النهار

مبابي وأزمة أولمبياد باريس... الضغوط مستمرة من ماكرون
المصدر: النهار العربي
مع اقتراب توقيع النجم الفرنسي كيليان مبابي لريال مدريد الصيف المقبل، سيعمل الفريق الملكي على وضع خطة لتأمين نجمه؛ والتي من ضمنها كيفية الحفاظ عليه، لا سيما وأنّه سيكون بمثابة أهم نجوم الفريق، نظراً للعقد الضخم الذي سيوقّع عليه.
مبابي وأزمة أولمبياد باريس... الضغوط مستمرة من ماكرون
كيليان مبابي. (أ ف ب)
A+   A-
سيد محمد

مع اقتراب توقيع النجم الفرنسي كيليان مبابي لريال مدريد الصيف المقبل، سيعمل الفريق الملكي على وضع خطة لتأمين نجمه؛ والتي من ضمنها كيفية الحفاظ عليه، لا سيما وأنّه سيكون بمثابة أهم نجوم الفريق، نظراً للعقد الضخم الذي سيوقّع عليه.

سيعمل ريال مدريد على وضع جدول أعمال دقيق للاعب، ما لم تمنعه الإصابة من القيام بذلك، وقد تأكّدت مشاركتة مع منتخب فرنسا في بطولة كأس أمم أوروبا 2024 التي تستضيفها ألمانيا مع منتخب فرنسا، وسيسعى للفوز بهذا اللقب برفقة منتخب الديوك، والذي يفتقده، حيث سبق له الفوز بكأس العالم ودوري الأمم الأوروبية.

وتُقام بطولة يورو 2024 من 14 حزيران (يونيو) إلى 14 تموز (يوليو)، وتنتظر الجماهير بشدة معرفة هل سيوقّع اللاعب قبل هذا الموعد، نظراً لأنّه حتى 30 حزيران (يونيو) سيظل رسمياً لاعباً في باريس سان جيرمان.

وبالتالي، سيتمّ تحديد إجازة مبابي بموعد انتهاء موسم باريس سان جيرمان، لا سيما أنّ آخر مباراة في الدوري الفرنسي ستُقام في 18 إيار (مايو) الجاري، وأيضاً في مدى تقدّم منتخب فرنسا في كأس أمم أوروبا.

وهناك عنصر آخر الذي أحدث أزمة مؤخّراً، وهو إمكانية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، التي ستقام في الفترة من 26 تموز (يوليو) إلى 12 آب (أغسطس)، وقد أوضح مبابي بالفعل في أكثر من مناسبة أنّ رغبته هي حضور الحدث الأولمبي، بسبب الجاذبية التي لا يمكن إنكارها للمشاركة في حدث مثل هذا؛ وأيضاً لأنّها تُقام في بلاده.

صاحب العمل هو من يقرّر
في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قال مبابي: "أريد أن ألعب في دورة الألعاب الأولمبية، ولكن ليس أنا من يقرّر، أحب أن ألعبها بطبيعة الحال، إذا لم يرغب المدرب في الاتصال بي، فسأقبل قراره"، مضيفاً أنّه سيكون أيضاً قراراً سيتخذه ناديه، الذي كان آنذاك باريس سان جيرمان". وتابع: "إنّ صاحب العمل هو من يقرّر، سيكون من دواعي سروري اللعب فيها، ولكن إذا لم يرغب صاحب العمل في ذلك، فسوف أدعم قراره، لا أعتقد أنّ الأمر سيستغرق الكثير من الوقت للتفكير في الأمر، إذا كان نعم، فهو نعم، وإذا كان لا، فلا، أريد أن ألعب وأعتقد أنّ الناس يريدون ذلك أيضاً".

وفي كانون الثاني (يناير)، كرّر ذلك مرّة أخرى: "أنا في مرحلة من حياتي ومسيرتي لم أعد أرغب فيها في فرض الأمور، لكن إذا سمحوا لي بذلك، سأكون سعيداً بتمثيل بلدي في دورة الألعاب الأولمبية في باريس". وأشار: "بالنسبة لأي رياضي، تحظى الألعاب الأولمبية بمكانة خاصة، وقد أردت بالفعل الذهاب إلى طوكيو، لأنني أريد الفوز بكل شيء وكتابة اسمي في تاريخ المنتخب الفرنسي في فرصة مثل حدث أولمبي؛ لكن إذا لم يحدث ذلك، فسوف أتفهم الأمر".

