النهار

دياز الفنان المغربي صاحب القدم الذهبية
المصدر: النهار العربي
اللاعب إبراهيم دياز صاحب الـ 25 عاماً هو واحد من أهم وأنجح النماذج التي يجب الحديث عنها، والتي التقطتها العيون المغربية الباحثة عن المواهب الحقيقية التي تحمل الجنسية المغربية مع جنسيتها الأجنبية،
دياز الفنان المغربي صاحب القدم الذهبية
دياز خلال لقاء ريال مدريد وسوسيداد (أ ف ب)
A+   A-
آية جبر
 
في ظلّ تشكيك كثيرين في الطفرة المغربية التي أحدثتها المنظومة الرياضية في لعبة كرة القدم، والتي بدأت ثمارها تزدهر، وتفتْحت أولى أوراقها في مونديال قطر 2022 وتلتها أولمبياد باريس 2024، يأتي اللاعبون المغاربة المتألقون في أهم دوريات العالم العربية الأوروبية، ليبرهنوا على نجاحها، وليؤكّدوا أن ما حدث في تلك البطولات لم يكن وليد الصدفة، بل أنه تخطيط دام لسنوات، وأن أوان الحصاد قد حان، وأن ما حدث من منتخبي المغرب "الأول والأولمبي" سوف يتكرّر كثيراً في المحافل الدولية الكبرى في السنوات المقبلة.
 
ولعلّ اللاعب إبراهيم دياز صاحب الـ 25 عاماً هو واحد من أهم وأنجح النماذج التي يجب الحديث عنها، والتي التقطتها العيون المغربية الباحثة عن المواهب الحقيقية التي تحمل الجنسية المغربية مع جنسيتها الأجنبية، من أجل رفع الكفاءة الفنية للمنتخبات المغربية بمختلف مراحلها، وإعدادها لمنافسة كبرى منتخبات العالم، وهو ما نجحت به الهيئة الرياضية المغربية، عندما أقنعت دياز بالانضمام إلى صفوف المنتخب المغربي، واللعب لصالحه، بعدما كان قد بدأ مشواره الكروي الدولي رفقة منتخب إسبانيا تحت 17 عامًا ثم تدرّج حتى وصل إلى المنتخب الإسباني الأول، ولعب معه مباراة واحدة فقط قبل أن يقتنع اللاعب باستخدام جنسيته المغربية، واللعب بتشيرت أسود الأطلس.
 
ورقة الركراكي الرابحة
مسيرة إبراهيم دياز مع منتخب المغرب ليست طويلة، بل تقتصر فقط على 6 مباريات، بعدما بدأ اللعب لصالح أسود الأطلس العام الجاري 2024، ولكنه خلال هذا العام، تمكن من إثبات نفسه، وأجبر وليد الركراكي المدير الفني على استدعائه في جميع فترات التوقف الدولي، حتى وإن لم تكن مساهماته التهديفية كبيرة حتى الآن، ولكن مهاراته العالية، وقدرته على المراوغة في المساحات الضيّقة واستخدام كلتا القدمين من دون أن تكون واحدة أقوى من الأخرى، جعلته بمثابة البديل الذهبي الذي يمكن بِتمريراته المميزة أن يساهم بصورة واضحة في فوز المنتخب.
 
وكانت فترة التوقف الدولي الأخيرة بمثابة الإثبات الفعلي على الرؤية الفنية لمدرب منتخب المغرب، بعدما ساهم اللاعب في 4 أهداف خلال مباراتين فقط ضمن منافسات تصفيات أمم إفريقيا 2024، بصناعة هدفين وإحراز هدف آخر في مواجهة الغابون التي شارك فيها أساسياً، ثم سجّل هدف فوز المغرب على ليسوتو في المباراة الثانية التي شهدت مشاركة اللاعب في الدقيقة 75، ولكنه تمكن خلال هذه الدقائق القليلة من الفوز بـ 4 مراوغات من أصل 4 أي نسبة 100%، كما نجح في الفوز في 5 ثنائيات من أصل 6، بالإضافة إلى صناعته هدفاً محققاً، وتسجيله الهدف الذي جاء نتيجة مراوغة فردية مميزة في مساحة ضيّقة، ما جعله يفوز بجائزة رجل المباراة عن استحقاق وجدارة.
 
البديل المغربي الذهبي
لم تكن بداية إبراهيم دياز على المستوى المحلي ناجحة، بعدما بدأ مشواره في نادي بلدته التي نشأ فيها "ملقا"، ثم انتقل منه إلى نادي مانشستر سيتي الذي استمر فيه ثلاثة مواسم كاملة من 2016 حتى 2019، ولكنه لم يشارك سوى في 5 مباريات فقط، ومنه انتقل إلى ريال مدريد الذي لعب معه موسماً واحداً، ولكن لم يكن الحظ حليفه، بعدما لعب 50 مباراة لم يسجّل فيها سوى 12 هدفاً فقط، ما جعله يخطو خطوة جديدة في مسيرته الكروية بالانتقال إلى نادي ميلان على سبيل الإعارة، لتكون هذه الخطوة هي بداية دياز الحقيقية، ويتمكن من إظهار مهاراته الفنية العالية حتى وأن لم تكن مساهماته التهديفية عالية، بعدما اكتفى بإحراز 13 هدفاً خلال 91 مباراة.
 
ومع بداية موسم 2024/2023، عاد النجم المغربي مرّة أخرى، ليبدأ حقبته الذهبية مع ريال مدريد تحت قيادة المخضرم كارلو أنشيلوتي، والذي فجّر فنيات اللاعب، وجعله البديل الذهبي للمرينغي الذي يشارك من أجل حسم المباراة لصالح فريقه، خصوصاً في تلك المباريات التي يعتمد فيها الخصم على التكتل الدفاعي، وبفضل مهارة اللاعب وقدرته على استخدام كلا القدمين، شارك في 53 مباراة، ساهم خلالها في 34 هدفاً، حيث سجّل 23 منها، وصنع 11، وتوّج مع الفريق بـ 4 ألقاب، منها لقب من الليغا وآخر في السوبر الإسباني، ومثله في دوري أبطال أوروبا، وكذلك السوبر الأوروبي، ولا تزال الأرقام لم تنصفه بعد، ولكن ينتظر منه موسماً آخر استثنائياً مع الملكي على وتيرة الموسم الماضي، خصوصاً في ظل التميز الفني الواضح في مستوى اللاعب.
 
دياز الأحق بالذهب الإفريقي
وبالرغم من أن الكاف لم يعلن عن قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية الإفريقية إلّا أنّ إبراهيم دياز قد حجز مقعده في هذه القائمة، بل أن كل المؤشرات تشير إلى أنه سوف يكون صاحبها بعد مستواه الفني، ومساهماته في فوز فريقه الحالي ريال مدريد ومنتخب بلاده، وهو ما جعل جامعة كرة القدم في المغرب تعلن دعمها الكامل للاعب، وتطالب بأحقيته في الحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في القارة السمراء عام 2024، ولعلّ هذا الموقف لدعم لاعبها هو خير دليل على أن الكرة المغربية أصبحت تنفرد بعيداً من جميع منافسيها داخل القارة.

اقرأ في النهار Premium