علاء علي
ينقسم عشاق كرة القدم، بين من يبحث فقط عن تتويج فريقه المفضل بالألقاب دون النظر إلى الأداء، فيما يرى جانب آخر ضرورة تقديم أداء مميز يصاحب الانتصار.
من حق أي مشجع أن يطالب فريقه بتقديم كرة قدم جميلة، فالجماهير تنفق الأموال على ثمن التذاكر من أجل الاستمتاع، كما تشاهد فريقها المفضل عبر التلفاز للسبب نفسه، ولكن في دوري أبطال أوروبا فإن كل شيء مختلف والقوانين تتغير بل والمفاهيم لدى عشاق الساحرة المستديرة.
نعم، عندما تواجه بيب غوارديولا وفريقه العملاق مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد مع وجود القناص إرلينغ هالاند في الهجوم أمام ثلاثي بقيمة كيفين دي بروين وبرناردو سيلفا وفيل فودين، فإن عليك أن تضع أولوية لفريقك وهي التأهل وحجز بطاقة التأهل لدور نصف النهائي.
هكذا كان يفكر كارلو أنشيلوتي، لا سيما أن المدرسة الإيطالية في عالم التدريب تعتمد على الدفاع القوي ورغم غياب لاعبين بقيمة ديفيد ألابا وأوريلين تشواميني وتيبو كورتوا، وعدم جاهزية العائد من الإصابة إيدير ميليتاو، لكن المرينغي قدم مباراة دفاعية تاريخية أمام هجوم كاسح بقيمة فريق بيب غوارديولا.
ريال مدريد الذي اعتاد على كرة القدم الجميلة رفع شعار "من يرد المتعة فليذهب إلى السيرك" وقرر اللجوء إلى الواقعية واحترام قوة مانشستر سيتي في ملعبه وهو السر الحقيقي للنجاح والحفاظ على النتيجة 1-1 فقط لمصلحة الفريق السماوي حتى انتهاء الوقت الأصلي والإضافي للقاء ليتم اللجوء لركلات الجزاء التي منحت الأفضلية لفريق الحارس المجتهد آندري لونين.
الخبرة تقول كلمتها
استفاد ريال مدريد في مقارعة مانشستر سيتي من تاريخ النادي الحافل في دوري أبطال أوروبا، وكذلك من خبرة لاعبيه في التعامل مع البطولة.
قدم داني كارفخال أداءً رائعاً أمام كل من جاك غريليتتش وجيريمي دوكو، وساهم في الحد من خطورة الجناح الأيسر لمانشستر سيتي، كما استطاع المخضرم توني كروس أن يساهم في تخفيف الضغط على اللاعبين من خلال دور قوي في امتلاك الكرة ولو لثوان قليلة كل فترة من اللقاء، بينما لم يعانِ القوي دفاعياً فيرلاند ميندي كثيراً لكونه أحد أبرز الأظهرة في العالم في الوقت الحالي في تقديم الدور الدفاعي.
رجل المباراة الأبرز كان قلب الدفاع أنتونيو روديغر الذي تحمل الكثير من الأعباء وتكلل مجهوده بتسجيل ركلة الجزاء الحاسمة وقيادة فريقه إلى دور نصف النهائي.
مبابي القطعة المفقودة
ما كان ينقص ريال مدريد في الشوط الثاني والأوقات الإضافية من مواجهة مانشستر سيتي هو اللعب على الهجمات المرتدة الأسرع، والسعي نحو كرة هجومية الأفضل لتشكيل الخطورة على مرمى الحارس إيديرسون.
سقط فينيسيوس جونيور بين أحضان السريع كايل والكر، بينما رودريغو غوس عانى أمام سرعات دفاعات السيتي، وبدا أن فريق كارلو أنشيلوتي بحاجة بالفعل للاعب بقيمة مبابي يمتلك السرعة في الانطلاق والمهارة والقدرات التهديفية.
معظم التقارير الصحافية تؤكد أن مبابي سوف يكون تعاقد ريال مدريد الرسمي الأول في صيف 2024، وهو بكل تأكيد قطعة تنقص فريق الإيطالي أنشيلوتي، لكن أكثر ما يخشاه المدرديستا في الوقت الحالي أن يحمل اللاعب الفرنسي لقب دوري أبطال أوروبا على حساب المرينغي قبل قدومه للفريق في الموسم المقبل.