مابيل حبيب
تخطو البطولات الأوروبية خطواتها الأخيرة في مختلف المسابقات، حيث اقترب الموسم من نهايته وستتجّه الأنظار إلى سوق الانتقالات الصيفي وتحرّكات الأندية في التعاقدات وتعزيز الصفوف للموسم الجديد.
وبما أنّ كأس الأمم الأوروبية 2024 المُقامة في ألمانيا ستنطلق بعد شهر من الآن، ستتريّث بعض الأندية لإجراء التعاقدات، أوّلاً لتجنّب حسم أي صفقة مبكرة للاعب قد يتعرّض للإصابة، وثانياً لانتظار تألق بعض اللاعبين وخطف خدماتهم بناءً على مستواهم مع منتخبات بلادهم.
دائماً ما يشهد سوق الانتقالات الصيفي "معارك" مُثيرة بين الأندية، خصوصاً على نجوم الصف الأول. لكن ما يجعل السوق أكثر تشويقاً، هو تحديد أسعار اللاعبين والمفاوضات التي تحصل بين الأندية على القيمة النهائية للصفقة، والانسحابات من المفاوضات في اللحظات الأخيرة لعدم الاتفاق على بعض الشروط.
هذا الصيف، ستكون الأنظار متّجهة إلى كل الأندية الكبرى، لأنّ غالبيتها تسعى لتعزيز صفوفها، مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وليفربول وأرسنال وتشيلسي ومانشستر يونايتد وجوفنتوس وباريس سان جيرمان وغيرها...
واللافت بين الأندية هذه، اسم تشيلسي الذي أنفق الصيف الماضي حوالى نصف مليار يورو على لاعبين لا يستحقون تمثيل أندية منافسة على الألقاب، ولا اللعب في التشكيلة الأساسية لنادٍ بحجم الـ"بلوز".
السياسة التي اعتمدتها إدارة تشيلسي كانت الأسوأ على الإطلاق. فكيف لنادٍ أن يدفع باللاعب مويزيس كايسيدو مبلغاً قدره 116 مليون يورو؟ أو بروميو لافيا 62 مليون يورو؟ حتى خياراته الأخرى لم تكن صائبة إطلاقاً مع أكسيل ديزاسي والحارس روبرت سانشيز وغيرهم...
صحيح أنّ تشيلسي تلقّى صفعة قوية بإصابة المتألق في نادي لايبزيغ الألماني سابقاً كريستوفر نكونكو (60 مليون يورو) معظم الموسم، لكنّ ذلك لا يبرّر الصفقات "الفاشلة" التي لجأ إليها لتعزيز صفوفه للموسم الجديد مع المدرّب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو.
اللاعب الوحيد الذي استحق "كل يورو" دُفع من أجله هو الشاب الموهوب كول بالمر الذي انضمّ إلى صفوف الـ"بلوز" قادماً من مانشستر سيتي بصفقة بلغت 47 مليون يورو، حيث تُقدّر قيمته السوقية الآن حسب موقع "ترانسفرماركت" بـ55 مليون يورو، لكنّ قيمته الفعلية على أرض الملعب لا تُقدّر بأي ثمن.
باريس سان جيرمان لا يختلف كثيراً عن تشيلسي، إذ لجأ إلى هذه السياسة أيضاً في عملية الإنفاق، من دون أن يتمكن من تحقيق "حلم" الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. لكنّ النادي الباريسي أنفق الأموال على نجوم وركائز أساسية، مثل كيليان مبابي ونيمار وليونيل ميسي، إلّا أنّ هذه "الخلطة" لم تنجح على أرض الواقع، ما يعني أنّ خياراته لم تكن في مكانها.
أكثر الأندية ذكاءً في التعامل مع التعاقدات، هو بايرن ميونيخ بالدرجة الأولى، الذي يختار صفقات "غير مكلفة"، وغالباً ما يُنفق الأموال على لاعب يستحق، كما فعل عندما دفع 95 مليون يورو بالهداف هاري كاين، بالإضافة إلى ريال مدريد الذي كثيراً ما يعتمد على أكاديمية النادي، ويستقدم أيضاً أسماء من الخارج تأتي بثمارها على أرض الملعب.
الآن، ورغم أنّ القيمة السوقية لقائمة نادي تشيلسي تُقدّر بحوالى المليار يورو، إلّا أنّ النادي اللندني سيحاول إجراء بعض التغييرات من أجل تحسين الأوضاع في الفريق الذي يحتل حالياً المركز السابع في الدوري الإنكليزي الممتاز، ولم يُحقق أي لقب هذا الموسم، ويعاني على كل الجهات.
يجب أن يكون تشيلسي قد تعلّم الدرس بعد "الانتحار" الذي أقدم عليه الصيف الماضي، والفشل الذي رافقه طيلة الموسم الحالي، ويجب على الأندية الأخرى أن تتعلّم من هذا الدرس أيضاً، فالإنفاق بشكل غير مدروس ليس الحل ولن يكون إطلاقاً.