هاني سكر
يبدو أن الوقت قد حان ليأخذ بيب غوارديولا لقب "العبقري المنحوس" من المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر والذي حصل عليه بعد خسارته لنهائيين متتاليين لدوري أبطال أوروبا عامي 2000 و2001، وهو ما وُصف حينها بالإنجاز غير المكتمل لأن المتعة الكروية التي قدمها فالنسيا في ذلك الوقت لم تصل إلى حد النهاية، فخسر الفريق أول نهائي أمام ريال مدريد بثلاثية نظيفة، قبل أن يخسر النهائي بركلات الترجيح من بايرن ميونيخ بعدما كان متقدماً بنتيجة اللقاء.
وإن كان كوبر قد نال هذه التسمية بسبب ابتعاد التتويج عنه خلال فترة تألق استمرت موسمين، فإن غوارديولا بات في سجله الكثير من المواسم التي تخبرنا بأحقيقته في هذه التسمية، وربما مباراة فريقه ضد ريال مدريد الأسبوع الماضي هي دليل كافٍ إلى أحقيته بهذا اللقب، خاصة أن فريقه كان الطرف الأقرب للاستمرار بالبطولة لولا إهدار الكثير من الفرص حيث وصل مجموع محاولات مانشستر سيتي بمباراة الإياب إلى 33 محاولة مقابل 8 لريال مدريد، لكن يُعتبر أمراً كارثياً أن تسجل هدفاً وحيداً من 33 كرة!
هذه الإحصائية الكارثية عايش بيب أرقاماً شبيهة بها بالماضي، فهو كان مدرباً لبايرن ميونيخ حين سدد الفريق أيضاً 33 مرة، منها 11 على المرمى، ضد أتلتيكو مدريد موسم 2015\2016 لكن فوزه لم يكُن كافياً حينها حيث حسم اللقاء بهدفين لهدف مع سلسلة من الفرص الضائعة ليفشل بالتأهل للمباراة النهائية.
غوارديولا أيضاً كان مدرباً لبرشلونة حين أهدر الفريق سيلاً من الفرص على أرضه ضد تشيلسي، من بينها ركلة جزاء أضاعها ميسي، ليتعادل الفريقان بهدفين لمثلهما في إياب نصف نهائي 2011\2012 بمباراة لعب فيها تشيلسي لـ53 دقيقة منقوصاً بعد طرد قائده جون تيري.
ضد ريال مدريد ذاته قدم مانشستر سيتي مباراتين رائعتين موسم 2021\2022، لكن محرز وغريليتش أضاعا فرصاً أكيدة لقتل أحلام الإسبان إياباً مع إبعاد كرة من أمام المرمى بالدقائق الأخيرة التي أبت أن تنتهي إلا بعد أن يقلب رودريغو النتيجة، علماً أن سيتي كان الأكثر تسديداً من خصمه حينها ذهاباً وإياباً.
بإمكاننا أن نتذكر الكثير من المواسم التي قام فيها بيب بخيارات غريبة بالأدوار الإقصائية، مثل وضعه مولر على دكة البدلاء بلقاء الذهاب ضد أتلتيكو 2016، ودي بروين على دكة البدلاء بلقاء الذهاب ضد توتنهام 2019، وإجرائه تغييرات عديدة على تشكيلته ضد ليون 2020، واختياره البدء بدون رودري بنهائي 2021، لكن يبدو أن بيب هو المدرب الذي يُعاقب بشدة على كل مرة يرتكب فيها خطأ، بل إنه أيضاً يُعاقب حتى على المباريات التي لا يقوم بها بخطأ كبير، ومن يعاقبه غالباً هو فريقه بإهدار فرص كثيرة.
ما زال الكثيرون يشككون بنجاح بيب كمدرب ويرون أن دوري الأبطال هو عقدته، علماً أنه فاز بثلاثة ألقاب بهذه البطولة، أي أنه يتأخر بلقب واحد عن صاحب الرقم القياسي كارلو أنشيلوتي، وهو أيضاً أكثر من وصل لنصف النهائي، 10 مرات، لذا ببساطة يمكننا تخيل ما كان بيب سيحصده لولا كل هذا الإهدار للفرص وكل هذه الذكريات!