النجم المغربي سفيان رحيمي. (إكس)
آية جبر
في ظل النجاحات التي يسجلها المسؤولون عن الرياضة داخل المملكة العربية السعودية، والتي أحدثت طفرة داخل الوطن العربي كاملاً باستقدام نجوم العالم والسعي للتنافس على كبرى البطولات، هناك على الجانب الآخر من عالمنا العربي، وتحديداً داخل القارة السمراء، طفرة أخرى أحدثتها المغرب في عالم الساحرة المستديرة، بل تمكنت من تحقيق ما تسعى إليه الرياضية السعودية في الوقت الراهن، وهو مجابهة الكبار والتنافس في أكبر البطولات.
والحقيقة أنّ الظهور المميز لمنتخب المغرب في كأس العالم الأخيرة، وحصوله على المركز الرابع، ومن بعده المنتخب الأولمبي الذي تمكن من تحقيق إنجاز آخر، وهو الحصول على الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس الماضية 2024، لم يكن كل ذلك وليد الصدفة بل إنه جاء بعد تخطيط مسبق من المسؤولين عن الكرة المغربية استمر لسنوات، وذلك من خلال تجهيز النجوم في الأكاديميات العالمية ورفع البنية التحتية للمنشآت الرياضية، واختيار المواهب المميزة، مع توفير المناخ الذي يجعلهم يصلون إلى أعلى مستوى فني لهم.
وبجانب ذلك، ومن أجل رفع المستوى الفني للمنتخبات المغربية بمراحلها العمرية المختلفة، نجح المسؤولون في جذب النجوم ذوي الأصول المغربية الذين ترعرعوا في البلدان الأوروبية لتمثيل "أسود الأطلس"، وهو ما انعكس في النهاية على تحقيق إنجازين متتاليين على مستوى الدولي.
سفيان رحيمي يُعيد العين إلى منصات التتويج القارية
وكانت أهم الخطوات التي قام بها المسؤولون عن الكرة المغربية هو فتح الباب أمام النجوم حتى يسطعوا في سماء العالم ومنحهم فرصة الاحتراف منذ الصغر، وهو ما جعل اللاعبين المغاربة من أكثر اللاعبين العرب في الدوريات المختلفة، ومن بينهم دوريات المنطقة العربية. فنجد واحداً من النماذج الناجحة والذي أصبح من ركائز المنتخب المغربي في الآونة الأخيرة، سفيان رحيمي، صاحب الـ28 عاماً، الذي يلعب مع العين الإماراتي منذ موسم 2022/2021، وتمكن خلال هذا الموسم بالمساهمة في تتويج فريقه ببطولة الدوري الإماراتي، وكأس الرابطة، وأخيراً دوري أبطال آسيا، الذي لم يتوّج به الفريق سوى مرّة واحدة فقط من قبل عام 2003، ومن ثم ضمان المشاركة في بطولة الأنتركونتننتال المقبلة.
ونتيجة لنجاح اللاعب واعتباره واحداً من أهم اللاعبين في الفريق في الوقت الراهن، أُعلن مؤخراً عن التجديد له حتى موسم 2028 للإبقاء عليه وعدم التفريط فيه في وقت قريب.
"أسود الأطلس" تجتاح الدوري السعودي
يُعد دوري روشن السعودي من أكثر الدوريات العربية التي يلعب فيها لاعبون مغاربة في الوقت الراهن، وهو أكبر دليل إلى نجاح المنظومة المغربية في توريد المواهب الكروية المميزة، خصوصاً أنّ الأندية السعودية باتت تستهدف فئة محددة من اللاعبين. فعلى سبيل المثال، الأسطورة الحية عبد الرزاق حمد الله الذي تألق مع كبار الأندية العربية، الذي بدأ مسيرته داخل الدوري القطري، ثم انتقل إلى الدوري السعودي حيث حفر اسمه بأحرف من ذهب مع النصر واتحاد جدة، وتمكن من حصد الألقاب الفردية والجماعية، وأهمها لقبان في الدوري ومثلهما في كأس السوبر، بواقع لقب من كل منهما مع أحد الفريقين، وها هو يستكمل بقية مسيرته داخل المملكة العربية السعودية مع نادي الشباب.
وبالإشارة إلى النجوم المغاربة داخل الدوري السعودي، لا يمكن أن نغفل عن أسطورة حراسة المرمى ياسين بونو الذي يلعب في نادي الهلال، وقاده خلال موسم واحد نحو تحقيق الثلاثية المحلية للمرّة الأولى في التاريخ بفضل تصدياته الناجحة، ولا يزال يستكمل مسيرته مع "الزعيم"، ولا يقتصر الأمر على هذا الثنائي، بل إنّ دوري روشن يلعب فيه 8 لاعبين آخرين في فرق مختلفة، بالإضافة إلى هؤلاء الموجودين في دوري الأمير محمد بن سلمان.
الأهلي المصري يتسلح بنجوم المغرب
وبالحديث عن الأندية العربية التي تعاقدت مع اللاعبين المغاربة للاستفادة من مستواهم الفني المميز، لا يمكن ألا نشير إلى الميركاتو الصيفي الحالي 2024 الذي قام به العملاق القاهري "الأهلي المصري"، بعدما تعاقد مع يحيى بن عطية وأشرف داري من أجل تدعيم خط الدفاع، ويلعب بجانبهما مواطنهما رضا سليم، ليكون "المارد الأحمر" قد استقر على التسلح بـ"أسود الأطلس"، والاستفادة من الطفرة المغربية في مستوى اللاعبين من أجل الاستعداد بقوة للبطولات الكبرى القارية والدولية التي سيشارك فيها خلال الفترة المقبلة، من أهمها بطولة كأس العالم للأندية 2025 بنظامها الجديد.
الشيبي الظهير الأيمن الأفضل في الدوري المصري
يجب الإشارة أيضاً إلى واحد من أفضل اللاعبين المغاربة في الوقت الراهن، وهو اللاعب محمد الشيبي الذي يتألق مع فريق بيراميدز، ويحقق معه أرقاماً مميزة للغاية، حتى وإن لم يتمكن من حصد أي بطولات حتى الآن، إلا أنّ هذا لا يمنع أن يجري اختياره أفضل ظهير أيمن في مسابقة الدوري المصري الممتاز 2024/2023.
ومن خلال الخبرات التي اكتسبها هؤلاء وغيرهم في الدوريات العربية والأوروبية بمختلف مستوياتها، عاد النفع على منتخب "أسود الأطلس" الذي حصد الثمار في المونديال والأولمبياد، وينتظر أن تظهر نتائج الحصاد خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في بطولة كأس العالم التي ستقام في الولايات المتحدة الأميركية بنظامها الجديد عام 2026، وربما قبل ذلك.