النهار

محمد عرفة

فعلها نادي ريال مدريد الإسباني من جديد، "ريمونتادا" مثيرة تقود فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، إلى نهائي النسخة الحالية من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم على حساب منافسه بايرن ميونيخ الألماني.

وقلب الـ"ميرنغي" الطاولة على الفريق البافاري، بعدما حوّل تأخّره بهدف إلى انتصار قاتل 2-1، في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب "سانتياغو برنابيو"، في إياب الدور نصف النهائي من المسابقة الأوروبية العريقة، علماً بأنّ مواجهة الذهاب انتهت بالتعادل 2-2.

وضرب ريال مدريد موعداً مع منافس ألماني آخر وهو نادي بوروسيا دورتموند، في المباراة النهائية المقرّر إقامتها على ملعب "ويمبلي" في العاصمة البريطانية لندن، 1 حزيران (يونيو) المقبل.

وتأهّل النادي الإسباني إلى النهائي الأوروبي للمرّة الـ18 في تاريخه، بفارق 7 مرات عن أي فريق آخر في تاريخ المسابقة (ميلان وبايرن ميونيخ - 11 مرّة)، كما صعد ريال مدريد إلى هذا الدور في 6 من آخر 11 نسخة للبطولة.

وتظهر بعض الأسباب التي ساهمت في تأهل ريال مدريد لنهائي دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ.

ريال مدريد لا يستسلم
أظهر النادي "الملكي" قدرته مرّة أخرى على القتال حتى صافرة النهاية، لتصبح "الريمونتادا" جزءاً من شخصية البطل في البطولة المفضّلة التي نجح في التتويج بلقبها 14 مرّة أكثر من أي فريق آخر، وأصبحت الفرصة سانحة لحصد اللقب الـ15 في تاريخه.

وكرّر ريال مدريد سيناريو العودة المثيرة من جديد، وهو مشابه لما حقّقه في الدور نصف النهائي من دوري الأبطال قبل عامين أمام نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، عندما سجّل البرازيلي روديغو هدفين متأخّرين في مواجهة الإياب، بعد هدف التقدّم الذي أحرزه الجزائري رياض محرز، لتتجّه المباراة للوقت الإضافي الذي شهد تسجيل الفرنسي كريم بنزيما هدف حسم التأهل للنهائي.

وتكشف الإحصائيات أنّ ريال مدريد فاز بأربع مباريات على الرغم من تلقّي شباكه الهدف الأول في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وهو أكبر عدد من الانتصارات لفريق في موسم واحد منذ النادي الإسباني في موسم 2016-2017 (5) عندما توّج باللقب.

خبرة أنشيلوتي
يتمتع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بخبرات كبيرة تؤهّله لحسم المباريات الصعبة في دوري أبطال أوروبا، وهو ما أثبته من جديد في مواجهة العملاق البافاري.

وكانت التبديلات التي قام بها المدرب البالغ من العمر 64 عاماً، كلمة السرّ في العبور للنهائي الأوروبي، بعدما أشرك الكرواتي لوكا مودريتش بدلاً من توني كروس، وإدوارد كامافينغا بدلاً من أوريلين تشواميني، وإبراهيم دياز بدلاً من رودريغو، بالإضافة إلى تبديل خوسيلو المثالي صاحب هدفي الفوز، ليحلّ محل فالفيردي.

وحافظ أنشيلوتي على سجله خالياً من الهزائم ضدّ بايرن ميونيخ في 10 مباريات، واجه فيها البافاري خلال مسيرته التدريبية، حقق خلالها 7 انتصارات بالإضافة إلى 3 تعادلات.

خوسيلو بديل من ذهب
يُعتبر خوسيلو هو البطل غير المتوقع في الليلة الأوروبية الساحرة في معقل ريال مدريد، حيث كتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ النادي الإسباني بدوري أبطال أوروبا، فبعد مشاركته كبديل في الدقيقة 81 من زمن المباراة، نجح في تسجيل هدفي الفوز في الدقيقتين 88 والأولى من الوقت بدل الضائع.

وأصبح المهاجم الإسباني المعار من نادي إسبانيول حتى نهاية الموسم الحالي، هو البطل الكبير في ملحمة ريال مدريد الأخيرة في المسابقة الأوروبية، حيث قاد فريقه نحو النهائي المنتظر في لندن.

وبات خوسيلو هو البديل الثالث الذي يسجّل هدفين في مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد جورجينيو فينالدوم لاعب ليفربول في 2019/2018، ورودريغو مهاجم ريال مدريد في 2022/2021.

كما أصبح الدولي الاسباني (34 عاماً، 42 يوماً) أكبر لاعب بديل يسجّل ثنائية في مباراة خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا.