هاني سكر
يسير بايرن ميونيخ بطريق مفتوح نحو التعاقد مع هانزي فليك ليكون المدرب القادم للفريق اعتباراً من الموسم المقبل مع انتهاء رحلة توماس توخيل الذي خرج بموسم صفري من حيث النتائج والألقاب ليتحول ما سُمي بحلم الثلاثية حين التعاقد معه إلى كابوس ثلاثي مع تراجع أداء ونتائج الفريق ونزول مستوى الكثير من اللاعبين.
بايرن يمر بفترة انتقالية تبدو ملامحها صعبة للغاية، فالتغيير الإداري الواسع الذي شمل المديرين التنفيذي والرياضي واستقدام إيبيرل ليتولى مسؤولية القطاع الرياضي ضمن المجلس التنفيذي لم يُحدث تغييراً سريعاً وبات من الواضح أن النادي يواجه الكثير من التراكمات القديمة التي يحتاج للتعامل معها.
أولى هذه التراكمات ترتبط بأن النادي غير قادر على القيام بردة فعل على مستوى التعاقدات وضم لاعبين جدد لأن هذا يحتاج للتخلص من أصحاب الرواتب العالية وهو أمر غير ممكن فعملية بيع لاعبين مثل غنابري وكومان وساني، الذين يتقاضى كل منهم حوالي 20 مليون يورو سنوياً، لا تبدو ممكنة فمن الصعب إيجاد نادٍ مهتم بدفع رواتب كهذه للاعبين بالتالي هناك صعوبة ببيعهم.
لذا ومن هذا المنطلق يحتاج النادي لمدرب قادر على استخراج أقصى ما يمكن استخراجه من مجموعة اللاعبين الحالية وتدعيم الفريق بلاعبين شبان، والحديث عن مدرب مناسب للاعبين يرتبط بالضرورة بجلب مدرب يعرفهم ويعرف أجواء النادي جيداً.
بالبداية كان اسم هانزي فليك مستبعداً بسبب عدم رضا أولي هونيس، الرئيس الفخري والفعلي للنادي، على التعاقد معه حيث يعتبر الرئيس السابق أن طريقة خروج فليك من النادي عام 2021 لم تكُن مناسبة، لكن بعد جلسة جمعت الاثنين مؤخراً يبدو أن الجمود قد كُسر بينهما.
لكن الاسم الآخر الذي يعرف الظروف الداخلية جيداً، يوليان ناغيلسمان، اختار التجديد مع منتخب ألمانيا لسنتين وباقي الأسماء المرشحة لم تسير معها الأمور بشكل جيد وبدا أن المدربين يريدون تفادي الوضعية الداخلية لبايرن والفوضى التي تنتقل من الداخل للخارج كما فعل رانجنيك الذي فضل الاستمرار بالنمسا وشميدت الذي فضل الاستمرار ببنفيكا وقبلهما ألونسو الذي سيستمر مع ليفركوزن.
الميزة الأساسية لفليك ستكون عمله سابقاً مع معظم هؤلاء اللاعبين وتحقيقه الألقاب معهم فمستوى غنابري لم يعُد كما كان في 2020، ووصل غوريتسكا إلى مستوى دفع فليك ذاته لاستبعاده من منتخب ألمانيا أما ألفونسو ديفيز فتحول من الظهير النفاثة إلى لاعب بديل، بالتالي يمثل الاستثمار في فليك صفقة ترغب منها الإدارة بإعادة ترميم الفريق داخلياً بظل عدم القدرة على بناء فريق بشكل كامل.
لكن بالمقابل لا يمكن نسيان أن مع مجموعة من هؤلاء اللاعبين خرج فليك من الدور الأول لكأس العالم، وأقيل لاحقاً بسبب سوء النتائج مع منتخب ألمانيا وبدا من الواضح فقدانه السيطرة على المجموعة ولو أن الوضعية داخل مانشافت بالتأكيد تختلف عن بايرن.
في الواقع هناك أشياء سيحتاج فليك لتحسينها مقارنة عن الماضي، فأسلوبه الهجومي كان ممتع جداً لكنه بالمقابل خلق ضغطاً كبيراً على الفريق، ولنتذكر أن بايرن معه كان يتأخر بكثير من المباريات منها 6 لقاءات متتالية بفترة نهاية عام 2020 بسبب المساحات الكثيرة التي يتركها بالخلف مما كان يجبر الفريق على الاستنزاف بدنياً بكل مرة للعودة بنتيجة اللقاء.
سيخلق فليك فريقاً ممتعاً جداً لكن السؤال الأول لديه سيكون من سيلعب بالدفاع؟ يبدو أن ستانيسيتش سيحجز مكاناً جيداً بعد انتهاء إعارته بليفركوزن بالوقت الذي يفاوض فيه النادي تيو هيرنانديز لأخذ مكان ألفونسو ديفيز لكن الأزمة هي بقلب الدفاع، فأفضل مدافعي الفريق هو ماتياس دي ليخت الذي كان توخيل لا يفضل إشراكه لضعف قدرته على البناء من الخلف بالوقت الذي لا يقدم فيه كيم وأوباميكانو أداء دفاعياً جيداً رغم تفوقهما على الهولندي بناحية البناء من الخلف وهنا ستكون المعضلة الأساسية للمدرب الذي يريد دائماً أن يكون فريقه وحدة كاملة بالبناء والهجوم.
على الورق اسم فليك هو الخيار الأفضل بين المتاحين لبايرن حالياً لكن مغامرة العودة لمكان حققت فيه كل شيء سيجعل سقف التوقعات مرتفع جداً منك وهو ما سيكون على المدرب التعامل معه بحال إتمام العودة للبافاري.