محمد يوسف
من الصعب ابتعاد البطل عن منصات التتويج، لكن مع مرور الوقت أصبحت الخسائر ليست الفوز بالبطولات، وإنما الابتعاد أكثر عن الكبار، وبات مانشستر يونايتد يعاني الحصول على مقعد مؤهل إلى دوري أبطال أوروبا.
تحكم الكثير من التفاصيل مسابقة البريميرليغ، مع ارتفاع العوائد، أصبحت المشاريع الأكثر تنظيماً، تملك أفضلية على الكبار، هناك فرق تتألق وهي في الأصل معروفة أنّها تنتمي إلى وسط الجدول مثل أستون فيلا، ونيوكاسل.
وحتى أندية المقدّمة تدرك أنّ الكثير من التفاصيل يجب الاهتمام بها، ومع كل سؤال يجري طرحه حول لون مدينة مانشستر حمراء أم زرقاء، يكون الجواب على لسان بيب غوارديولا، من دون الحاجة إلى التحدث.
اختفى إريك تن هاغ مدرب مانشستر يونايتد من المربع الذهبي لفرق الدوري الإنكليزي، وهناك سلسلة من الأخطاء ليس مسؤولاً عن بعضها، لكن إدارة النادي الآن أصبحت ترى مستقبل "الشياطين الحمر" من دونه على الأرجح.
هناك تعاقدات بأرقام كبيرة جرى دفعها مثل ضمّ أنتوني من أياكس أمستردام بما يقرب من 100 مليون يورو، بالإضافة إلى مواطنه كاسيميرو مقابل نحو 70 مليون يورو، وهي أرقام من الصعب للغاية استرجاعها إذا ما قرّر مانشستر يونايتد بيعهما.
أصبحت قيمة أنتوني نحو 28 مليون يورو بحسب موقع تسعير اللاعبين "ترانسفير ماركت"، وهي نتيجة طبيعية لتراجع مستوى اللاعب وفشله الظهور في الأوقات الحاسمة، فيما كان سعر كاسيميرو 30 مليون يورو فقط، ومع تقدمه في السن لن يكون بالإمكان تسويقه برقم كبير.
هذا الثنائي أشرف على ضمّه تن هاغ، والغريب أنّ المشاهد الدرامية لعبت الكثير في صفقة كاسيميرو الذي لم يكن ضمن خطط مانشستر يونايتد إطلاقاً، وكان التفكير منصّباً على التعاقد مع فرينكي دي يونغ من برشلونة، لأنّه الأنسب في خط وسط "الشياطين الحمر".
ويمتلك دي يونغ صفات قد تساعد مانشستر يونايتد في التحكّم بوسط الملعب، عكس كاسيميرو الذي لديه مهمة رئيسية هي إفساد الهجمات من دون المشاركة في صناعة اللعب وتقديم الدعم المطلوب للاستحواذ بالكرة.
أما أنتوني، فشخصيته لا تتناسب مع الأجواء الانضباطية في البريميرليغ، وكان برشلونة في مقارنة بين ضمّه من أياكس أو التعاقد مع رافينيا جناح ليدز يونايتد، واختار جوردي كرويف مسؤول التعاقدات وقتها الاعتماد على البرازيلي القادم من الدوري الإنكليزي.
ربما قد يكون تن هاغ ليس محظوظاً بسبب رفض دي يونغ القدوم إلى "الشياطين الحمر"، لكن اختيار بديله كان مهمّاً أن يشبهه في الصفات داخل الملعب، ودفع مانشستر يونايتد ثمن ذلك، في حين حاولت الكثير من الفرق البحث فقط عن احتياجاتها.
قد يكون التشكيك في قدرات تن هاغ كمدرب في غير موضعه، لأنّه تلقّى تدريبات وخبرات تحت قيادة بيب غوارديولا حينما كان في بايرن ميونيخ، واستطاع امتلاك مشروع قوي مع أياكس أمستردام، لكن داخل مسابقة مثل الدوري الإنكليزي سيكون من الصعب ارتكاب أخطاء والمخاطرة بكل شيء من دون دفع الثمن.
قرّر تن هاغ اختبار عمق النهر بكلتا قدميه، فشاهد المنافسين يسبقونه في الترتيب، وخاطر بالكثير من الأوراق، أما الإدارة فلديها أحلام ربما تفوق قدرات المدرب الهولندي الذي دخل في صراعات، مثل قضية كريستيانو رونالدو، والخلاف العلني مع غادون سانشو الذي دفعه للرحيل إلى فريقه السابق بوروسيا دورتموند على سبيل الإعارة، ولا ينسى جمهور "أولد ترافورد" أنّ النادي أنفق نحو 85 مليون يورو لضمّه في 2021 لكن لم يستفد كثيراً منه.