هاني سكر
يخطط بايرن ميونيخ لإحداث تغييرات واسعة على قائمة الفريق للموسم المقبل، فقضية تغيير المدرب ليست الأمر الوحيد الذي يشغل الإدارة حالياً بل أكثر ما يهمها هو مسح الآثار السيئة التي تركتها إدارة أوليفر كان وحسن صالح حميديتش في الموسمين الماضيين.
يعتقد الكثيرون أن الخطأ الأكبر للمديرين السابقين كان بإقالة يوليان ناغيلسمان بالوقت الذي كان فيه الفريق يسير بشكل مميز، وفق الظروف المتاحة، لكن واحدة من أكبر المشاكل التي تسبب بها الثنائي كانت كسر توازن سلم الرواتب ومنح العديد من اللاعبين أرقاماً عالية تسببت بتجاوز 9 لاعبين لحد 16 مليون يورو سنوياً وقسم من بينهم لا يشارك باستمرار مثل غنابري الذي يتقاضى 18,8 مليون يورو سنوياً، وكومان "17 مليون يورو"، وغوريتسكا "18 مليون يورو" الذي خسر مكانه الأساسي بمباريات عديدة هذا الموسم إضافة لكين "25 مليون" ونوير "21 مليون" ومولر "20.5 مليون" وساني "20 مليون" وكيميش "19.5 مليون".
ارتفاع الرواتب هذا تسبب بإحداث مشكلتين الأولى هي أن النادي بات يدفع أرقاماً لا تتناسب مع إنتاجية ومستوى اللاعبين فلنتخيل أن راتب غنابري يزيد عن ضعف راتب رافايل لياو في ميلان مثلاً، إضافة إلى دفع باقي لاعبي الفريق للمطالبة بالمساواة مع زملائهم وهو أساس المشكلة الحالية بين بايرن وديفيز الذي طالب بالحصول على 20 مليون يورو من مبدأ المساواة مع باقي عناصر الفريق.
الإدارة الحالية ترى أنه من غير الممكن رفع كل عقود اللاعبين لهذا الحد لأنه سيُعتبر ضرباً من الجنون اقتصادياً وتريد البدء بتنظيف ما قامت به الإدارة السابقة، وأول الذين يواجهون السياسة الجديدة هو ديفيز الذي كان لديه اتفاق مبدئي مع حميديتش على التجديد لكن بعد إقالة المدير الرياضي السابق لم يعد العرض كما كان بالماضي لأن أهداف الإدارة تغيرت.
بالأيام الأخيرة ظهرت أخبار عديدة عن أن بايرن منفتح على فكرة بيع كومان وغنابري بسوق الانتقالات، فالأول اقتصرت مساهماته على تسجيل 5 أهداف وصناعة 3 في 25 مباراة هذا الموسم، أما الثاني فسجل 3 أهداف في 15 مباراة ولم يصنع أي هدف وغاب لفترة طويلة للإصابة بالتالي من غير المنطقي أن يحصل كل منهما على راتب أعلى بكثير من راتب رودريغو بريال مدريد "12.5 مليون يورو" والذي سجل 15 هدفاً وصنع 8 أهداف هذا الموسم.
خطوة البحث عن طريقة لبيع غنابري وكومان تتناسب مع قناعة الإدارة بأن مولر ونوير أساساً وصلا للمراحل الأخيرة من مسيرتهما مع الفريق وأن استمرارهما لن يدوم لوقت طويل إضافة إلى أن باقي اللاعبين يعرفون أن هذا الثنائي هما قادة الفريق بالتالي سيخف ضجيج مشكلة الرواتب لحد كبير بحال نجح النادي بوضع ضوابط تتعلق بغنابري وكومان وديفيز إضافة لقرب بدء محادثات التجديد مع ساني وفق شروط الإدارة أيضاً.
وكي لا يتأثر الفريق فنياً يسير بايرن بشكل ثابت لاستقطاب مواهب جديدة ولاعبين مميزين قادرين على منح الإضافة للفريق، ولهذا استقطب النادي المدير الرياضي السابق لسالزبورغ وفرويند والمدير الرياضي السابق للايبزيغ ومونشنغلادباخ ماكس إيبيرل حيث يشتهر الرجلان بقدرتهما الممتازة على استكشاف المواهب ورعايتها، والخطوة الأولى لتغيير الفكرة هذا كانت استقطاب الجناح الشاب إيرانكوندا الذي سينضم للنادي الصيف المقبل قادماً من الدوري الاسترالي، إضافة لاستقدام براين زاراغوزا الذي لم يحظى بعد بالوقت الكافي مع الفريق.
خطة البحث عن المواهب مستمرة مع اهتمام النادي بضم فروريش من شتوتغارت إضافة لسعي النادي المستمر لضم جوهرة ليفركوزن فلوريان فيرتز ولو أن طريق هذه الصفقة يبدو مسدوداً حتى الآن لكن أفكار بايرن أصبحت واضحة بتخطيطه للموسم الجديد.
علمت إدارة بايرن الصيف الماضي أن ضم كين هو أولوية وأنه لابد للصفقة أن تتم بأي ثمن نظراً لشخصية كين القيادية وحاجة الفريق لرأس حربة من الطراز الأول لكن يبدو أن بايرن قد أغلق الباب بعد هذه الصفقة والهمّ الحالي هو إعادة هيكلة جدول الرواتب والفريق فكما قال إيبيرل الأولوية بالمرحلة القادمة ستكون للأشخاص الذين يريدون البقاء في بايرن لفترة طويلة وبذل كل جهد ممكن لأجل النادي.