سيتي لا يسقط بوجود رودري. (أ ف ب)
يقف الإسباني رودري، الذي يعيش سلسلة من 64 مباراة من دون خسارة مع ناديه مانشستر سيتي الإنكليزي ومنتخب بلاده، حجر عثرة في طريق ريال مدريد الإسباني الساعي للثأر من خسارته أمام حامل اللقب الموسم الماضي، وذلك عندما يتواجهان الثلثاء في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
وتعود الخسارة الأخيرة لإبن الـ 27 عاماً بقميص "لا روخا" في التصفيات المؤهلة إلى كأس أوروبا هذا الصيف أمام اسكتلندا في 28 آذار (مارس) 2023.
مذّاك، سجل هدف الفوز باللقب القاري الغالي في نهائي دوري الأبطال أمام إنتر الإيطالي، وساعد سيتي للاحتفاظ بلقب الدوري للموسم الثالث توالياً وإحراز الكأس المحلية والكأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية، كما قاد بلاده إلى التكريس القاري بدوري الأمم الأوروبية.
ويعتبر رودري الذي يصفه مدرّبه مواطنه بيب غوارديولا "أفضل لاعب خط وسط في العالم" من الركائز الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في سيتي الذي يعجّ بالنجوم.
وأكبر مثال على ذلك، قدرته على سد الفجوة التي خلفها غياب صانع الألعاب البلجيكي كيفن دي بروين والمهاجم العملاق النروجي إرلينغ هالاند للإصابة.
تزامنت الهزائم الأربع في كل المسابقات هذا الموسم لسيتي مع غياب رودري عن صفوف بطل أوروبا بسبب الإيقاف، وانعكس الأمر أيضاً مع "لا روخا" في الخسارة اليتيمة بعد السقوط أمام اسكتلندا على ملعب "هامبدن بارك" قبل عام، في ودية أمام كولومبيا الشهر الماضي عندما جلس على مقاعد البدلاء طوال الدقائق التسعين.
كما يملك رودري ذكريات جميلة من زيارته الأخيرة إلى ملعب "سانتياغو برنابيو" معقل النادي الملكي، حيث سجّل هدفين من ثلاثية "لا روخا" في التعادل الودي أمام البرازيل 3-3.
"رودري هو الأفضل"
وقال غوارديولا بعد أن سجل لاعب خط الوسط هدفه الثامن هذا الموسم في الفوز على أستون فيلا 4-1 في المرحلة 31: "رودري هو الأفضل".
وتابع: "في مركزه، هو الأفضل لذا يمكنه فعل كل شيء. الجودة، يقرأ المباراة، عقليته، وهو جاهز دائماً".
وأضاف مدرّب برشلونة وبايرن ميونيخ الألماني السابق: "هو جيّد جداً في أشياء كثيرة... الحضور واللياقة البدنية، إنه مكتمل".
من ناحيته، أبرم ريال إحدى أنجح الصفقات في الفترة الأخيرة بتعاقده مع لاعب الوسط الإنكليزي جود بيلينغهام قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني بدلاً من أن يعود إلى بلاده الصيف الماضي.
وكان سيتي "خطف" رودري المولود في العاصمة مدريد من أمام أنف النادي الملكي، عندما كان يدافع عن ألوان الجار اللدود أتلتيكو.
وبعدما استهل مسيرته في فياريال، أمضى رودري عاماً واحداً في أتلتيكو (2018-2019) قبل أن يضع سيتي 78 مليون دولار على طاولة المفاوضات للحصول على خدماته وتحرير بنده عام 2019.
وتُشير الترجيحات إلى أنّ الفائز من الصراع الثنائي بين بيلينغهام ورودري سيجتاز شوطاً طويلاً نحو تحديد مصير اللقاء الثالث بين العملاقين الإسباني والإنكليزي في المواسم الثلاثة الماضية.
قبل عامين، فرّط سيتي في نصف النهائي بتقدّمه بهدفين بعدما كان فاز 1-0 ذهاباً وتقدّم بالنتيجة ذاتها إياباً، في الوقت المحتسب بدل الضائع في برنابيو، لتتلقى شباكه 3 أهداف قاتلة ويخرج ريال فائزاً 3-1 في طريقه إلى لقبه الرابع عشر في المسابقة القارية الأم.
ثأر رجال المدرّب غوارديولا بعد 12 شهراً في الدور ذاته بسحقهم في ملعبهم الـ "ميرينغي" برباعية نظيفة، وهي أفضل نتيجة لمدرّب برشلونة السابق منذ وصوله إلى مدينة مانشستر قبل 8 أعوام.
يعتقد رودري أنّ الحصول على أفضلية خوض مباراة الإياب في عقر دار سيتي على ملعب الاتحاد، حيث لم يخسر النادي الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا منذ 2018، يمكن أن يكون العامل الحاسم في المواجهة النارية.
قال الإسباني بعد إجراء القرعة: "نعرف بعضنا البعض جيّداً. لقد أتينا من تجربة العام الماضي والتي كانت جميلة جداً بالنسبة إلينا".
وأضاف: "نعلم أنه سيكون من الصعب للغاية التأهل مرّة أخرى، لكن بصراحة أعتقد أنّ القرعة كانت في صالحنا، حيث ستكون مباراة الإياب على أرضنا".
تتأتى هذه الثقة من لاعب لم يعتد على الخسارة ولا يستطيع سيتي الفوز من دونه.