النهار

كيف غيّرت الأندية السعودية أفكارها في سوق الانتقالات؟
المصدر: النهار العربي
بدأت الأندية داخل المملكة خلال الميركاتو الصيفي الحالي 2024 بتغيير الخطة التي وضعتها من أجل التطوير، والسعي للمنافسة في أكبر المحافل الدولية، بالنزول بمعدل الأعمار في الصفقات التي يتمّ التعاقد معها.
كيف غيّرت الأندية السعودية أفكارها في سوق الانتقالات؟
كانسيلو والغنام خلال تدريبات الهلال (إكس)
A+   A-
آية جبر
 
بعد فتح صندوق الاستثمار السعودي أمام كبار الأندية السعودية لدعمها بأكبر الصفقات منذ ميركاتو 2023، واتجاه الكثير منهم إلى التعاقد مع نجوم العالم الكبار الذين تخطّوا عمر الثلاثين بعد رحيلهم عن أنديتهم على غِرار ما فعله النصر بالتعاقد مع كريستيانو رونالدو، والتي لم تؤتِ بثمارها على الصعيد الدولي والقاري لأي فريق منهم حتى الآن، بدأت الأندية داخل المملكة خلال الميركاتو الصيفي الحالي 2024 بتغيير الخطة التي وضعتها من أجل التطوير، والسعي للمنافسة في أكبر المحافل الدولية، بالنزول بمعدل الأعمار في الصفقات التي يتمّ التعاقد معها.
 
فبدأ موسم الانتقالات الراهن بانتشار العديد من الأخبار عن رغبة أحد الأندية السعودية في التعاقد مع نجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور، الذي يبلغ من العمر 25 عاماً فقط، ثم رغبة الهلال في الحصول على خدمات كومان نجم بايرن ميونيخ صاحب الـ 28 عاماً، والعرض الضخم الذي قدّمه أهلي جدة للتعاقد مع فيكتور أوسيمين البالغ 25 عاماً.
 
وبالرغم من عدم نجاح تلك الصفقات، لعدم رغبة هؤلاء اللاعبين في الخروج من أوروبا، إلّا أن التوجّه العام لجميع الفرق السعودية قد ظهر برغبتهم في رفع الكفاءة الفنية من خلال التعاقد مع لاعبين شباب، يمكن البناء عليهم مستقبلًا وليس لموسم واحد أو اثنين، بجانب وجود اللاعبين الكبار، لإضفاء عنصر الخبرة على الفرق، ما يجعلها مكتملة، ومستعدة للمشاركة في مختلف البطولات والمنافسة على لقبها، وهو ما تمّ بالفعل في الميركاتو الحالي من خلال التعاقد مع معظم الصفقات -30 عاماً.
 
الهلال يفكر خارج الصندوق
وبينما كانت معظم الأندية السعودية تبحث عن أبرز النجوم في العالم للتعاقد معها، كان المخضرم البرتغالي جورجي خيسوس يبحث عن ضالته لإكمال أشرس جيل من اللاعبين، استعداداً للبطولات الكبرى التي سوف يشارك فيها الفريق بالموسم الحالي، ليتعاقد مع ثلاث صفقات فقط، كان أكبرهم النجم كانسيلو قادماً من مانشستر سيتي، والذي يبلغ 30 عاماً، بينما كانت الصفقة الثانية اللاعب البرازيلي ماركوس ليوناردو، الذي لم يبلغ عامه الـ 22 بعد، بالإضافة إلى التعاقد مع أغلى لاعب سعودي في تاريخ دوري روشن، وهو متعب الحربي صاحب الـ 24 عاماً.
 
