تتجه أندية المقدمة في الدوري المصري لكرة القدم نحو لاعبي المغرب لتدعيم صفوفها الموسم المقبل، بعد تألق الأندية المغربية في المسابقات القارية ومنتخب "أسود الأطلس" في المونديال الأخير.
وضمّ الأهلي حامل لقب الدوري وبطل إفريقيا الثنائي يحيى عطية الله وأشرف داري، فالتحقا بمواطنهما رضا سليم، فيما استعار غريمه التقليدي الزمالك الظهير محمود بنتايك من سانت اتيان الفرنسي، وكان قريباً من ضم كريم البركاوي قبل تعثر الصفقة.
وتضم صفوف بطل الكأس بيراميدز الثنائي المغربي محمد الشيبي ووليد الكرتي.
ويبدو الرقم مرشحاً للزيادة في الموسم الجديد المقرر انطلاقه منتصف تشرين الأول/أكتوبر.
وتواجد ثمانية لاعبين مغاربة الموسم الماضي في أندية الدوري هم سليم (الأهلي)، الشيبي والكرتي (بيراميدز)، الحسن دحدوح وعبد اللطيف بن قصو (سموحة)، أحمد بلحاج (الجونة وسيراميكا كليوباترا)، عبد الكبير الوادي (مودرن سبورت)، ومحمد الناهيري (بلدية المحلة).
واستعار الأهلي الظهير الأيسر عطية الله من سوتشي الروسي مقابل 200 ألف يورو، وقلب الدفاع أشرف داري من بريست الفرنسي مقابل 1.8 مليون يورو، ليعوّض رحيل محمد عبد المنعم إلى نيس الفرنسي.
وكان مواطنهما سليم القادم بداية الموسم الماضي من الجيش الملكي المغربي توّج مع الفريق الأحمر بألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال إفريقيا، علما أن الثنائي المغربي بدر بانون ووليد أزارو حقق نجاحات سابقا مع فريق العاصمة.
وقال عطية الله (29 عاماً) المتوّج سابقا مع الوداد بدوري أبطال إفريقيا "جمهور الأهلي هو الدافع الأول وراء الفوز بالبطولات، وسند الفريق في أوقات الفوز والهزيمة".
أما قلب الدفاع الدولي داري (25 عاماً)، فبدأ مشواره في صفوف الوداد قبل أن ينضم صيف 2022 لبريست الذي أعاره الموسم الماضي لشارلروا البلجيكي.
قال داري "تلقيت الكثير من العروض من إسبانيا والسعودية لكنني سعيد بهذه الخطوة خاصة لرغبة عائلتي الكبيرة في اللعب للأهلي".
بنتايك يريد كل الألقاب مع الزمالك
وأصبح محمود بنتايك أولى صفقات الزمالك الصيفية، بعدما نجح النادي الأبيض في إنهاء أزمة إيقاف القيد التي هددته في الفترة الأخيرة بسبب مستحقات لاعبيه السابقين.
وكان الزمالك قريباً من ضم ثنائي مغربي آخر، لاعبه السابق أشرف بنشرقي والمهاجم كريم البركاوي، لكن المفاوضات تعثرت في المراحل الأخيرة.
وسبق للرباعي المغربي بنشرقي ومحمد أوناجم وحميد أحداد وخالد بوطيب تمثيل الزمالك في السنوات الأخيرة.
وانتقل الظهير الأيسر بنتايك للرجاء في عام 2022 ومنه إلى سانت إتيان الفرنسي في العام التالي.
انضم للزمالك على سبيل الإعارة، مع وجود بند يتيح ضمه نهائياً في نهاية الموسم مقابل 800 ألف يورو.
قال ابن الرابعة والعشرين "لم أتردد في الموافقة على اللعب للزمالك الذي يملك شعبية كبيرة في إفريقيا وخارجها. أعرف جماهيرية الفريق الكبيرة، وأعرف لاعبيه الحاليين والسابقين خاصة المغاربة، ولدي طموح كبير في التتويج بكل الألقاب مع الزمالك".
تألق عالمي وآثار إيجابية
ورأى الصحافي المغربي عمر الشرايبي أن توجه الأندية المصرية لاستقطاب نجوم مغاربة يعود لتألق الأندية في المسابقات القارية.
قال لوكالة فرانس برس "تفوّق الثلاثي الوداد والرجاء ونهضة بركان أثر بالإيجاب في انتقال لاعبين مثل أشرف بنشرقي للزمالك ومن بعده الكرتي لبيراميدز وبانون للأهلي".
وأضاف "تسويق المنتج الكروي المحلي المغربي عبر بث جميع المباريات تلفزيونياً، وأيضا تجارب بعض المدربين المصريين في الدوري المغربي، جعلوا الاهتمام باللاعبين المغاربة يزداد في سوق الانتقالات بمصر".
ورأى أن ما قدمه المنتخب المغربي في مونديال قطر 2022 وبلوغه الدور نصف النهائي في سابقة للمنتخبات الإفريقية، حوّل أنظار العالم أكثر لكرة القدم المغربية و"هذا يفسر ارتفاع أسهم لاعبين أمثال أشرف داري الذي سجّل هدفاً في مرمى كرواتيا خلال مباراة تحديد المركز الثالث".
وحول لاعبي المغرب في الموسم الجديد، أضاف "لا يمكن التكهن بمدى نجاح تجربة محمود بنتايك مع الزمالك وأشرف داري مع الأهلي، نظرا لاختلاف أجواء الدوريات الأوروبية في بلجيكا وفرنسا عن الدوري المصري. في المقابل أتوقع استمرار تألق وليد الكرتي ومحمد الشيبي مع بيراميدز بعد المستوى المميز الذي قدماه في الموسم الماضي".
انطباع شخصي
من جانبه، يرى الصحافي المصري أحمد فاروق أن هذا التوجه له أكثر من سبب "أوّلا السمعة العالمية التي اكتسبها اللاعب المغربي من نجاحات المنتخبات والأندية، ليس فقط على مستوى اللاعبين الذين نشأوا ولعبوا في أوروبا، ولكن حتى المحليين مثل سفيان رحيمي ونايف أكرد وياسين بونو وغيرهم".
وتابع "السبب الثاني هو نجاح غالبية اللاعبين المغاربة في مصر مثل الكرتي والشيبي وبنشرقي وأوناجم وبانون وأزارو، مما شجع الأندية المصرية على تكرار هذه التجربة".
ويرى فاروق أن النقطة الأهم للأهلي والزمالك هي الانطباع الإيجابي عن اللاعب المغربي على المستوى الشخصي وليس فقط الفني، مثل بانون الذي ترك انطباعاً مميزاً داخل غرفة ملابس الأهلي، وأزارو الذي رحل عن الفريق في هدوء من دون افتعال أي أزمات.