024، وتلبية كافة طلبات المدرب البرتغالي من أجل تدعيم صفوف الفريق، لتعويض رحيل بعض النجوم مثل سعود عبد الحميد، مع سدّ الثغرات التي قد رآها المدرب في الموسم السابق، لمواصلة الإنجازات المحلية، والعودة من جديد إلى منصات التتويج القارية التي يغيب عنها الزعيم منذ موسم 2022/2021.
مع الاستعداد بقوة للمشاركة الاستثنائية والتاريخية في بطولة كأس العالم للأندية التي سوف تستضيفها الولايات المتحدة الأميركية في عام 2025، والتي تشهد مشاركة 5 أندية عربية فقط بنظامها الجديد، من بينها الهلال السعودي والعين الإماراتي من قارة آسيا، بينما يشارك الثلاثي الأهلي المصري والوداد المغربي والترجي التونسي من القارة السمراء.
وكان اللاعب البرتغالي جواو كانسيلو أولى الصفقات النارية لفريق الهلال السعودي، والذي حصل على خدماته قادماً من العملاق الإنكليزي مانشستر سيتي بمقابل مادي قيمته 25 مليون يورو، بعد أن أعطى غورديولا الضوء الأخضر لرحيل اللاعب، ثم تمكن من جلب الشاب البرتغالي ماركوس ليوناردو من نادي بنفيكا، إلّا أن الصفقة قد كلّفت خزينة النادي هذه المرّة 40 مليون يورو.
الزعيم ينتصر على منافسيه حتى خارج المستطيل الأخضر
ويبدو أن إدارة نادي الهلال السعودي قد قرّرت السير على نمط المخضرم جورجي خيسوس بسحق كل المنافسين على الساحة، وظهر ذلك من الصفقة التي أجراها النادي في الوقت الضائع، ونجح في خطف الشاب السعودي متعب الحربي صاحب الـ 24 عامًا من نادي النصر، الذي كان قد أنهى الاتفاق بالفعل مع ناديه "الشباب السعودي" مقابل 90 مليون ريال سعودي، إلّا أن إدارة الزعيم قد تدخّلت، ورفعت العرض المادي إلى 123 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل 31 مليون يورو، مع إعارة لاعب الزعيم مصعب الجوير إلى نادي الهلال، ليكون متعب الحربي أغلى صفقة للاعب سعودي في التاريخ.
ميركاتو استثنائياً للهلال السعودي بتكلفة 96 مليون يورو
ومع غلق الميركاتو الصيفي 2024 داخل المملكة العربية السعودية، فإن نادي الهلال قد أنفق على ثلاث صفقات فقط 96 مليون يورو.
وسواء صحّت الأخبار بأن صفقة متعب الحربي كانت بدعم من الأمير الوليد بن طلال أم لا، فإننا نتفق جميعًا أن ما فعلته إدارة الزعيم المحبوب هو أمر تاريخي سوف يُسجّل في تاريخ مواسم الانتقالات داخل المملكة العربية السعودية بل في العالم أجمع.
إلّا أنه يجب النظر أيضًا إلى أن الإدارة قد سعت إلى تحقيق جميع مطالب المدرب البرتغالي، حتى وإن كان بأقل الصفقات وأعلى الأرقام، ولكن المبتغى واحد فقط، وهو إعداد فريق يكتسح الأخضر واليابس في الموسم الحالي، والسعي إلى مواصلة تدعيمه بالميركاتو الشتوي القادم، على أمل أن يصبح واحدًا من الفرق التي قد تحصل على فرصة المنافسة في مونديال الأندية القادم، الذي يشارك فيه كبار فرق العالم.
إفساح المجال للصفقات الجديدة
لم يقتصر ميركاتو الهلال السعودي على التعاقد مع الصفقات الجديدة فقط، بل إن تجديد دماء الفريق كان الهدف الأول للبرتغالي المخضرم، والذي قام بتغيير جذري داخل الفريق، وتخلّى عن العديد من اللاعبين إما لتلقّيهم عروض احتراف مميزة أو بالبيع النهائي أو الإعارة لعدم الحاجة، ويأتي على رأسهم النجم السعودي سعود عبد الحميد، الذي حقق حلمه بالانتقال إلى نادي روما، بالإضافة إلى سلمان الفرج الذي تمّ بيعه إلى نيوم الفرنسي، والبرازيلي ماتيوس بيريرا، وغيرهم من اللاعبين الذين انتقلوا إلى الأندية السعودية.