لا توجد مرحلة أكثر إثارة في السباق على لقب الدوري سوى الأسابيع الأخيرة، فعلى مدار موسم مدته تسعة أشهر، تبدو المباريات عادية، ولكن قبل النهاية عندما نرى فريقين، وأحيانًا أكثر يتنافسون على اللقب وينبغي على أحدهما أن يخرج منتصرا؛ ينتظر الغالبية اللحظة الحاسمة.
ومع ذلك، في بعض الأحيان تسير الأمور بشكل مختلف قليلاً، ونرى فريقًا يأتي من بعيد للضغط وسرقة اللقب من المتصدر، في الوقت الذي ينهار فيه الفريق الذي يبقى متصدرا لفترة طويلة، وهناك الكثير من هذه الحالات في الدوريات الخمس الكبرى بأوروبا: الدوري الإنكليزي الممتاز، الدوري الإسباني، الدوري الألماني، الدوري الفرنسي والدوري الإيطالي.
وأصبحت 7 فرق بمثابة مثال صارخ على الانهيار في الأمتار الأخيرة من مسابقة الدوري
بايرن ميونيخ (موسم 2011/12)
يعد بايرن ميونيخ الفريق الأكثر نجاحًا في كرة القدم الألمانية، وقد فاز بلقب الدوري 33 مرة حيث لم يسبق أن اقترب من هذا الرقم أي منافس له، ومع ذلك فإن موسم 2011/12 يريدون نسيانه، حيث تراجعوا إلى المركز الثاني في الدوري وخسروا نهائي كأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا .
في مرحلة مبكرة من موسم الدوري، كان الفريق البافاري يتقدم بفارق خمس نقاط على قمة الجدول، لكن في النهاية تفوق عليهم فريق بوروسيا دورتموند بقيادة يورغن كلوب، الذي حقق الثنائية على حسابهم وفاز بالدوري للمرة الثانية على التوالي، وكان الفوز باللقب بفارق ثماني نقاط مثيرًا للإعجاب، لكن فريق المدرب يوب هاينكس نجح في استعادة عافيته في الموسم التالي، حيث فاز بالثلاثية وفاز على دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا .
انتر ميلان (موسم 2001/02)
على الرغم من تواجد أساطير مثل رونالدو نازاريو، كلارنس سيدورف، كريستيان فييري وخافيير زانيتي في فريقهم، كان إنتر ميلان يعاني من فترة بائسة في مطلع القرن الحادي والعشرين ولم يفز بلقب الدوري لمدة 12 عامًا، ومع ذلك كان يبدو أن موسم 2001/2002 سيكون عامهم بعد أن بدأوا بداية رائعة للموسم ووجدوا أنفسهم في صدارة الترتيب بعد منتصف الموسم.
ومع اقتراب اليوم الأخير، كان فريق المدرب هيكتور كوبر لا يزال في المركز الأول بفارق نقطة واحدة، لكن مجموعة من الظروف الدرامية قادت الفريق للخسارة، فقد كان الإنتر بحاجة إلى الفوز خارج أرضه على لاتسيو لتأكيد مكانته كبطل، لكن انتهى به الأمر بالخسارة 4-2 وتمكن يوفنتوس من الانقضاض على اللقب والفوز بلقبه السادس والعشرين في الدوري الإيطالي.
أرسنال (موسم 2002/03)
في عام 2002، كان أرسنال في ذروة قوته تحت قيادة أرسين فينغر، وحقق ثنائيته الثانية تحت قيادة المدرب الفرنسي في موسم 2001/2002، وقد دخلوا موسم 2002/2003 بدون هزيمة، ولكن تعرضوا للخسارة بعد 30 مباراة على يد إيفرتون في أكتوبر، لكنهم ظلوا في الصدارة بفارق خمس نقاط مع بقاء تسع مباريات.
ومع ذلك، فاز أرسنال في اثنتين فقط من مبارياته السبع المتبقية، ليعود اللقب إلى مانشستر يونايتد، لكن في الموسم التالي تجنب أرسنال الهزيمة في الدوري وأنهى موسم 2003/2004 كبطل لا يُقهر.
