النهار

آية جبر

استطاع البرتغالي جورجي غيسوس في جعل نادي الهلال السعودي مرعباً بمجموعة اللاعبين الذين تواجدوا معه من الموسم الاستثنائي السابق، وتحقيق ما لم يحقق من قبل في تاريخ النادي، بالجمع بين الثلاثية المحلية "الدوري والكأس والسوبر"، وصولاً إلى الصفقات الثلاث الجديدة التي نجحت الإدارة في استقدامها بناءً على طلبه في سوق الانتقالات الصيفي الأخير، من أجل بناء فريق عربي بمواصفات أوروبية، قادر على الهيمنة على مختلف المسابقات التي يشارك فيها محلية وقارية.

استكمال المسيرة الناجحة محلياً
لم يكتفِ جورجي غيسوس بالإنجازات التي حققها الموسم الماضي، بل استمر على وتيرة هذه النجاحات، وتمكن من بداية الموسم الجديد 2025/2024 بأن أعرب عن قوّة فريقه الذي لن يسمح لأي من منافسيه بالحصول على فرصة التتويج في أي من الألقاب المحلية، بعدما قضى على غريمه التقليدي، نادي النصر، في بداية الموسم في نهائي كأس السوبر بـ4 أهداف مقابل هدف، وتُوّج باللقب على حسابه للموسم الثاني توالياً، والخامس في تاريخه؛ ليستكمل سلسلة اللاهزيمة التي بدأها من الموسم الماضي على المستوى المحلي، بالوصول إلى المباراة الـ38 توالياً.

واستمر المخضرم في قيادة الجيل الذهبي من لاعبي الجيل الحالي نحو كتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في بطولة دوري روشن السعودي، ونجح في استكمال سلسلة اللاهزيمة إلى المباراة الـ41 توالياً، بعدما حقق العلامة الكاملة في المراحل الثلاث الأولى من عمر المسابقة، وأن يصبح ثاني أقوى خط هجوم برصيد 9 أهداف خلف اتحاد جدة، الذي تمكن من التفوّق في المرحلة الثالثة عقب تحقيقه الانتصار الكبير على الوحدة بـ7 أهداف مقابل هدف، كما يحتل الزعيم الوصافة حتى الآن بالخط الدفاعي القوي، بعدما استقبل هدفين فقط خلال اللقاءات الثلاثة.

ولم يقتصر دور جورجي على قيادة الفريق كاملاً نحو حصد الألقاب وتحطيم الأرقام القياسية واحداً تلو الآخر، وأخرج من لاعبيه أفضل ما لديهم من إمكانيات فنية، مثل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، الذي نافس على لقب هداف الدوري السعودي بشراسة طوال الموسم السابق، بعدما أحرز 28 هدفاً، إلّا أنّ اللقب آنذاك ذهب إلى الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، ليعود مهاجم "الزعيم" في هذا الموسم أشرس مما كان، ويتمكن من تسجيل 6 أهداف في 3 مباريات فقط، بفارق هدفين عن أقرب منافسيه.

الهلال "الأوروبي" يكشّر عن أنيابه
بينما يسعى الهلال بقيادة البرتغالي المخضرم نحو الحفاظ على الألقاب المحلية داخل قلعة الزعيم المحبوب، فإنه يأمل في المقابل أن يحقق ما لم يتمكن من تحقيقه في الموسم الماضي، وهو حصد اللقب القاري الذي لم ينجح في التتويج به منذ توليه مهمّة الإدارة الفنية في الموسم الماضي، بعدما نجح بالوصول إلى المربع الذهبي في النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا، إلّا أنّ الشقيق العربي الإماراتي "العين" أقصاه من هذا الدور آنذاك.

لهذا، كشّر زعيم الأندية الآسيوية عن أنيابه في أولى مبارياته في البطولة القارية في ثوبها الجديد هذا الموسم 2025/2024، ولقّن نادي الريان القطري درساً قاسياً بعدما فاز عليه في عقر داره بـ3 أهداف مقابل هدف واحد، ليقتنص أوّل 3 نقاط في مشواره نحو استعادة اللقب الغائب عنه منذ موسم 2022/2021، على أمل استكمال وتيرة الانتصارات التي لا تتوقف منذ نهاية الموسم السابق، واستمرّت حتى وصلت إلى 8 مباريات حتى الآن.

ولم يكن هذا الانتصار في هذا اللقاء بالأهداف المسجّلة فقط، بل أنه كان انتصاراً معنوياً للاعبين وقدراتهم، وتحذيراً واضحاً إلى جميع المنافسين على مدى قوّة "الزعيم" في هذا الموسم، بعدما تحوّلت المباراة إلى استعراض للقوّة التي يملكها الفريق، والإعلان عن أنه أصبح حقاً أحد الفرق الأوروبية العالمية، وليس فريقاً عربياً ينتمي إلى قارة آسيا.

ويبدو من المستوى الذي ظهر عليه الهلال السعودي منذ الموسم الماضي حتى الآن، أننا في انتظار موسم ملحمي سيشهد المنافسة على كل الألقاب، وأنّ كل ذلك ما هو إلّا بروفة واضحة للهدف الأسمى لمعظم فرق العالم في الوقت الراهن، وهي بطولة مونديال الأندية 2025 التي ربما نشهد فيها "الزعيم" ينافس كبار الفرق، ولم لا الوصول إلى أبعد نقطة فيها.