سيد محمد
اتخذ كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، الأسلوب الصحيح ضد مانشستر سيتي الإنكليزي في الشوط الأوّل، وبينما كان الفريق منتعشاً، وسار كل شيء كما هو مخطط له، تراجع الملكي في الشوط الثاني وكان متحفظاً من الناحية الهجومية، ما أعطى فرصة للمنافس في الشعور براحة أكبر والعودة إلى المباراة.
أنهى ريال مدريد الشوط الأوّل من مباراة مانشستر سيتي الملحمية متقدماً 2-1 قبل العودة بالنتيجة وتقدم سيتي 3-2 ليتعادل الملكي قبل النهاية وتنتهي المباراة 3-3، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا والتي أقيمت على ملعب "سانتياغو بيرنابيو".
ولم يقم أنشيلوتي بإجراء التغييرات الصحيحة تماماً، على الرغم من أنّ دخول لوكا مودريتش المباراة كان حيوياً لاستعادة الطاقة المفقودة للفريق في وسط الميدان، لكنّ الخطأ الأكبر هو الاستفادة من البرازيلي رودريغو، والذي جاء على حساب جود بيلينغهام والذي أصبح لاعباً غير مهم خلال المباراة ولم يظهر كثيراً.
قام أنشيلوتي بتبادل المراكز في التشكيلة الأساسية، حيث وضع رودريغو على اليسار وفينيسيوس أكثر في الوسط. هذه الخطوة فاجأت سيتي الذي لم يكن يتوقع التغيير في مراكز المقدمة لريال مدريد، إلى جانب ذلك كان هناك تخطيط تكتيكي جيد بطريقة 4-2-3-1، الذي حمى الفريق من الداخل والخارج وعانى المنافس من أجل التقدم 0-1 الذي جاء بسبب ذكاء برناردو سيلفا بعدما استغل افتقار لونين إلى اللعب الأرضي. وقلب كامافينغا ورودريغو النتيجة، ولم تخلُ الأهداف من بعض الحظ، حيث اصطدمت كراتهما بالشباك بعد لمسها من المدافعين.
التغييرات
كان "اللوس بلانكوس" يبحث عن زيادة التقدم في الشوط الثاني، لكنّ ذلك كان سراباً، فقد تراجع ريال مدريد خطوة إلى الوراء ومنح السيطرة على الكرة لسيتي، وأعطى غوارديولا تعليمات للمدافع جون ستونز للتقدم في العمق وسيطر "السيتيزنز" على المباراة ضد ريال مدريد الذي بدا متعباً على الرغم من وصوله المباراة منتعشاً.
نسي "الميرنغي" الهجوم على حساب الدفاع عن أنفسهم مثل فريق صغير، صحيح أنه أغلق الخطوط جيداً تجاه منطقته، لكنّ هذا لم يمنع سيتي من التقدم بعدما سدّد تسديدتين من فودين وغفارديول ليعود 2-1، ويتقدم سيتي في النتيجة 3-2.
انتقل مدريد من النشوة إلى اليأس، وبدا الفريق مرتبكاً بعد ذلك، لكنّ أنشيلوتي لم يحرّك مقاعد البدلاء حتى أصبحت النتيجة 2-3، وهنا ردة الفعل كانت صحيحة بإدخال مودريتش وإبراهيم دياز، وأقصى رودريغو واستبدله في المباراة رغم تألقه من البداية، وقد فعل ذلك في 27 من أصل 43 مناسبة شارك فيها أساسياً.
ولم يغادر بيلينغهام أرض الملعب، رغم أنّ الإنكليزي لم يساهم بأي شيء للفريق باستثناء اللعب المنعزل في بعض الأحيان، لكن مع ضغط الكرواتي وإبراهيم دياز، قام الفريق الأبيض مرّة أخرى بتمركز خطوطه لتحقيق التعادل.