سيد محمد
منذ وقت ليس ببعيد، كان ديفيد دي خيا يعتبر أحد أفضل حراس المرمى في العالم إن لم يكن الأفضل في بعض الأوقات، فهو أحد أفضل الحراس في الدوريات الخمسة الكبرى، ومن المثير للدهشة رؤية كيف سارت مسيرته المهنية في الوقت الحالي، والتي تنذر بنهاية حزينة بالنسبة إلى مستقبله، قد تقوده للاعتزال.
أنهى حارس المرمى فترة طويلة مليئة بالنجاحات والإخفاقات مع مانشستر يونايتد في تموز (يوليو) الماضي، ومنذ ذلك الحين وهو بلا فريق، كان "أولد ترافورد" موطنه لمدة لا تقل عن 12 عاماً، بعد أن وصل من أتلتيكو مدريد في موسم 2011/12 ليسطر تاريخاً.
لم يعد اسم دي خيا متداولاً في عناوين أخبار الصحف الأوروبية، وآخر مرة ذُكر اسمه كانت عندما ارتبط خلال الميركاتو الشتوي الأخير كبديل محتمل لتيبو كورتوا في ريال مدريد بعدما تعرض البلجيكي لإصابة الرباط الصليبي، ولكن في النهاية تم اختيار كيبا حارس تشيلسي، لكن كان دي خيا حرفياً على وشك أن يصبح حارس مرمى ريال مدريد في موسم 2015/2016.
كان وقتها الحارس الأسطورة إيكر كاسياس يودع النادي الأبيض، وكان دي خيا يعيش أفضل لحظاته، لكن خطأ غير مقصود في تسجيله أفشل الصفقة، وأرسل يونايتد المستندات بعد أن تم إغلاق الميركاتو وهو ما جعل انتقاله رسمياً يتأخر، وبذلك فشل الحارس المولود في مدريد في ارتداء قميص ريال مدريد.
أفضل حارس مرمى في العالم
لم يتردد نجوم محترفون مثل فيكتور فالديز وواين روني والمدرب جوزيه مورينيو في الإشادة بالحارس الذي أصبح في أحد الأوقات الأفضل في العالم، وكان جزءاً من أفضل فريق للفيفا في عام 2018 بعدما فاز بجائزة القفاز الذهبي في الدوري الإنكليزي الممتاز، بتحقيق أكبر عدد من الشباك النظيفة هذا الموسم 2017/18 وحقق ذلك أيضاً 2022/23.
لعدة سنوات، كان دي خيا حارس المرمى الأعلى أجراً في العالم، حيث بلغ راتبه أكثر من 20 مليون يورو شهرياً، ويعتبر أيضاً أسطورة في الدوري الإنكليزي الممتاز، فهو سابع أكثر حارس يخوض عدداً من المباريات في المسابقة - 415 - وثالث أكبر حارس لديه عدد من التصديات في تاريخ المسابقة، بـ 1,157.
ومع مانشستر يونايتد تمكن من الفوز بما يصل إلى ثمانية ألقاب: الدوري الإنكليزي الممتاز (2012/13)، الدوري الأوروبي (2016/17)، كأس الاتحاد الإنكليزي (2015/16)، كأس الاتحاد الإنكليزي (2016/17 و 2022/). وثلاثة ألقاب للدرع الخيرية (2011/12، 2013/14، 2016/17)، بالإضافة إلى إنه رابع أكبر الحراس في تاريخ ناديه يحافظ الشباك النظيفة في الدوري الإنكليزي الممتاز برصيد 147 مباراة.
نهاية للنسيان
لسوء الحظ، السنوات الأخيرة لدي خيا كانت بها ظلال أكثر من الأضواء، فمثلا كأس العالم في روسيا سوف يطارده طوال الوقت، فقط سقط المنتخب الإسباني وخرج من دور الـ16 أمام المضيف وكان أسوأ حارس مرمى في البطولة، حيث تصدى مرة واحدة فقط في أربع مباريات.
وإذا لم يكن ذلك كافياً، فهو لم يتصدى لأي من ركلات الجزاء الإحدى عشرة التي نفذها لاعبو فياريال في نهائي الدوري الأوروبي 2021، وفوق كل ذلك، أضاع تسديدته ومنح اللقب لفريق الغواصات الصفراء.
وبقميص مانشستر يونايتد قدم بعض العروض التي يجب نسيانها، مثل مباراته أمام برشلونة في كامب نو في مباراة الإياب من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2018/19، لم يكن في أفضل حالاته، واستقبل الهدف الثاني لليو ميسي ، حيث مرت الكرة بين ساقيه.
ماذا يفعل الآن ؟
يود دي خيا أن يكون قادراً على العودة إلى كرة القدم لبضع سنوات أخرى والظهور بشكل أفضل، لكن الأمر يبدو معقدًا، فاليوم، يبلغ من العمر 32 عامًا، وهو في إجازة في جزر البهاما ولا يوجد تاريخ محدد لعودته إلى كرة القدم. ولم يلعب دي خيا أي مباراة منذ حزيران (يونيو) 2023، وبالتالي لا يزال من دون نادٍ.