لا يعد الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد الإسباني، من الذين يقومون بمداورات كبيرة بين اللاعبين خلال المباريات، لكن تبدو الظروف ملائمة أمامه، لإجراء تغييرات ملحوظة من مباراة إلى أخرى، خاصة في المواجهات الثلاث المقبلة في الدوري (ريال سوسيداد، قادش وغرناطة) والتي تتخللهم موقعة بايرن ميونيخ بذهاب وإياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
بعد الفوز في الكلاسيكو على برشلونة، يتقدم ريال مدريد بفارق 11 نقطة على برشلونة، وأصبح لقب الدوري الـ36 قريبًا من العاصمة الإسبانية، وسيتمكن أنشيلوتي من توزيع الدقائق ومكافأة اللاعبين الذين لم يتمكنوا من الحصول على فرصة حقيقية طوال الموسم، وفي هذا الصدد لا يوجد لاعب تنتظره الجماهير البيضاء أكثر من أردا غولر.
فرصة غولر
وصل التركي (19 عامًا) الصيف الماضي وكان مجهولًا بشكل كبير من جانب جماهير ريال مدريد، كانوا فقط يعرفونه من خلال مقاطع الفيديو التي تحتوي على أبرز لقطاته وهو يلعب مع فنربخشة مع توقعات بمستقبل كبير.
لم يستغرق أنشيلوتي وقتًا طويلاً لتأكيد نجاح الصفقة عندما قال: "هذا التركي يفعل أشياء لا تصدق"، وعلى الرغم من أنه أكد أيضًا على أن هناك عملًا بدنيًا يجب القيام به للحصول على لاعب مثالي، كانت الأمور تسير بشكل جيد، لكن الإصابات أفسدت الخطة، ففي البداية تعرض لتمزق في الغضروف المفصلي واضطر إلى الخضوع لعملية جراحية، ثم تعرض لإصابتين في العضلات.
وفي المؤتمر الصحافي الذي سبق المباراة ضد ريال سوسيداد التي تقام مساء اليوم الجمعة، أكد أنشيلوتي أن اللاعب التركي يستحق أن يلعب دقائق أكثر مما خاضها حتى الآن، وعلق: " أردا بخير، لقد كان جاهزًا منذ فترة طويلة، ولم تتح له الفرص لأن المباريات كانت متطلبة للغاية، لقد استحق الدقائق، يمكنه اللعب في أي وقت". ولا يضمن الإيطالي في أي وقت من الأوقات أن يكون صانع الألعاب التركي من بين الذين سيتم اختيارهم في تشكيلة الفريق.
98 دقيقة فقط منذ ظهوره الأول
الإصابات منعت غولر من الظهور مع ريال مدريد حتى 6 كانون الثاني (يناير)، قبل أن يظهر ضد أراندينا في الكأس، وفي ذلك اليوم خاض 60 دقيقة وترك بصمات رائعة، ولكن منذ ذلك الحين جاءت الفرص ضئيلة، فإجمالي ما لعبه 98 دقيقة فقط.
الأكثر أهمية، كما يقول أنشيلوتي دائمًا، هو أن تكون حاسمًا في الدقائق المتاحة لك، وهذا ما كان عليه التركي بالتأكيد، فأمام جيرونا تسبب في ركلة جزاء، وضد سيلتا فيغو سجل هدفه الأول مع الأبيض، وضد أوساسونا كاد أن يسجل عبر تسديدة أطلقها من منتصف الملعب.
ولم يلعب التركي دقيقة واحدة في المباريات الثلاثة الأخيرة من الدوري الاسباني أو في مباراتي دوري أبطال أوروبا ضد السيتي، وبعد الكلاسيكو، حذر أنشيلوتي من أن لحظة غولر سوف تأتي: "الآن سيحصل على الدقائق التي يريدها".
غولر ينتظر
غولر يعلم بالفعل أن هذه المباريات الست المتبقية في الدوري هي بالنسبة له ست نهائيات، حيث ستتاح له الفرص لإظهار نفسه وإقناع أنشيلوتي بأنه كان بإمكانه الظهور أكثر، لقد ساعده الانتظار هذه المرة على العمل على جسده، وقد اكتسب كتلة عضلية في صالة الألعاب الرياضية وتحسين اندماجه في المجموعة.
وهناك العديد من الأندية يسعون للتعاقد معه في الصيف المقبل، بداية من إشبيلية وريال بيتيس، لكن خيار الرحيل لا يمر في ذهن التركي ومن حوله في الوقت الحالي.