رباعي شبابي لمعاونة الدون وإعادة النصر للطريق الصحيح
وفي سبيل السعي الدائم من إدارة النصر للعودة من جديد إلى الطريق الصحيح، والتتويج بالألقاب، بدأت إدارة العالمي بالبحث عن العناصر الشبابية الفذة التي يمكنها معاونة كريستيانو رونالدو، في طموح لقيادة الفريق نحو الانتصارات المتتالية، ومن ثم الصعود إلى منصات التتويج، تمّ التعاقد مع 4 صفقات لم يبلغوا منتصف العقد الثالث حتى الآن، بل أن هناك لاعبين منهما لم يبلغا عامهما الـ20 بَعد، حيث يبلغ كل من أنجيلو القادم من تشيلسي وويسلي غاسوفا الذي كان يلعب في صفوف فريق كورينثيانز البرازيلي، 19 عاماً فقط.
 
وبجانب هذين اللاعبين، تمّ التعاقد مع ثنائي آخر من أجل تدعيم الخط الخلفي، وأولهما صاحب الـ 24 عاماً محمد سيماكان مدافع الفريق الألماني لايبزيغ، بالإضافة إلى الحارس بينتو الذي يبلغ من العمر 25 عامًا، وكان يلعب في صفوف فريق أتلتيكو بارانينسي البرازيلي.
 
فِزْرُ النمور السعودية جاهزة لافتراس المنافسين
وعلى شاكلة المنافسين، اتجهت إدارة اتحاد جدة نحو التعاقد مع الشباب، ولكن بعدد أكبر من أجل سدّ الثغرات التي ظهرت خلال الموسم الماضي، للعودة من جديد للتنافس بشراسة على كافة الألقاب، فوقع الاختيار على 5 صفقات دفعة واحدة، وجميعهم أقل من الثلاثين، منهم الثلاثي صاحب الـ 26 عامًا، وهم الهولندي ستيفن بيرخفين الذي كان يلعب في صفوف فريق أياكس الهولندي، بالإضافة إلى الجزائري حسام عوار من نادي روما، وكذلك جالينو الذي تمّ التعاقد معه هو الآخر من نادي بورتو البرتغالي.
 
كما خطفت النمور الشاب موسي ديابي من أستون فيلا، وتمّ تدعيم مركز حراسة المرمى بحارس مرمى مايوركا رايكوفيتش، وكلاهما يبلغ من العمر 25 عامًا.
 
أهلي جدة يكمل صفوفه بثنائي من الشباب
وعلى غِرار ما فعله الزعيم، لم يُبرم نادي أهلي جدة العديد من الصفقات في الميركاتو الصيفي الحالي 2024 بل اكتفى بالتعاقد مع صفقتين فقط بناءً على طلب من المدرب الألماني ماتياس يايسله، والذي طار بعينه إلى القارة الأميركية الجنوبية، والتقط الشاب الواعد صاحب الـ 21 عاماً، والذي يُدعى ألكسندر، وكان يلعب في صفوف فريق فلومينينزي البرازيلي في أكثر من مركز دفاعي، ليكون ورقة رابحة يمكن للمدير الفني الاعتماد عليها في أكثر من مركز داخل المستطيل الأخضر.
 
بينما كانت الصفقة الثانية هي ضمّ المهاجم الشرس إيفان توني، والذي يبلغ من العمر 28 عامًا، ونجح النادي في الحصول على خدماته برينتفورد الإنكليزي بعد منافسة شرسة مع كبار أندية العالم.
 
وبالنظر إلى معظم الصفقات التي أبرمتها جميع الأندية السعودية خلال الميركاتو الصيفي الجاري 2024، وليس الأندية الأربعة فقط، فإننا نجد أنه قد تمّ بالنزول بأعمار جميع الصفقات إلى 28 عامًا أو أقل، والابتعاد كليًا عن اللاعبين فوق الـ30، والاكتفاء بهؤلاء الذين تمّ التعاقد معهم مسبقاً مع التخلّص من بعضهم لعدم فعاليتهم، بالإضافة إلى النظر إلى اللاعبين المحليين، وإعطائهم أهمية كبيرة مثل الأجانب، وكل ذلك هدفه الأول هو إحداث طفرة في الرياضة السعودية، تجعل الفرق والمنتخب قادرين على المنافسة في مختلف المسابقات، وأكبرها مثلما فعل منتخب المغرب من قبل.

اقرأ في النهار Premium