هاني سكر
واجه نجم وسط بايرن ميونيخ ليون غوريتسكا فترة بغاية الصعوبة بعدما تراجع مستواه تراجعاً واضحاً في الفترات الأخيرة من الموسم الماضي، والتي شهدت نزول مستوى العديد من لاعبي الفريق، تحديداً بعد استلام توماس توخيل تدريب البافاري، لكن نصيب غوريتسكا من الانتقادات الخارجية وحتى الداخلية بدا كبيراً جداً، والتي كان من بينها استبعاده من قِبل هانزي فليك من منتخب ألمانيا بعدما صرح المدرب السابق لمانشافت أن هناك لاعبين عقليتهم لا تساعد الفريق ويريد التخلي عنهم، وهو ما اعتُبر بمثابة الهجوم الأكيد على غوريتسكا.
بنهاية الموسم وجه رومينيغيه هجوماً حاداً للاعبين عديدين من الفريق، قائلاً إنهم يعتبرون أنفسهم نجوماً وقادة لكنهم ليسوا كذلك، وحينها أيضاً اتفقت الصحافة على أن غوريتسكا هو واحد من الذين نالوا هذا الوصف، ليكون قد واجه ضربات من مسؤوليه في بايرن والمنتخب خلال وقت قصير.
ابن نادي شالكه بدأ الموسم الحالي من على دكة بدلاء بايرن وبدا التأثر واضحاً عليه خلال مباريات كثيرة، لكن معاناة الفريق دفعت المدرب لإحداث سلسلة تغييرات حيث حول كيميش لظهير وأعاد غوريتسكا للعب باستمرار بالوسط، وسرعان ما استثمر غوريتسكا هذه الفرصة ليثبت عدم صحة وجهة نظر المدرب الحالي لمنتخب ألمانيا يوليان ناغيلسمان والذي استبعد اللاعب أيضاً من وديتي هولندا وفرنسا بالوقت الذي سربت فيه "تي زد" فكرة أن ناغيلسمان غير واثق من أن ليون سيتصرف جيداً إذا أراد وضعه على الدكة ببعض المباريات.
بالأسابيع الماضية عاد غوريتسكا لتقديم أداء مميز، وضد أرسنال بالأبطال كان ليون صاحب التمريرة الحاسمة بالهدف الأول للفريق ونال التقييم الأغلى بفريقه في لقاء الذهاب بحسب مواقع عديدة من بينها "سوفاسكور"، حيث قدم 21 تمريرة صحيحة من أصل 23 محاولة وأبعد 3 تسديدات وقطع كرتين وقام بإبعادين، عدا فوزه بـ4 من 6 كرات ثنائية.
وواصل غوريتسكا تألقه بلقاء الإياب مع تقديم 34 تمريرة صحيحة من أصل 36، وصناعته لفرصتين إضافة لإبعاده 7 كرات وهو رقم مرتفع جداً للاعب وسط ليفرض ليون ذاته واحداً من نجوم المواجهة، قبل أن يتابع هذه النجومية ضد أونيون السبت بالدوري حين سجل هدفاً وصنع آخر.
بهذا التألق يعود ليون للرد سريعاً على رومينيغيه وفليك وناغيلسمان مقدماً ذاته من جديد بصورة القادر على قيادة وسط بايرن بأصعب فترات الموسم، وإن كانت هذه الفترة من العام الماضي هي السبب بكل ما عاشه اللاعب، فقد تكون الفترة ذاتها من هذا العام هي السبب بعودة المديح إليه.
ويعرف غوريتسكا أن أمر حجز مكان بقائمة أمم أوروبا لن يكون سهلاً في ظل كثرة الأسماء المميزة بخط الوسط في ألمانيا مثل توني كروس وإلكاي غندوغان وأندريش الذين قدموا مباراتين قويتين ضد فرنسا وهولندا، لكن حلم لقب البطولة القارية في ألمانيا قد يمنح أقدام غوريتسكا المزيد من الطاقة للجري والمنافسة على مكان بتشكيلة ناغيلسمان، يطوي من خلاله جميع صفحات الماضي.