محمد يوسف
خضع ليفربول لقانون السقوط الحر... ترك نفسه للجاذبية، بعدما قرّر الألماني يورغن كلوب المدير الفني للفريق الإعلان عن رحيله في نهاية الموسم، لتبدأ الكثير من الأفكار تغزو غرفة الملابس عن الرجل الذي سيحلّ محله في المستقبل.
لكن قبل ذلك، كان ليفربول ينافس على لقب الدوري الأوروبي، والـ "بريميرليغ"، وفي لحظة، سقط في الذهاب أمام أتالانتا الإيطالي بثلاثية نظيفة في "أنفيلد"، ليتعقّد موقفه في الإياب، أما الدوري الإنكليزي فخسر في آخر مرحلة ضدّ كريستال بالاس بهدف نظيف، ليبتعد عن المنافسة التي أصبحت قريبة من مانشستر سيتي.
ترك كلوب غرفة الملابس وكل لاعب يفكر في مصيره، مثل القائد الذي قرّر الاشتراك في المعركة وأثناء مواجهة المنافس، انسحب من الساحة، وأخبر من حوله بقراره، ليبدأ كل لاعب في التكيّف مع الأسماء المطروحة لتدريب الفريق التي يجري ترويجها من وسائل الإعلام.
سيحاول ليفربول العودة إلى الطريق الصحيح، ولكنّ الأخطاء المرتكبة في الأمتار الأخيرة تكلفتها باهظة، لأنّ لقب الـ "بريميرليغ" لا يمكن تحقيقه بأقدم لاعبي الفريق، ويجب انتظار أي إخفاق من مانشستر سيتي الذي بدأ يستعيد الكثير من قوته السابقة.
ويختلف قرار رحيل كلوب، عن تشافي هيرنانديز المدير الفني لنادي برشلونة، الذي قرّر الابتعاد عن فريقه نهاية الموسم الحالي، عقب الخسارة من فياريال بـ5 أهداف لـ3.
لقد أراد لاعبو برشلونة أن يبرهنوا للمدرّب أنّه يمثل قيمة كبيرة لهم، لذا لم يخسر الـ "بلوغرانا" منذ 3 أشهر تقريباً حين أعلن تشافي الرحيل، على أمل أن يعدل عن قراره، ويبقى في الموسم المقبل.
حاول اللاعبون أن يصححوا الكثير من الأخطاء، ويقدّموا اعتذاراً عملياً لتشافي بسبب الموقف الدقيق الذي تعرّض له نتيجة الأداء الباهت وفقدان النقاط في الليغا والإقصاء من كأس ملك إسبانيا، وإذا كانت وسائل الإعلام دائماً ما تنتقد المدرّب، فإنّها الآن تبحث بين السطور عن أي إيحاء قد يعني استمراره في منصبه.
قد يكون قرار الرحيل هو ذاته بين كلوب وتشافي، لكنّ غرفة الملابس هي الفارق، فيما يُحسب لمدرّب برشلونة أنّه خاطر بخوض تجربة وسط أزمة اقتصادية كبيرة، وضغوط قوية من رابطة الليغا بسبب قوانين اللعب المالي النظيف التي تعني عدم التعاقد مع صفقات قوية.
ربما شعر كلوب بالإرهاق نتيجة الكثير من الضغوط، لكنّ موعد الإعلان عن الرحيل كان صعباً، خصوصاً إذا لم تكن النتائج محسوبة على مستوى الصلابة النفسية للاعبين، وكيفية تأثرهم بالقرار.
ولم يكن سهلاً أن يأتي أتالانتا وهو يحتل المركز السادس في الدوري الإيطالي، ليهزم ليفربول في عقر داره بثلاثية نظيفة، والغريب أنّ كريستال بالاس الذي انتصر في "أنفيلد" بهدف نظيف، كان عرضة للخسارة في الجولة التي قبلها على أرضه من مانشستر سيتي بأربعة أهداف لهدفين.
قد يكون الأمل ضعيفاً أمام ليفربول في أن يعود بالنتيجة في بطولة الدوري الأوروبي، أو يستثمر تعثر مانشستر سيتي بالمستقبل إذا حدث ذلك، لكن يبقى البحث عن سبب هذا السقوط الحر، والذي لن يبتعد كثيراً عن قرار كلوب بالرحيل وخضوع البديل لسلسلة طويلة من التحليلات حول هويته وأسلوبه وكيفية تعامله من اللاعبين، والصفقات التي تروق له وفي أي مركز ستكون.