علاء علي
سرعان ما قدّم النجم الإنكليزي الشاب جود بيلينغهام أوراق اعتماده لعشاق ريال مدريد من خلال عروض مثيرة للإعجاب في بداية الموسم الحالي.
وكان بيلينغهام انضمّ إلى أبناء سانتياغو بيرنابيو قادمًا من بوروسيا دورتموند الألماني، ليبرهن سريعًا بأنّه أحد أفضل لاعبي الوسط في العالم في الوقت الحالي من خلال تسجيل وصناعة الأهداف.
اللاعب البالغ من العمر 20 عامًا فقط، تمكّن من تسجيل 16 هدفًا وصناعة 4 أهداف في 23 مباراة في الدوري الإسباني، بينما في دوري أبطال أوروبا ساهم في 8 أهداف في 7 مباريات من خلال تسجيل 4 أهداف وصناعة مثلها.
وبحسب إذاعة "كادينا سير" الإسبانية، فإنّ تراجع أهداف بيلينغهام مؤخّرًا أدّى لفقدان الثقة في اللاعب من قِبل بعض عشاق المرينغي، وهو أمر قد يؤدي لأزمة كبيرة في صفوف الفريق الأبيض في الفترة الحاسمة من الموسم.
من القمة إلى القاع
مثلما ساهمت الصحافة الإسبانية في صعود بيلينغهام للقمّة، ونال الكثير من عبارات المديح في بداية الموسم الحالي، لكن اللاعب الإنكليزي وجد نفسه يتعرّض لسيل من الانتقادات، بعدما تعادل ريال (3-3) أمام مانشستر سيتي في ذهاب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا.
لم يكن بيلينغهام بهذا السوء الذي يستحق تلك الانتقادات، لكن الإعلام في إسبانيا اعتاد على اللاعب البريطاني أن يضع بصمته في كل لقاء، سواءً بصناعة أو تسجيل الأهداف، على غرار ما قام به في كلاسيكو الدوري الإسباني الأول أمام برشلونة في الموسم الحالي.
وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية، أنّ ريال مدريد يحتاج لأفضل نسخة من بيلينغهام في ملعب الاتحاد أمام مانشستر سيتي بينما قال الصحافي الإسباني إيدو إغيري في حديث لقناة "تشيرنغيتو" الإسبانية: "ريال مدريد يجب أن يعالج مشاكل اللاعب البدنية في الفترة الحاسمة من الموسم".
نسيان وظيفة بيلينغهام الحقيقية
باتت مشكلة بيلينغهام الكبرى في ريال مدريد أنّ ما فعله اللاعب الإنكليزي من تسجيل وصناعة الأهداف في بداية الموسم اختفى في الفترة الأخيرة، وأنّ جميع المدريديستا باتوا يتذكّرون فقط النسخة الأفضل من اللاعب ويرفضون التفكير في شيء آخر.
نعم، بيلينغهام لم يعد يسجّل الكثير من الأهداف مؤخّرًا، لكن وظيفة اللاعب الأساسية كلاعب وسط هي ليست تسجيل الأهداف بل خلق فرص للزملاء لهزّ الشباك ومنح الفريق التوازن في الوسط، وأن يكون حلقة وصل بين خطوط الفريق الدفاعية والهجومية، وهو الأمر الذي ما زال يقوم به اللاعب في الفترة الماضية بشكل جيد، مثلما كان يفعل منذ قدومه إلى ريال مدريد.
لم يسجل بيلينغهام سوى 3 أهداف فقط في عام 2024 الجاري، لكنه ما زال يثبت في كل لقاء أنّه تعاقد مفيد للمرينغي من خلال مجهود وفير ودقة التمرير والضغط على المنافسين وكيفية الاستلام والتسلم تحت الضغط، وتقديم كرات على طبق من ذهب للزملاء من أجل تسجيل الأهداف.
ما يقوم به بيلينغهام في الوقت الحالي هو أمر مشابه لما كان يفعله في بداية الموسم، مع فقدان فقط هز الشباك، وهو أمر قد يحدث في الفترة المقبلة. لكن المؤكّد أنّ وظيفة بيلينغهام الأساسية هي مشابهة لوظيفة زين الدين زيدان في الماضي، وهي ليست تسجيل الأهداف بقدر ما هي صناعتها ومنح الوسط اللمسة السحرية وكيفية السيطرة على الكرة بطريقة إيجابية.