هاني سكر
أصبحت مواجهة برشلونة وباريس سان جيرمان واحدة من كلاسيكيات دوري أبطال أوروبا بالسنوات الأخيرة، فأرشيف مواجهات الفريقين بات متسعاً لحد كبير، ومواجهة الليلة ستحمل الرقم 11 بين الفريقين منذ موسم 2012\2013 إذ شاءت القرعة أن تضعهما 5 مرات ضد بعضهما بعضاً بالأدوار الإقصائية ومرة بدور المجموعات، علماً أنهما كانا قد تواجها أيضاً في ربع نهائي موسم 1994\1995 سابقاً، المرة الأولى تاريخياً بمواجهات الفريقين، وتواجها بنهائي كأس الكؤوس عام 1997 ويومها فاز برشلونة بهدف وحيد.
اللافت أن المواجهات الـ12 السابقة بدوري الأبطال بينهما كانت قد شهدت فوز سان جيرمان 4 مرات وفوز برشلونة 4 مرات والتعادل 4 مرات، والتأهل بالأدوار الإقصائية كان من نصيب الباريسيين في ربع نهائي 1995 والدور الثاني 2021، آخر مواجهة بين الفريقين.
بالمقابل، كان برشلونة هو الطرف المتأهل من ربع نهائي 2013، بفضل قاعدة الأهداف خارج الأرض، وفي الدور الثاني 2017 بفضل الريمونتادا الشهيرة حين عوّض خسارته برباعية نظيفة ذهاباً وفاز بستة أهداف لهدف إياباً، حين كان لويس إنريكي يدرب برشلونة، إضافة لربع نهائي 2015 الذي كان المرة الوحيدة التي يفوز فيها أي من الفريقين على الآخر ذهاباً وإياباً.
ومن هنا نفهم ببساطة أن مواجهة الفريقين لا تقبل الأفضلية المطلقة ويصعب توقع فوز فريق على الآخر مرتين، وبالغالب يحمل التأهل تفاصيل عديدة، فحتى حين فاز سان جيرمان قبل 3 سنوات بأربعة أهداف لهدف ذهاباً في كامب نو وتعادل إياباً في باريس، كان من الممكن أن تشهد مباراة العودة سيناريو مغايراً تماماً بعدما أضاع ديمبيلي سيلاً من الفرص، خاصة بالشوط الأول، وسجل يومها مبابي لسان جيرمان من ركلة جزاء مقابل هدف لميسي.
مواجهة الليلة في حديقة الأمراء تحمل معها الكثير من الذكريات الفردية للاعبين مختلفين، صحيح أن نيمار لم يعد موجوداً في باريس، لكن هناك ديمبيلي الذي جاء لبرشلونة لتعويض نيمار، ثم ذهب لباريس أيضاً لتعويض نيمار، لكن أرقامه في بارسا وحتى في سان جيرمان لا توحي بأنه تمكن من تعويض أي شيء.
لم يسجل ديمبيلي بآخر 19 مباراة مع سان جيرمان، والكل يعلم من هو النجم الذي تنصبّ عليه كل الأضواء في الفريق، وهو طبعاً مبابي الذي يلعب موسمه الأخير في النادي الباريسي وسجل 6 أهداف بالبطولة، علماً أنه ليس هناك أي لاعب آخر تجاوز حد الهدف الواحد في النادي بالبطولة، ولو نظرنا لخيارات إنريكي فسنفهم جيداً عدم ثقته بكولو مواني وغونزالو راموس اللذين دفع النادي 160 مليون يورو لضمهما الصيف الماضي، إذ لم يعتمد عليهما بتشكيلته الأساسية ضد سوسييداد بالدور الثاني.
وبالتأكيد هذه ليست المشكلة الوحيدة لسان جيرمان، لأن أصداء سوء علاقة المدرب بمبابي بدأت تسيطر على الأجواء وتعكس صورة سلبية عن النادي، وبدوري الأبطال ليس هناك ما هو أسهل من أن تتسبب هذه السلبية بخلق مشكلة داخل الفريق.
برشلونة سيدخل اللقاء بدون عدد جيد من نجومه، وفي مقدمتهم غافي وبيدري وبالدي، مع إمكانية غياب كريستنسن، لكن المدرب تشافي الذي يعيش آخر مواسمه أيضاً مع برشلونة يريد إنهاء الرحلة مع ناديه الأم بلقب جديد يضاف إلى الألقاب الأربعة التي حققها بالبطولة كلاعب، فالفريق يمر بفترة إيجابية إذ حقق 4 انتصارات متتالية مؤخراً بالدوري ولم يخسر أياً من مبارياته الـ11 الرسمية الأخيرة محققاً 8 انتصارات فيها، وهنا قد يكمن الفارق الأساسي بين الفريقين، ففي الحديث عن برشلونة نتحدث غالباً عن الفريق بالمجمل لأن التحسن الذي طرأ كان أساسه تغير شكل الفريق جماعياً وتحسين دفاع الفريق وإيقاعه، عكس وضعية سان جيرمان الذي يعوّل على مبابي كثيراً ليكون مفتاح الحلول، لذا ننتظر الليلة لنرى إن كان الحل الفردي كفيلاً بتغيير الكفة أو إن كان إنريكي قادراً على إظهار الباريسيين بصورة أفضل مما بدوا عليه منذ بداية هذا الموسم.