مابيل حبيب
يقدّم نادي مانشستر سيتي الإنكليزي أداءً لافتاً في مختلف المسابقات هذا الموسم، حيث لم يتراجع مستواه، بعدما أحرز الخماسية الموسم الماضي، وظلّ الأفضل في أوروبا على كافة الجهات.
خروجه من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني كان مفاجئاً، وذلك لأنّه فعل كل شيء في مباراتي الذهاب والإياب من أجل التأهل، إلّا تسجيل العدد الكافي من الأهداف.
ظهر رجال المدرّب الإسباني بيب غوارديولا بصورة أفضل بكثير من تلك التي خرج بها رجال المدرّب كارلو أنشيلوتي، خصوصاً في مباراة الإياب على أرض مانشستر في ملعب الاتحاد، حيث سدّد أصحاب الأرض 33 تسديدة، 9 منها بين الخشبات الثلاث، بالإضافة إلى 18 ركلة ركنية و10 ركلات حرّة، لكنه أنهى اللقاء متعادلاً بنتيجة 1-1 (4-4 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب)، مودّعاً البطولة بركلات الترجيح (3-4).
هنا لا يمكننا لوم غوارديولا إطلاقاً، ولا اللاعبين الذين قدّموا أداءً رائعاً في مختلف الخطوط، رغم أنّ الخط الهجومي عجز عن ترجمة كل الفرص إلى أهداف، كما فشل الهداف النروجي إرلينغ هالاند مجدّداً في هزّ شباك ريال مدريد، ولعب "الحظ" دوراً أساسياً ضدّ حامل اللقب، من دون أن ننسى تألق الخط الدفاعي في النادي الملكي بقيادة المدافع الألماني أنطونيو روديغر.
يبحث غوارديولا الآن عن الفوز بالثنائية المحلية، حيث يحتل المركز الثاني في الدوري الإنكليزي الممتاز برصيد 76 نقطة، خلف أرسنال المتصدّر بفارق نقطة واحدة (77 نقطة)، لكن سيتي لديه مباراة مؤجّلة، وفي حال فوزه بكل المباريات المتبقية سيخطف اللقب للمرّة التاسعة في تاريخه والخامسة في آخر 6 مواسم. كما وصل الـ"سيتيزينس" إلى نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، حيث سيواجه مانشستر يونايتد.
المستوى الثابت والقوي الذي يقدّمه سيتي، يُرجح له الكفة للفوز بالدوري على حساب أرسنال، رغم أنّ غوارديولا لا يزال واقعياً، حيث أكّد بعد فوز فريقه الساحق على برايتون (4-0) أنّ السباق على اللقب لم ينتهِ بعد، وأنّه كما سقط ليفربول، بإمكان أرسنال وسيتي أن يسقطا أيضاً.
لكن المنطق يقول إنّه من الصعب أن يتعثر سيتي في الأمتار الأخيرة. ففريق يمتلك تشكيلة مثل هذه، وأسماء مرعبة في مختلف الخطوط، ودكّة بدلاء ثمينة أي فريق يحلم بها، سيكون بكل تأكيد المرشح الأبرز للفوز بالألقاب في نهاية المشوار.
لا توجد أمام سيتي سوى عقبة واحدة على الورق في مبارياته الأخيرة، المتمثلة بتوتنهام، الذي تعادل معه ذهاباً (3-3)، وأخرجه من الدور الرابع لكأس الاتحاد (1-0). أما أرسنال فسيواجه أيضاً توتنهام في قمّة مُنتظرة الأحد، كما يصطدم بمانشستر يونايتد لاحقاً، الأمر الذي يؤكّد صعوبة الخطوات الأخيرة لـ"المدفعجية" مقارنةً بطريق سيتي.
ما يفعله الداهية غوارديولا مع سيتي تاريخي، وكرة القدم التي يقدّمها تُدرّس، وعلاقته مع اللاعبين يُحسد عليها. علماً أنّه ليس كل يوم يمكن إيجاد إدارة داعمة بهذا الشكل، تنفذ كل الصفقات التي يرغبها المدرّب، وتحقّق معه "فريق الأحلام"... وليس كل يوم يمكن الحصول على لاعبين من طينة هالاند وفيل فودين ورودري وكايل ووكر وكيفن دي بروين وبرناردو سيلفا وغيرهم... هذا الفريق "مثالي" بالفعل ومتعة لكل من يعشق مشاهدة كرة القدم. يبقى عليه أن يستفيد من كل العناصر لديه ويحافظ عليهم من أجل تحطيم المزيد من الأرقام في المستقبل.