موناكو (موسم 2003/04)
كان موناكو قد أضاع لقب الدوري الفرنسي بفارق ضئيل في موسم 2002-2003، لكنه بدا مستعداً للانتقام من خيبة الأمل هذه في موسم لا يُنسى، وتحت قيادة ديدييه ديشامب، بدأ الفريق الفرنسي موسم 2003/2004 بشكل قوي، وتصدر الترتيب من منتصف أيلول (سبتمبر) حتى منتصف آذار (مارس)، وكان متقدما بفارق ثماني نقاط عن ليون صاحب المركز الثاني.
ومع ذلك، كان موناكو أيضًا منشغلًا في موسم مثير بدوري أبطال أوروبا، وبمجرد دخولهم المراحل الأخيرة من البطولة وتمكنوا من الوصول إلى النهائي بعد تحقيق انتصارات غير متوقعة على ريال مدريد وتشيلسي، عانى مستواهم في الدوري نتيجة لذلك، وفازوا بثلاث فقط من آخر ثماني مباريات في الدوري الفرنسي، واحتلوا المركز الثالث في النهاية خلف ليون البطل، ومما زاد الطين بلة، تعرض الفريق الفرنسي للهزيمة بنتيجة 3-0 في نهائي دوري أبطال أوروبا على يد بورتو البرتغالي بقيادة جوزيه مورينيو .
مانشستر يونايتد (موسم 1997/98)
مانشستر يونايتد هو الفريق الأكثر فوزًا في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث يحمل ألقابًا أكثر من أي فريق آخر في بلاده، وقد سيطروا على المنافسة خلال التسعينيات، وكانوا يسيرون في نفس الاتجاه خلال موسم 1997/1998 حيث كانت هناك فجوة بين الشياطين الحمر المتصدر وبين أرسنال صاحب المركز الثاني بفارق 12 نقطة حتى شهر آذار (مارس)، على الرغم من أن أرسنال كانت لا تزال لديه ثلاث مباريات مؤجلة.
ومع ذلك، فشل مانشستر يونايتد في الفوز بأي من مبارياته الثلاث التالية، والتي تضمنت الهزيمة 1-0 على أرضه أمام أرسنال، وكان هذا التراجع المؤقت في المستوى هو كل ما احتاجه فريق أرسين فينغر ليتقدم عليهم ويحقق لقب الدوري الإنكليزي الممتاز لأول مرة بنظامه الجديد.
واستعاد رجال السير أليكس فيرغسون عافيتهم في الموسم التالي حيث فازوا بأول ثلاثية على الإطلاق في إنجلترا، الدوري الإنكليزي الممتاز وكأس الاتحاد ودوري أبطال أوروبا.
ريال مدريد (موسم 2003/04)
في عام 2003، كانت حقبة الغلاكتيكوس في ريال مدريد تحت رئاسة فلورنتينو بيريز على قدم وساق، فبعد فوزه بلقب الدوري في موسم 2002/2003، ضم النادي الملكي النجم العالمي ديفيد بيكهام إلى مجموعة المواهب الكبيرة في "سانتياغو برنابيو" وذلك خلال نافذة الصيف.
كارلوس كيروش، الذي كان بمثابة اليد اليمنى للسير أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد، أصبح بعد ذلك المدير الفني الجديد ليحل محل فيسنتي ديل بوسكي المنتهية ولايته.
ولم يكن مفاجئًا لأحد أن اللوس بلانكوس تقدم سريعًا في الدوري، وبحلول نهاية شباط (فبراير)، كان يتقدم بفارق ثماني نقاط على صدارة الجدول قبل 12 مباراة متبقية، ومع ذلك، بعد خسارته بشكل غير متوقع في نهائي كأس الملك أمام ريال سرقسطة ثم الخروج من دوري أبطال أوروبا في ظروف مفاجئة أمام موناكو، سقط مستوى مدريد في الهاوية، وخسروا جميع مبارياتهم الخمس الأخيرة في الدوري، مما أدى إلى تراجعهم إلى المركز الرابع، وانتهز فالنسيا الفرصة وحصد الليغا.