محمد يوسف
في مفكرة صغيرة، يضع تشافي هيرنانديز، المدير الفني لنادي برشلونة، بعض الأسماء التي يحتاجها بمركز لاعب الوسط المدافع "المحور"، تاركاً خلفه تجارب سيئة عدة تعرض لها في البحث عن بديل عقب رحيل سيرجيو بوسكيتس إلى الدوري الأميركي.
بعض الأحلام القديمة تصيب برشلونة بالندم مثل التفريط في "رودري" لاعب مانشستر سيتي وقت أن ارتدى قميص فياريال الإسباني، حينها بدأ يلفت الانتباه، ولكن وجود بوسكيتس كان كفيلاً بنسيان تدعيم هذا المركز.
أما المهتمون باقتصاد النادي فيرون أن إفساح الطريق أمام جواهر "لا مسيا" يوفر الكثير من الأموال بشرط الصبر عليهم، ولكن ما يؤيد وجهة نظرهم أن المواهب الصاعدة في "المحور" تلفت الانتباه بشدة.
تراقب بعض الفرق الأوروبية الموهبة "مارك برنال" ابن "لا مسيا" والذي يشبه أداؤه بوسكيتس ورودري، إنه طويل القامة يسيطر على الكرة ويتميز بالتسديد البعيد واكتسب الخبرات من مدربي الأكاديمية حول طبيعة المركز وواجباته.
أما الواعد "غيلي فرنانديز" فهو موهبة نقية بحاجة إلى الصبر ويبلغ 15 عاماً، فيما ترى الإدارة أن السلوك المتبع مع "لامين يامال" في الدفع به في سن مبكرة يمكن أن يسري على موهبة المحور.
لكن تشافي يريد حلولاً سريعة، بجانب نمو الشباب... أحد الأحلام القديمة كان التعاقد مع مارتن زوبيميندي نجم ريال سوسييداد، ولكن ناديه لا يرغب في التفاوض للاستغناء عنه، وإذا أراد فريق ضمه فعليه دفع قيمة كسر العقد التي تبلغ نحو 60 مليون يورو.
ويبقى عائق السعر يهدد صفقة زوبيميندي في ظل الأزمة المالية التي تعانيها الميزانية تحت ضغط قانون اللعب المالي النظيف، وهو ما يمنح الضوء الأخضر للإدارة للبحث عن بديل مثل النجم الألماني جوشوا كيميش، الذي يبقى في عقده موسم وحيد وبعدها يصبح حراً، وقد يلجأ ناديه بايرن ميونيخ للتفاوض للحصول على استفادة مادية بدلاً من رحيله مجاناً.
لكن تشافي يدرك أن سوق الانتقالات الصيفية فيه الكثير من المفاجآت، وقد يعاني برشلونة مادياً، فقرر الموافقة على ضم لاعب بديل لن يكون أساسياً هو الأرجنتيني "غيدي رودريغيز" لاعب وسط ريال بيتيس الذي ينتهي عقده مع ناديه في حزيران (يونيو) ويبلغ من العمر 30 عاماً، وسيحل بديلاً لأوريول روميو الذي سيرحل بنسبة كبيرة بعد أشهر عدة.
ويواصل تشافي بالتعاون مع قسم متابعة اللاعبين فحص أداء الصفقات المحتملة في مركز "المحور"، حيث ظهر أيضاً الإسباني "بيبيلو" لاعب فالنسيا الذي انتقل إليه من ليفانتي بداية الموسم الحالي، حيث لفت الانتباه بفضل تمركزه وتمريراته، لكن لا يزال المدرب يعشق حلولاً مختلفة مثل كيميش وزوبيميندي.
ستكون الميزانية العامل الرئيسي في التعاقد مع لاعب "المحور" الذي يمثل أولوية، ويبقى التحول إلى قاعدة (1-1)، في قانون اللعب المالي النظيف عاملاً رئيسياً في إنفاق رقم كبير على تلك الصفقة، ولا تزال المفاوضات جارية مع الشركة صانعة القميص على تحسين عقد الرعاية الذي يمثل نقطة تحوّل في سوق انتقالات الـ"بلوغرانا".
إذا حصل برشلونة على الأموال فسيكون ذلك بمثابة هدية قادمة في غير موعدها من "سانتا كلوز"، أما إذا ظلت الأزمة المالية خانقة فسيعيش "هالووين" يتجدّد كل يوم وليس في آخر تشرين الأوّل (أكتوبر) فقط.