مابيل حبيب
يقف باريس سان جيرمان الفرنسي أمام جدار محصّن عندما يواجه بوروسيا دورتموند الألماني في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب "بارك دي برانس" في العاصمة الفرنسية.
ورغم تفوّق النادي الباريسي في مرحلة المجموعات على "الجراد الأصفر"، حيث فاز عليه ذهاباً 2-0 وتعادلا إياباً 1-1، لم يتمكن رجال المدرّب الإسباني لويس إنريكي من تخطّي عقبة النادي الألماني في ذهاب نصف النهائي، الذي انتهى بفوز "الأصفر" بهدف نظيف للمهاجم نيكلاس فولكروغ، على ملعب "سيغنال إيدونا بارك".
أمام باريس سان جيرمان مهمّة معقّدة جداً على أرضه، خصوصاً بمواجهة منظومة هجومية منظّمة كدورتموند، الفريق الذي "استخفّ" بقدراته كثيرون واعتبروه "الحلقة الأضعف" بين الأندية الأربعة المتأهلة إلى نصف النهائي.
مباراة الذهاب كانت متكافئة بين الفريقين، وبخاصة من ناحية الفرص الضائعة والتسديد على المرمى، لكنّ رجال المدرّب الألماني-الكرواتي إيدين ترزيتش عرفوا كيف يحسمون اللقاء بفرصة ثمينة استغلوها بالشكل المناسب، في الوقت الذي كان يعاني فيه الضيف من أجل هزّ مرمى الحارس السويسري غريغور كوبل.
على باريس سان جيرمان مواجهة نفسه قبل مواجهة دورتموند في هذا اللقاء المنتظر.
اختفاء مبابي
يعوّل باريس سان جيرمان على هدّافه ونجمه كيليان مبابي في كل مباراة هذا الموسم، وذلك بعدما أصبح النجم الأوّل والوحيد بعد مغادرة الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار النادي.
لطالما كان مبابي النجم واللاعب الأبرز في باريس، لكنّ هذا الموسم مختلف عمّا سبق، حيث حمل الفريق "على أكتافه" في موسمه الأخير مع بطل فرنسا، مسجّلاً 43 هدفاً و10 تمريرات حاسمة في مختلف المسابقات، كما قاده للفوز بالدوري الفرنسي وبلوغ نصف نهائي دوري الأبطال ونهائي الكأس المحلية.
هذا الهدّاف "اختفى" أمام دورتموند في مرحلة الذهاب، مصطدماً بجدار صلب صعب الاختراق بقيادة المدافع الألماني ماتس هوملز الذي خرج فائزاً بجائزة رجل المباراة. في ظروف مثل هذه، عليك أن تكون أكثر فعالية وجرأة في الخط الأمامي، وإلّا فلن تتمكن من تسجيل الأهداف، لكن في الوقت نفسه تحتاج إلى زملاء يساعدونك في تأمين المساحات وإيجاد الثغرات للتقدّم.
إنريكي يبحث عن معالجة هذا الخلل في الخط الأمامي لكي يخرج متأهلاً من ملعبه، مع الاعتماد أكثر على الجناحين عثمان ديمبيلي وبرادلي باركولا، بالإضافة إلى تحركات وارن زائير إيمري وفيتينيا في الوسط.
إصابة صخرة الدفاع
تلقّى باريس صفعة كبيرة في مباراة الذهاب بإصابة صخرة دفاعه لوكاس هرنانديز بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي لركبته اليسرى، ما يعني أنّ الخط الدفاعي دخل في أزمة كبيرة بمواجهة خط هجومي "صاروخي" لدورتموند بقيادة جايدون سانشو وكريم أدييمي ويوليان براندت.
من المتوقع أن يكون دانيلو بيريرا بديلاً للوكاس في قلب الدفاع إلى جانب ماركينيوس، الأمر الذي يثير قلق إنريكي نظراً للمستوى غير المستقر الذي يقدّمه المدافع البرتغالي.
مشكلة في مركز الظهير
لدى سان جيرمان مشكلة على الجهة اليسرى متمثلة بالظهير نونو مينديش العائد منذ فترة قصيرة من إصابة أبعدته كثيراً عن الملاعب. لم يظهر مينديش بالمستوى المطلوب أمام دورتموند ذهاباً، فبان الإرهاق والتعب عليه بمواجهة سانشو السريع والمهاري.
في لقاء الإياب، ستكون مهمّة مينديش أصعب والضغط أكبر، وسيكون بحاجة إلى مساعدة كبيرة من زملائه لإيقاف سرعة هجوم الفريق الألماني.
إنريكي يواجه كل هذه التحدّيات ولا يمتلك دكّة بدلاء ترتقي إلى مستوى فريق يريد المنافسة على اللقب الأوروبي الأعرق، نتيجة عملية البناء التي يقوم بها نادي العاصمة الفرنسية بعد خروج عدد كبير من النجوم الصيف الماضي، لكنه لا يزال في أرض المعركة، يتحدّى أزماته وصعوباته، وعينه على خطف الثلاثية للمرّة الأولى في تاريخه.