علاء علي
لعب الألماني توماس توخيل، مدرب بايرن ميونيخ، دوراً بارزاً في معاناة فريقه بايرن ميونيخ في سانتياغو بيرنابيو في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
البافاري الألماني ودّع حلم الفوز باللقب الأوروبي عندما خسر أمام ريال مدريد بهدفين لهدف، بعدما كان متقدّماً في النتيجة بهدف نظيف حتى الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء.
نعم، توخيل قرّر إلقاء اللوم على حارسه مانويل نوير بعد اللقاء، بسبب سقوط الكرة من يديه بعد تسديدة فينيسيوس جونيور، والتي تابعها خوسيلو في مرمى البافاري، لكن الحقيقة أنّ المدرب الألماني كان عليه أولاً أن يلقي اللوم على نفسه قبل أي شخص آخر.
توخيل، ورغم امتلاكه عناصر بقيمة جمال موسيالا وهاري كاين ومانويل نوير وألفونسو ديفيس، لكن موسمه انتهى من دون الفوز بأي لقب، وترك باير ليفركوزن يأكل الأخضر واليابس في الموسم الحالي في مسابقة الدوري الألماني، بينما ودّع دوري أبطال أوروبا بسيناريو "هيتشكوكي" مرير على يد المرينغي.
توخيل يهدي ريال مدريد النهائي على طبق من ذهب
ارتكب توماس توخيل خطأ كبيراً في بداية اللقاء، من خلال الاعتماد على الظهير الأيمن المغربي نصير مزراوي في مركز الظهير الأيسر، وهو اللاعب الذي لا يجيد تقديم الدور الهجومي بالشكل المطلوب منه، ما تسبّب في غياب الهجوم الألماني من الرواق الأيسر.
وبدأ الجانب الأيسر للبافاري في الظهور بشكل جيد عندما تمّ إشراك الكندي ألفونسو ديفيز في الدقيقة 27 من عمر اللقاء، بسبب إصابة سيرج غنابري، لكن استمرت معاناة مركز الظهير الأيسر هجومياً في صفوف بايرن ميونيخ طوال اللقاء، حيث شارك ديفيز في الجناح الأيسر بدلاً من الظهير الأيسر.
خطأ آخر ارتكبه توخيل طوال اللقاء، وهو استمرار جوشوا كيميش في مركز الظهير الأيمن، رغم التفوق الكبير تكتيكياً للبرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي راوغ اللاعب الألماني الدولي في أكثر من مناسبة، وخلق الكثير من الخطورة على المرمى الألماني، ولولا تألّق مانويل نوير وإهدار رودريغو فرصة أمام المرمى، لكان توخيل دفع الثمن مبكراً في اللقاء، بسبب مواصلة كيميتش في مركزه.
وكان توخيل يمتلك فرصة الاعتماد على كيميتش في الوسط، لاسيما في ظلّ قدرات اللاعب البدنية الهائلة وتمريراته الدقيقة، لكن المدرب الألماني أصرّ على تواجد اللاعب طوال اللقاء في مركز الظهير الأيمن، ما تسبّب في خطورة كبيرة على مرمى البافاري نتيجة مهارات فينيسيوس جونيور السحرية.
ولم يتعلّم توخيل من بيب غوارديولا، الذي اعتمد على كايل والكر في ملعب الاتحاد، والذي نجح في إنهاء خطورة البرازيلي فينيسيوس جونيور بسبب سرعات اللاعب الإنكليزي وقدراته الدفاعية وقوته الجسمانية، عكس حال كيميتش الذي لم ينجح في التعامل مع البرازيلي.
وتسبّب توخيل في إرهاق مهاجمه صاحب الـ 8 أهداف في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم هاري كاين، حيث عاد الدولي الإنكليزي للوسط أغلب أوقات اللقاء، وهو ما تسبّب في معاناته بدنياً واستبداله، وذلك تسبّب في غياب خطورة الفريق الألماني في الدقائق الأخيرة من اللقاء، ما دفع أنتونيو روديغر لترك الدفاع والذهاب للهجوم وتقديم تمريرة حاسمة لزميله خوسيلو في الهدف الثاني لـ"الميرنغي" في شباك نوير.
ويعدّ الخطأ الكارثي في "بيرنابيو" للمدرب الألماني توماس توخيل، هو استبدال الثنائي هاري كاين وجمال موسيالا في الدقائق الأخيرة من اللقاء، ما تسبّب في إنهاء الخطورة على مرمى لونين حارس ريال مدريد، وانطلاق الخط الدفاعي لـ"الميرنغي" نحو الهجوم.