باريس سان جيرمان بطلاً للدوري الفرنسي بعد سقوط موناكو
أحرز باريس سان جيرمان لقب الدوري الفرنسي لكرة القدم للمرة الثالثة توالياً والثاني عشر في تاريخه قبل ثلاث مراحل من نهاية الموسم، بخسارة مطارده المباشر موناكو أمام مضيفه ليون الأحد في ختام المرحلة الحادية والثلاثين، واضعاً نصب عينيه تحقيق ثلاثية تاريخية في ظل استمراره في مسابقتي دوري أبطال أوروبا والكأس المحلية.
واستفاد سان جيرمان الذي سقط في فخ التعادل أمام ضيفه لوهافر 3-3 السبت، من تعثّر موناكو حيث بات الفارق بينهما 12 نقطة قبل ثلاث مراحل من نهاية الموسم.
لم يرتعش الباريسيون قط من أجل تاجهم خلال موسم هيمنوا عليه بسهولة فحلّقوا في الصدارة، بخلاف الموسم الماضي الذي شهد مطاردة شرسة من لنس حتى الرمق الأخير.
ورغم النهاية السعيدة، فإن بداية الموسم كانت معقّدة مع وجود سان جيرمان في حالة "روداج" عقب وصول مدرب برشلونة السابق الإسباني لويس إنريكي (53 عاماً) لتسلّم المهام الفنية بعد إقالة كريستوف غالتييه.
وانتظر سان جيرمان حتى الحادي عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) وفوزه على رينس 3-0 في المرحلة 12 للارتقاء إلى صدارة "ليغ 1" للمرة الأولى هذا الموسم.
خلال تلك الأمسية، فرض المهاجم كيليان مبابي نفسه نجماً للمباراة بتسجيله ثلاثية (هاتريك) فريقه، إلاّ أن إنريكي لم يستسغ ما قام به هدّاف الدوري وطالبه ببذل المزيد، وهي كانت الحلقة الأولى في فصل العلاقة المتوترة بين هداف مونديال 2022 ومدربه.
ومع إعلان مهاجم منتخب "الديوك" رحيله عن الفريق مع نهاية عقده هذا الصيف، ردّ المدرب الإسباني بتقليص وقت لعبه داخل المستطيل الأخضر.
وعلى الرغم من هذه الخلفية من القضايا الرياضية والمالية، لم يتمكن أي فريق من اللحاق بوتيرة نظيره الباريسي الذي اندفع نحو اللقب من دون أن ينظر خلفه. هيمن الفريق المملوك قطرياً بأسلوبه الهجومي والمكثّف الذي "زرعه" إنريكي منذ وصوله، على المواجهات أمام ليون ومرسيليا ولنس وموناكو، ولم يتلقّ سوى هزيمة واحدة أمام ضيفه نيس في 15 أيلول (سبتمبر) الماضي.
-"ليس هناك حاجة ملحّة للفوز"-
منذ أشهرٍ عدّة، تقدم سان جيرمان بفارق قرابة 10 نقاط عن موناكو أو بريست أو نيس، مما قضى على عنصر التشويق حول هوية الفائز باللقب. لقد اعتمد النادي الباريسي على ميزانيته "الفرعونية"، ما سمح له بوضع على طاولة المفاوضات مبلغ 90 مليون يورو لشراء المهاجم راندال كولو مواني من أينتراخت فرانكفورت الألماني ودفع الراتب الخيالي لمبابي.
كما استفاد نادي العاصمة من الأداء الضعيف لـ"الكبار" في الدرجة الأولى على غرار مرسيليا وليون، اللذين ابتعدا عن فرق المقدمة وحققا نتائج لا تليق بهما.
أعلن إنريكي الأسبوع الماضي أنه "ليس هناك حاجة ملحّة" للفوز باللقب، واثقاً من قوّته ونقاط ضعف الآخرين، لا يهم متى فزنا بالبطولة، نحن نستحقها منذ فترة طويلة، الشيء المهم هو كيف نفوز بها".
يُدرك المدرب الإسباني جيداً مزاياه "لقد قلت منذ البداية أننا من بين المرشحين، مع أفضل فريق وأفضل ميزانية، حتى أنه من الضروري الفوز بالدوري الفرنسي، ولكن كان من المهم القيام بذلك بالطريقة الصحيحة، اللعب بشكل جيد".
-"القيام بشيء لم يحدث من قبل"-
يسمح هذا اللقب قبل 3 مراحل من النهاية لسان جيرمان بالتحوّل بهدوء نحو الكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا. وسيكون عدم الفوز بالمباراة الأولى في النهائي أمام ليون في 25 أيار(مايو)، بعدما سحقه أخيرا 4-1 في الدوري، بمثابة خيبة أمل للنادي صاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب في هذه المسابقة (14)، بعد فشله في موسمين متتاليين في دور الـ 16.
كما ترتفع أسهم الفريق الباريسي في المسابقة القارية الأم والتي يلهث خلف كأسها للمرة الأولى في تاريخه، وهو الهدف الرئيس الذي وضعه المالك القطري منذ استحواذه على النادي عام 2011، إلا أن احلام الفريق الفرنسي تصطدم بفرق عريقة لها باع طويل على الساحة الأوروبية على غرار ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني.
يرى البعض أن النهائي بات في المتناول خصوصاً أن سان جيرمان سيواجه بوروسيا دورتموند الألماني، الذي سبق أن تغلب عليه الباريسيون في دور المجموعات، في نصف النهائي في الأول من أيار(مايو) ذهاباً و7 منه إياباً.
وتشعر جماهير باريس بالاطمئنان لأن مباراة الإياب ستقام في "بارك دي برانس" على الرغم من أن سان جيرمان يعاني لطرد "شياطين الماضي" التي تلاحقه منذ خسارته في الـ"ريمونتادا" الشهيرة لبرشلونة الإسباني في 8 آذار(مارس) 2017.
يُمكن للنشوة التي وُلدت من الإطاحة ببرشلونة نفسه في عقر داره في ربع النهائي في نيسان (أبريل) (فاز 4-1 إياباً بعدما كان خسر 2-3 ذهابا)، أن تمنح جرعة ثقة إضافية للفوز باللقب المنشود.
وماذا عن الثلاثية التاريخية؟ لا يخفي إنريكي أحاسيسه، فيقول "الدافع للقيام بشيء لم يحدث من قبل في فرنسا، للاحتفال بتاريخ النادي والمدينة، وإذا كان من الممكن أن يكون ذلك من أجل البلاد، فهذا أفضل". لكن الإسباني يحذّر من أن "الطريق لا يزال طويلاً ومتعرجاً".