مباراة بولونيا وروما. (أ ف ب)
محمد يوسف
أقوى الرياح قد تأتي وقت الحصاد... في الدوري الإيطالي يسمع جوفنتوس بوضوح صوت بولونيا الذي يركض خلفه... هكذا صنع المدرب تياغو موتا فريقاً شق طريقه نحو مقعد مؤهل إلى بطولة أوروبية ويصنع مفاجآت كبيرة.
في الموسم الماضي، كان بولونيا في المركز التاسع، لكن في النسخة الحالية من الدوري الإيطالي، اقتحم المربع الذهبي قبل نهاية البطولة بخمس جولات، تاركاً خلفه بعض الأندية الكبرى مثل روما ونابولي حامل اللقب، وأتالانتا مفاجأة السنوات الماضية.
قرر موتا تجاوز الكثير من الضغوط في ظل قوة فرق المقدمة، ففاز على فرق مثل فيورنتينا وروما وإنتر ميلان في كأس إيطاليا، بعدما رسم شخصية الفريق وأصبح الكيان قادراً على إزالة العقبات.
وما يثير الإعجاب لدى بولونيا أنه سجل 48 هدفاً في الدوري متجاوزاً جوفنتوس الذي أحرز 47، ما يدل إلى العمل الكبير الذي قام به موتا في سن أنياب الفريق لهز الشباك.
ولكن الخوف من رياح الحصاد، أينما ذهب بولونيا يمكنه التحليق، فيما تبقى العيون تترقب الطائر في السماء، قد يكون موتا مدرب الفريق في طريقه للخروج لأن أسلوبه بدأ يجذب الكثير من الفرق، خصوصاً جوفنتوس الذي يميل إلى إطاحة مدربه ماسيميليانو أليغري.
وأصبح الصقر المحلق جوشوا زيركزي مهاجم بولونيا محل اهتمام من أندية كبيرة في الدوري الإنكليزي، فقد سجل 11 هدفاً، فيما يفكر بايرن ميونيخ في استعادته مقابل 40 مليون يورو، بعدما لاحظ تطوره مع المدرب موتا.
هذه الضغوط كفيلة بفقدان بولونيا تركيزه، والذهاب في الموسم المقبل من دون مصدر قوته، وهو التحدي الأكبر للإدارة التي تحصل الآن على إشادة واسعة بسبب الإنجاز الكبير.
ويعني تأهل بولونيا إلى دوري أبطال أوروبا الحصول على بعض الملايين التي تساعدهم في مشروعهم، فيما سيكون على الإدارة أيضاً الحفاظ على قلب الدفاع الإيطالي الواعد ريكاردو كالافيوري الذي قد لا يبقى طويلاً بسب الراغبين في الحصول على خدماته.
وتلقى بولونيا ضربة قوية بإصابة نجمه لويس فيرغسون بقطع في الرباط الصليبي للركبة، وتأكد غيابه عن منتخب اسكتلندا في بطولة يورو 2024 التي تستضيفها ألمانيا الصيف المقبل، ولكنّ موتا حاول التأقلم مع هذا الحدث السلبي.
وصعد المغربي أسامة العزوزي إلى قائمة اهتمامات موتا بعد إصابة فيرغسون، وتألق أمام روما الإيطالي في المباراة التي انتهت لمصلحة بولونيا بثلاثة أهدف لهدف في ملعب الأولمبيكو بقلب العاصمة.
وما زاد من قوة موتا أنّ لديه الأوراق التي يستخدمها وقت الحاجة، فإذا سار الحظ عكس الاتجاه، فإنه يقاوم قدر الإمكان، وأصبح بولونيا اسماً يبث الرعب لدى الكثير من الفرق هذا الموسم، لكن ما يثير القلق هو أن يكون المشروع نفسه مثل بعض الفرق التي تصعد لفترة قليلة ومن ثم تعود للتراجع من جديد، خصوصاً مع ذهاب الأندية الكبرى للتعاقد مع المواهب الواعدة.
رحلة بولونيا مليئة بالإثارة، لكن كثرة التحليق تجذب الطيور الجارحة، ولا يملك الفريق سوى جناحين من الأحلام وسماءً مفتوحة يغمرها الطموح.