مباراة برشلونة وجيرونا. (أ ف ب)
محمد يوسف
يتأرجح برشلونة بين التفوّق والتخبّط، قد يلعب مباراة جيدة في يوم ويعود بعدها ليخوض مواجهة غاية في السوء، يبدو موقفه منطقياً، لأنّ الحلول الاستثنائية للمشاكل قد لا تؤتي ثمارها.
يتعرّض برشلونة لبعض الألم بالرحيل عن "كامب نو"، فيتراجع مستواه الاقتصادي بسبب الانتقال إلى ملعب "مونتجويك" الذي تقلّ طاقته الاستيعابية، فيتأثر أكثر بالأزمة المادية ولا يستطيع إبرام تعاقدات.
إذا أراد برشلونة جلب صفقات قوية، عليه التحسن مادياً أولاً، ربما يخفّف الاتفاق الجديد مع صانع قميصه من وطأة الأزمة، لكن لا مفرّ من دخل استثنائي عن طريق بيع اللاعبين، حتى يمكنه تدعيم المراكز التي يفتقدها.
أما تشافي، فقرّر الاعتماد على شباب صغار مثل أليخاندرو بالدي وغافي وباو كوبارسي وهيكتور فورت، ولامين يامال، وهي أسماء واعدة، لكنها في النهاية تفتقد الخبرة التي تأتي بالاستمرار في ممارسة اللعبة أمام فرق قوية.
ربما صرّح تشافي بأنّه يرغب في تدعيم "المحور"، لكن الخزينة الخاوية دفعته للصمت، في حين يعدّ هذا أهم مركز داخل خطته، وهناك عدد من المدرّبين خصوصاً بيب غوارديولا، يدركون طبيعة ما يمثله تواجد لاعب قوي يحبط الهجمات داخل منظومة اللعب الهجومي، وعلى سبيل المثال لا يوجد فريق في العالم حالياً يمكنه طلب شراء "رودري" من مانشستر سيتي لأنّه سيجري رفضه.
في المقابل، يدرك ديكو المدير الرياضي في النادي، أنّ الأزمة ستحتاج إلى بعض الوقت، لأنّ صعود جيل جديد من الشباب يحتاج إلى اكتساب الثقة التي تأتي باستمرار اللعب، لكن الفريق لن يكون مثل ريال مدريد بين ليلة وضحاها.
كان تشافي واضحاً في طلباته، هو يحتاج إلى محور وجناح أيسر ولاعب وسط وظهير، لكن في الوقت نفسه يدرك أنّ النادي لن يجلب له كل هؤلاء، إلّا إذا توفّرت الأموال، فيحاول البحث بين شباب "لا مسيا" عن عناصر يمكنها تقديم المزيد بجانب ما سيجلبه في سوق الانتقالات الصيفية.
افتقد برشلونة غافي وبالدي للإصابة ورحل عثمان ديمبيلي الذي كان يملك بعض الخبرات في مركز الجناح، حيث تألّق بعدما نجح تشافي في ترويض عشوائيته في اتخاذ القرار، كل ذلك تسبب في التراجع المستمر بالأداء، وكان منطقياً أن ينخفض مستوى روبرت ليفاندوفسكي نتيجة التقدّم في العمر.
وحتى مع قرار النادي بضمّ فيتور روكي في الشتاء الماضي، احتاج اللاعب إلى بعض الوقت ليتأقلم مع أجواء الكرة الأوروبية، فأصبح تشافي لديه أزمة كبيرة، ولا تتوقف الصحافة عن وضع أي لاعب ضمن قائمة المغادرين، مما يزيد الضغوط داخل الفريق، وهذا نتاج الأزمة الاقتصادية التي تفتح الباب أمام أغلب أندية الدوري الإنكليزي للتبضّع من سوق الـ"بلوغرانا".
لن يحصل برشلونة على بطولات قريباً إذا استمر في حالته هذه، لكن التحسن سيأتي بمرور الوقت، حين يكتمل بناء الملعب، ويعود قرابة 100 ألف متفرج للملعب من جديد، ويستفيدون من الخدمات الجديدة التي سيقدّمها لرجال الأعمال والشخصيات الهامة التي ترغب في مشاهدة المباريات، عن طريق غرف خاصة تغمرها الرفاهية.