توخيل يفشل مُجدّداً في التعامل مع التبديلات. (أ ف ب)
مابيل حبيب
نجح بايرن ميونيخ الألماني بالخروج من ملعب الإمارات متعادلاً مع أرسنال الإنكليزي (2-2)، في مباراة مُثيرة وقوية ضمن ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
بهذه النتيجة، يكون النادي البافاري قد سهّل الأمر عليه، إلى حد ما، إذ يخوض مباراة الإياب على أرضه في ملعب أليانز أرينا في ميونيخ.
ليس من السهل مواجهة "المدفعجية" على أرضهم وأمام جمهورهم، وفي موسم يُقدّم فيه رجال المدرّب ميكيل أرتيتا مستوى رائعاً ولافتاً، إذ يتصدّرون ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز برصيد 71 نقطة، بنفس عدد النقاط الذي يمتلكه ليفربول الثاني، وأمام مانشستر سيتي الثالث بفارق نقطة واحدة فقط. بينما يعيش العملاق البافاري موسماً "كارثياً"، بعدما اقترب من خسارة لقب الدوري الألماني لصالح باير ليفركوزن وخرج باكراً من مسابقة كأس ألمانيا.
أرسنال يتفوّق
قدّم أرسنال أداءً أفضل من بايرن في مباراة الذهاب، لكنّ النادي الألماني عرف كيف يتعامل مع المرتدات والفراغات الدفاعية في صفوف الـ "غانرز".
الاستحواذ على الكرة صبّ في مصلحة أرسنال بنسبة 59% مقابل 41% لبايرن. كما سدّد صاحب الأرض 13 تسديدة مقابل 8 للضيوف. أما التسديدات على المرمى، فبلغت 4 لأرسنال مقابل 2 لبايرن.
"المدفعجية" تفوّقوا على بايرن بكل الإحصائيات، لكنّ بايرن لم يكن خصماً سهلاً، فظهر بوجه مختلف تماماً عما يُقدّمه محلياً.
بهذه الوضعية، الخروج من ملعب الإمارات بالتعادل يُعتبر بمثابة انتصار للبافاري الذي يحتاج إلى الفوز بأي نتيجة على أرضه إياباً من أجل التأهل إلى نصف النهائي.
توخيل يسقط مُجدّداً في الاختبار
صحيح أنّ المدرّب الألماني توماس توخيل دخل بتشكيلة قوية ومتماسكة، حيث دفع بثنائي قلب الدفاع الهولندي ماتيس دي ليخت والإنكليزي إريك داير وترك الفرنسي دايوت أوباميكانو والكوري الجنوبي كيم مين جاي على مقاعد البدلاء. كما اعتمد على الألماني جوشوا كيميش في مركز الظهير الأيمن والثنائي الألماني ليون غوريتسكا والنمساوي كونراد لايمر في خط الوسط، مع خط هجومي ناري بقيادة الإنكليزي هاري كاين والجناحين الألمانيين سيرج غنابري وليروي ساني و"الجوهرة" الألمانية جمال موسيالا.
إلا أنّ تبديلات توخيل لم تكن موفقة، كالعادة، حيث أخرج ساني المتألق في هذه المباراة في الدقيقة 66 واستعان بالفرنسي كينغسلي كومان. خروج ساني لم يكن صائباً، لكن ربما كان يفكر توخيل بإراحته بعد عودته من الإصابة.
أما المشكلة الأكبر فتكمن بالتبديل الثاني الاضطراري بعد إصابة غنابري في الدقيقة 70، حيث زجّ توخيل بالبرتغالي رافايل غيريرو بدل الاعتماد على لاعب سريع كالفرنسي ماتيس تيل، فتراجع أداء البافاري منذ تلك اللحظة، وأصبح يعتمد على الدفاع بدل الهجوم، مع بطء لافت في تحرّكات الفريق نحو مرمى الحارس دافيد رايا.
ولم يجد توخيل أي حاجة لإجراء تبديل آخر، فاكتفى بتبديلين مقابل 4 تبديلات أجراهم أرتيتا حرّكوا مختلف الخطوط، مُدركين التعادل في الدقيقة 76 عن طريق البلجيكي لياندرو تروسارد بديل البرازيلي غابريل مارتينيلي الذي خرج في الدقيقة 66.
أرتيتا تفوّق على توخيل في معركة التبديلات، وهي ليست المرّة الأولى التي يفشل فيها المدرّب المُقال من منصبه نهاية الموسم الحالي بتبديلاته في الشوط الثاني. فهذه هي واحدة من الأسباب التي تؤخر بايرن في ترتيب الـ "بوندسليغا".
الآن، بعدما نجا بايرن من السقوط في المعركة الأولى، باتت أمام توخيل فرصة ثمينة لتصحيح أخطائه والتأهل من معقله وأمام جمهوره إذا طبّق خطة ذكية ومُحكمة أمام أرسنال "العنيد" والصعب على أي خصم هذا الموسم في مختلف المسابقات.