إدين ترزيتش. (أ ف ب)
يدخل إدين ترزيتش، مدرّب بوروسيا دورتموند الألماني، مواجهة ضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي، غداً الأربعاء، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، مستمتعاً بفترة نادرة من يقين البقاء في منصبه.
وصول دورتموند إلى هذه المرحلة بعد الخسارة أمام سان جيرمان بالذات 0-2 في الجولة الأولى ضمن دور المجموعات، لم يكن أمراً متوقعاً.
منذ تلك الخسارة في أيلول (سبتمبر) الماضي، عاش دورتموند فترات صعود وهبوط وخرج من مسابقة الكأس المحلية في السادس من كانون الأوّل (ديسمبر)، الأمر الذي وضع ترزيتش في موقف حرج.
نجا المدرّب البالغ 41 عاماً من اجتماع مع الإدارة لتقييم وضعه مع النادي، بعد تمكنه من قيادة الفريق إلى ثمن نهائي البطولة القارية.
تصدّر دورتموند مجموعة ضمّت سان جيرمان، ميلان الإيطالي الذي وصل إلى نصف النهائي في الموسم الماضي، ونيوكاسل يونايتد الإنكليزي.
بتخطّيه بي أس في أيندهوفن الهولندي وأتلتيكو مدريد الإسباني في طريقه إلى المربع الذهبي، يبدو أنّ ترزيتش ضمن البقاء مع دورتموند لموسم جديد.
وعلى الرغم من وجود بعض المشككين بوجود ترزيتش، فإنه في حال تخطّى سان جيرمان، سيصبح ثالث مدرّب يقود دورتموند إلى نهائي دوري الأبطال بعد أسطورتي النادي أوتمار هيتسفيلد ويورغن كلوب.
"مذهل للغاية"
قصة ترزيتش تُعد مثيرة للاهتمام بالنسبة إلى إدارة دورتموند وجماهيره.
وُلد في مندن بالقرب من دورتموند عام 1982، بعد عامين فقط على انتقال والديه إلى ألمانيا قادمين من يوغوسلافيا.
حضر أوّل مباراة لدورتموند في 1991 على ملعب "فيستفالن شتاديون" أمام دويسبورغ حين كان يبلغ 9 أعوام.
قال لمجلة "11Freunde " الألمانية في أيار (مايو) 2021: "لا أتذكّر الكثير من طفولتي، لكنّ ذلك كان مذهلاً للغاية".
تُظهر صور من نهائي كأس ألمانيا عام 2012، ترزيتش بين مجموعة من المراهقين المشجعين لدورتموند في ملعب برلين الأولمبي.
في ذلك اليوم، اكتسح دورتموند غريمه بايرن ميونيخ 5-2 وتوّج بثنائية الدوري والكأس في أوجّ عهد كلوب التدريبي مع النادي.
بعدما لعب في المستويات المتدنية الألمانية، انضم ترزيتش إلى دورتموند ككشاف مواهب عام 2010. منذ ذلك الحين، لم يترك النادي سوى لفترتين قصيرتين مع بشيكتاش التركي ووست هام الإنكليزي.
قاد الفريق إلى التتويج بكأس ألمانيا حين تولّى منصب المدرّب الموقت في كانون الأوّل (ديسمبر) عام 2020، قبل أن يُعلن عن التعاقد مع ماركو روزه.
بقيَ ترزيتش في النادي كمدير فني واستلم تدريب الفريق قبل انطلاق موسم 2022-2023.
أنهى الموسم في الوصافة بعدما خسر اللقب بفارق الأهداف عن بايرن بعد التعادل مع ماينتس 2-2 في المرحلة الأخيرة.
وعلى الرغم من الحسرة على ضياع اللقب، شعرت إدارة دورتموند أنها وجدت ضالتها وأبقت الرجل في منصبه، وهو قرار أتى بثماره بوصول الفريق إلى نصف نهائي دوري الأبطال.
"علينا أن نبقى متواضعين"
منذ عودته إلى دورتموند بعد فترة سيئة مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، قدّم الجناح جايدون سانشو بعض أفضل مستوياته تحت قيادة ترزيتش.
لعب المدرّب دوراً محورياً في إعادة اللاعب إلى النادي الذي برز فيه حيث سجّل 50 هدفاً وصنع 64 تمريرة حاسمة خلال 137 مباراة قبل انتقاله إلى يونايتد.
وقال سانشو في حديث مع موقع "ويفا": "إنه شعور جميل أن أعود إلى هنا".
وتابع: "أنا أؤمن بنفسي مجدّداً. سمعت الجمهور يهتف باسمي".
وأثنى يوليان براندت، أحد المفاتيح الهجومية في دورتموند، على قدرات اللاعب الإنكليزي: "اللاعبون المنافسون يحترمون اسم سانشو. ما يُمكنه أن يفعله بقدميه أمر لا يُصدّق. جايدون هو تجسيد للمهارة".
اعتبر سانشو، الذي تُوّج بلقب الكأس مع ترزيتش، وهو اللقب الكبير الأخير للنادي، أنّ الفريق يمكنه أن يُحاكي ما قام به كلوب في 2013 ويعود إلى ملعب ويمبلي لخوض نهائي دوري الأبطال.
وأضاف: "مواجهة باريس ستكون امتحاناً صعباً لنا. علينا أن نبقى متواضعين ونُقدّم كل ما لدينا للتأهّل إلى النهائي".