توماس توخيل لن يستمر مع بايرن الموسم المقبل. (أ ف ب)
ربما يخشى مشجعو مانشستر سيتي، لسبب وجيه، حقبة ما بعد المدرّب بيب غوارديولا، بالنظر إلى ما مر به بايرن ميونيخ من خلال المدرّبين الذين توافدوا على النادي البافاري، منذ أن غادر الإسباني قلعة "أليانز أرينا".
واصل العملاق الألماني الفوز بالدوري الألماني حتى الموسم الماضي، لكنه لم يكن هناك شكلاً للاستقرار بالنسبة إلى المسؤولين عن الفريق، حيث قام بايرن بتعيين مدرّبين أكثر مما قام به مانشستر يونايتد الذي يعيش وضعاً كارثياً، في الوقت الذي كان فيه بيب غوارديولا مستقراً في ملعب "الاتحاد".
6 مدرّبين في أقل من 8 سنوات تروي قصتهم الاستثنائية، وكذلك نهجهم الغريب للعثور على خليفة لتوماس توخيل هذا الصيف، مع الإعلان عن رحيل مدرّب تشيلسي السابق، بينما لا يزال لديه فرصة للفوز بدوري أبطال أوروبا.
أحوال بايرن ميونيخ تشبه مانشستر يونايتد
وكما هو الحال مع مانشستر يونايتد بعد تقاعد السير أليكس فيرغسون، فقد تراجعت هوية النادي، ويمكن وصف تخطيطه لمدرّب المشروع الجديد بأنه غريب بعض الشيء، فهناك تسريبات بأنّ لدى الفريق شيئاً ما في جعبته للموسم المقبل، لكنّ بحثه حتى الآن عن مدرّب جديد يشير إلى أنّ النادي ضل طريقه.
كانت هناك استفسارات حول إريك تن هاغ، على الرغم من أنه قد يقود مانشستر يونايتد إلى لقب كأس الاتحاد الإنكليزي وبالتالي قد يسمح له ذلك بالبقاء مع الفريق، في حين أنّ جولين لوبيتيغي كان أيضاً على الرادار؛ لكنّ نادٍ مثل وست هام يونايتد، الذي لا يضاهي أبداً قوّة البافاري، نجح في التفوّق عليه والاتفاق معه ليكون بديلاً لديفيد مويس في نهاية الموسم.
وتحدّث رالف رانغنيك أيضاً إلى بايرن ميونيخ، لكنه قرّر البقاء مع منتخب النمسا، وأكد ذلك في بيان له، حيث قال المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد: "أريد أن أؤكد بوضوح أنّ هذا ليس رفضاً لبايرن ميونيخ، بل هو قرار لفريقي وأهدافنا المشتركة".
واستمراراً لمدرّبي "أولد ترافورد"، ذكرت "سكاي ألمانيا" أخيراً أنّ أولي غونار سولشاير قد يكون خياراً مؤقتاً لبايرن.
صدمة تشابي ألونسو
كان تشابي ألونسو هدف النادي الأوّل؛ لكنه قرّر البقاء في ليفركوزن بعد انتزاع لقب البوندسليغا من بايرن، وكانت هذه هي أكبر صدمة تلقاها النادي في مشوار البحث عن مدرّب، لأنه كان يعلق عليه آمالاً كبيرة كمدرّب شاب ولديه مشروع رائع قادر على قيادة الفريق إلى سابق عهده.
كما يعد الأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان حلماً للنادي، بعد قيادة ريال مدريد للفوز بثلاثة ألقاب متتالية لدوري أبطال أوروبا، لكنه رفض أكثر من مرّة فكرة ارتباطه بالبافاري.
وبعد أن قلّت الخيارات، لجأ بايرن ميونيخ إلى المدرّبين الذين سبق وتولوا قيادة الفريق، على غرار هانسي فليك أو يوليان ناغلسمان، وقد التزم الأخير بمستقبله مع المنتخب الألماني ليمدّد تعاقده حتى 2026، فيما لا يزال موقف الأوّل غامضاً.
مدرّب البافاري القادم
بالنسبة إلى المدرّب القادم لبايرن ميونيخ، فقد يبدو الأمر أمام إدارة البافاري بمثابة المهمة المستحيلة في بعض الأحيان، حيث تسبب الرئيس الفخري للنادي أولي هونيس في عاصفة أخيراً؛ عندما أكد على أنّ توخيل لم يقم بتحسين وتطوير اللاعبين، وقال توخيل إنه شعر بالإهانة الشديدة من هذه التصريحات.
ويواجه بايرن ميونيخ نادي ريال مدريد بقيادة كارلو أنشيلوتي في مباراة إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو ما يذكرنا بما واجهه البافاري مباشرة بعد رحيل غوارديولا في عام 2016، حيث قال الرئيس التنفيذي وقتها كارل هاينز رومينيغه: "أداء فريقنا منذ بداية الموسم لم يلبي التوقعات التي وضعناها عليهم".
وتؤكد المؤشرات منذ ذلك الحين أنّ بايرن لم يتعامل مع الأمر بشكل صحيح، عندما يتعلق الأمر بتعيين المديرين الفنيين أصحاب المشاريع الكبرى والاحتفاظ بهم.