ضغوط فرنسية من ماكرون
وفي فرنسا، هناك ضغوط من جهات مختلفة، على رأسها من رئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، الذي علّق من جديد حول إشراك مبابي في الحدث الأولمبي: "آمل حقاً أنّ جميع الأندية الأوروبية تعطي الحرّية للاعبيهم، أنا سعيد لأنّ جميع الأندية الفرنسية تفعل ذلك، وأتمنى أن تحذو الأندية الأخرى حذوها، وهذا هو ما تتكون منه الروح الأولمبية".

ويضيف: "التقيت بوالد مبابي الأسبوع الماضي وطرحت عليه السؤال"، قال لي: "إنّه يريد أن يلعب معهم، أتمنى أن أراه في الألعاب الأولمبية، على أية حال، لقد مارست أقصى قدر من الضغط على ناديه المستقبلي المفترض". واعترف ماكرون، ربما في إشارة إلى ريال مدريد الذي أبلغ الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، عبر رسالة قبل شهر، أنّه لن يوافق على مشاركة لاعبيه في البطولة الأولمبية، لأنّها غير مدرجة في أجندة "الفيفا".

لكن في الواقع، هو أنّ دورة الألعاب الأولمبية ستكسر كل استعدادات مبابي مع ريال مدريد، بالإضافة إلى أنّها ستثقل كاهله بشكل كبير في الصيف، وتتركه دون راحة، وهو الأمر الذي فعله بيدري لاعب برشلونة بالفعل في صيف 2021، والذي جعله يعاني إصابات عدة حتى الآن.

ريال مدريد يتجّه للرفض
لأنّ دورة الألعاب الأولمبية ليست مدرجة في تقويم "الفيفا" الدولي، وبالتالي فإنّ الأندية ليست ملزمة بالسماح للاعبيها بالمشاركة فيها، فقد قرّر ريال مدريد السبق في هذا الأمر، وأرسل بالفعل خطاباً إلى الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، والذي نصّ على أنّه لن يتخلّى عن اللاعبين الفرنسيين في دورة الألعاب الأولمبية، وهو تحذير في حالة تفكيرهم في كامافينغا أو تشواميني أو ميندي، وكذلك في مبابي. واعترف مدرب منتخب فرنسا ديديه ديشامب نفسه بهذا الأمر في مؤتمر صحافي: "إنّه قرار يعود إلى النادي، إذا كان لا، فهو لا".

فرنسا تحلم بحمل مبابي للعلم الفرنسي
وفي الوقت نفسه، أوضح المهاجم بالفعل رغبته في التواجد هناك، ويحظى أيضاً بدعم رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فيليب ديالو، الذي قال في تشرين الأول (أكتوبر) 2023: "إنّه واجبنا، في الاتحاد الفرنسي، افعل كل ما هو ممكن للحصول على أفضل اللاعبين الممكنين".

وأشارت بعض الأصوات في فرنسا، إلى أنّ مبابي يمكن أن يكون حامل العلم الفرنسي في حفل الافتتاح، رغم أنّ هناك آراء مخالفة أيضاً، حيث يميل آخرون للاعب الجودو تيدي رينر، الحائز على 5 ميداليات أولمبية، منها 3 ذهبيات، والذي حمل علم فرنسا في ريو دي جانيرو 2016.

وفي ظلّ الأزمة الدائرة بين فرنسا وريال مدريد، يحيط الغموض بمشاركة مبابي في دورة الألعاب الأولمبية، لكن سيتضح في الأيام المقبلة ذلك، لا سيما بعدما ودّع فريقه دوري أبطال أوروبا، وأصبح اللاعب قريبًا من حسم مستقبله مع ناديه الجديد ريال مدريد.

اقرأ في النهار Premium