النهار

نادية فكري... البطلة المصريّة التي طبّقت مقولة "العمر مجرّد رقم"
المصدر: النهار العربي
دائماً ما نسمع مقولة إنّ العمر مجرّد رقم، ومهما تقدمت في السن، فإنه بإمكانك تحقيق العديد من الإنجازات والطموحات والآمال التي قد لا تتمكن من تحقيقها عندما تكون صغيراً، وهو ما أثبتته البطلة المصرية نادية فكري التي نجحت في إبهار الجميع في دورة الألعاب البارالمبية 2024 التي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس.
نادية فكري... البطلة المصريّة التي طبّقت مقولة "العمر مجرّد رقم"
البطلة المصرية نادية فكري. (إكس)
A+   A-
آية جبر

دائماً ما نسمع مقولة إنّ العمر مجرّد رقم، ومهما تقدمت في السن، فإنه بإمكانك تحقيق العديد من الإنجازات والطموحات والآمال التي قد لا تتمكن من تحقيقها عندما تكون صغيراً، وهو ما أثبتته البطلة المصرية نادية فكري التي نجحت في إبهار الجميع في دورة الألعاب البارالمبية 2024 التي أقيمت في العاصمة الفرنسية باريس، خصوصاً عقب حصد الميدالية السابعة في تاريخها في سن الـ50 من عمرها، كما أنّ عمرها لم يكن الأمر المُثير في قصتها، ولكن أيضاً الضربات "المميتة" التي تعرّضت لها منذ طفولتها، والتي كادت أن تقضي على حلمها.

طفولة مأساوية
عندما نتحدث عن الطفولة المأساوية التي مر بها الأبطال في بداية حياتهم، فإننا يجب علينا في البداية أن نلقي الضوء على السيدة المصرية نادية فكري التي وُلدت في 27 تموز (يوليو) 1974، والتي سقطت من الدرج، وتسبب هذا السقوط في إصابتها بشلل عندما كانت تبلغ من العمر 11 عاماً فقط.

سيطر حب ممارسة الرياضة عليها على الرغم من الإصابة التي تعانيها، وحاولت الانضمام إلى إحدى الرياضات داخل مدرستها، لكنها مُنعت من قبل المعلمة بحجة أنها لا تستطيع ممارسة أي رياضة، وهذا الأمر تسبب في حدوث أزمة نفسية كبيرة لديها.

والأزمة التي أثرت عليها كثيراً بعد ذلك هي وفاة والدها أثناء دراستها للمرحلة الثانوية.

من السباحة إلى رفع الأثقال
نجحت نادية فكري في التغلب على الأزمة النفسية التي كانت تمر بها، وحصلت على الشهادة الجامعية من كلية الآداب، وفي الوقت نفسه، قرّرت الاتجاه إلى ممارسة السباحة في بداية مشوارها الرياضي، ولكنها اتجهت بعد ذلك إلى رفع الأثقال.

وكان السبب الرئيسي وراء تغيير رياضاتها المفضلة هي سماع قصة سيدة نجحت في رياضة رفع الأثقال في الراديو، فقرّرت اللجوء إلى مدرب هذه السيدة الذي آمن بموهبتها منذ اللحظات الأولى، خصوصاً بعدما تمكنت من رفع 160 كلغ في البداية، وقرّر التعاون معها، لتنطلق مسيرتها في هذه الرياضة عام 1995.

بداية التألق وحصد الميداليات
كثفت نادية فكري تدريباتها طوال سنتين تقريباً، وكانت أولى البطولات الرسمية التي تشارك فيها هي بطولة أوروبا المفتوحة في سلوفاكيا عام 1997، ثم شاركت بعد ذلك في بطولة العالم المقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1998، ونجحت في تفجير مفاجأة نارية من العيار الثقيل، خصوصاً بعدما أحرزت الميدالية الذهبية.

كانت أوّل تجربة لها في دورة الألعاب البارالمبية في سيدني التي أقيمت عام 2000، وتمكنت من رفع وزن 110 كلغ، وحصدت الميدالية البرونزية عن وزن 67.5 كلغ.

شاركت في بطولة العالم عام 2002 في دولة كوالالمبور بوزن جديد، وهو 82.5 كلغ، وتمكنت من حصد الميدالية البرونزية، والثانية في تاريخها بعد رفع وزن 135 كلغ.

وتمكنت بعد ذلك من إحراز ميداليتين فضيتين في بطولة العالم عام 2014، وعام 2023 في الإمارات.

كما أنها أصبحت أوّل مصرية تنجح في إحراز 3 ميداليات بارالمبية بعد ميدالية سيدني في أثينا عام 2004، وبكين عام 2008، وحققت فيهما الفضية والبرونزية.

وبعد غياب فترة طويلة عن المشاركة في هذه البطولات، تمكنت من الظهور في دورة الألعاب البارالمبية التي جرت في باريس، وحصدت الميدالية البرونزية، والرابعة في دورات الألعاب البارالمبية، والسابعة في تاريخها في مختلف البطولات، ولكن المبهر في قصتها أنها حققت هذه الميدالية عند سن الـ50 من عمرها.

اقرأ في النهار Premium