النهار

ألمانيا تشدّد إجراءاتها الأمنية قبل يورو 2024
المصدر: أ ف ب
قبل شهر على استضافتها كأس أوروبا التي ستكون الحدث الكروي الدولي الكبير الأوّل على أراضيها منذ مونديال 2006، تنشغل ألمانيا بالإجراءات الأمنية المشدّدة ضمن مسعاها للحفاظ على سلامة وأمن المشجعين واللاعبين، في مهمّة ضخمة تزداد صعوبتها في ظل التوتر الناجم عن الحرب الروسية على أوكرانيا والنزاع المتجدّد بين إسرائيل والفلسطينيين.
ألمانيا تشدّد إجراءاتها الأمنية قبل يورو 2024
ألمانيا تتأهب للخروج بنسخة استثنائية في يورو 2024. (أ ف ب)
A+   A-
قبل شهر على استضافتها كأس أوروبا التي ستكون الحدث الكروي الدولي الكبير الأوّل على أراضيها منذ مونديال 2006، تنشغل ألمانيا بالإجراءات الأمنية المشدّدة ضمن مسعاها للحفاظ على سلامة وأمن المشجعين واللاعبين، في مهمّة ضخمة تزداد صعوبتها في ظل التوتر الناجم عن الحرب الروسية على أوكرانيا والنزاع المتجدّد بين إسرائيل والفلسطينيين.

فمن مثيري الشغب المعروفين بالـ"هوليغنز"، إلى الهجمات الإرهابية المحتملة وحتى الهجمات الإلكترونية، يتطلّع منظّمو البطولة القارية إلى احتواء التهديدات وإقصائها.

ستكلّف قوّات الأمن بحماية حوالى 2.7 مليون مشجّع و24 معسكراً للمنتخبات منتشرة في كل أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تأمين الملاعب العشرة التي تحتضن 51 مباراة بين 14 حزيران (يونيو) و14 تموز (يوليو).

ومن المتوقع أيضاً أن تستقطب المناطق المخصّصة للمشجعين حوالى 12 مليون زائر خلال الحدث القاري.

وقال مدير البطولة فيليب لام لوكالة فرانس برس: "منذ البداية، كان الأمن على رأس أولوياتنا".

وفي خطوة غير مسبوقة، دعت ألمانيا نحو 300 خبير أمني من كل الدول التي تخوض النهائيات القارية، للمشاركة في مشروع مراقبة في المركز الدولي للتعاون البوليسي في مدينة نويس غرب البلاد.

وإلى جانب مسؤولين من ألمانيا، سيتناوب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) ووكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول)، على مراقبة الوضع على الأرض، انطلاقاً من مقرّ مركزي في غرفة اجتماعات ضخمة تبلغ مساحتها 500 متر مربع مجهّزة بـ129 جهاز كمبيوتر وشاشة عملاقة يبلغ حجمها 40 متراً مربعاً، وفق ما شاهدت وكالة فرانس برس خلال زيارتها للمنشأة.

لا إجازة للشرطة
وصرّح مدير المركز الدولي للتعاون البوليسي أوليفر شترودهوف لفرانس برس أنّ "كل دولة تعرف مثيري الشغب لديها أفضل من أي دولة أخرى، وسيكون الخبراء الأجانب الموجودون في نويس قادرين على التعرّف عليهم بسرعة أكبر".

وتابع: "حجم الوفود (ممثلو كل دولة في المركز الدولي للتعاون البوليسي) سيعتمد على عدد المشجعين ومدى خطورتهم. على سبيل المثال، سيكون لإنكلترا ممثلون أكثر بكثير من سويسرا"، نظراً لتاريخ مشجعيها في إثارة الشغب.

وخلال المباريات، سيكون الجميع في حال جاهزية واستنفار تام لدرجة أنّ عناصر الشرطة محرومون من الإجازات خلال النهائيات القارية.

وستفرض ألمانيا أيضاً ضوابط أمنية على كل حدودها التسع.

وأشار متحدّث باسم وزارة الداخلية الألمانية إلى أنه "في القطارات وفي المحطات، ستعزّز الشرطة الفيدرالية وجودها بشكل واضح"، على أن ينطبق الأمر ذاته على المطارات.

وسيؤمّن الدرك الفرنسي الدعم للشرطة الألمانية من خلال دوريات مشتركة لمراقبة القطارات على السكك الحديد التي تربط فرنسا بألمانيا ذهاباً وإياباً، وتلك المؤدية إلى الملاعب التي يخوض فيها المنتخب الفرنسي مبارياته.

وأعلنت الحكومة البريطانية أنّ أكثر من 1600 مشجع إنكليزي وويلزي الذين مُنعوا من دخول الملاعب بسبب سجلهم العنفي، لن يكونوا قادرين على السفر إلى ألمانيا خلال البطولة.

طوق أمني ثلاثي
بالإضافة إلى الإجراءات الاعتيادية، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إنّ المنتخب الأوكراني سيخضع لإجراءات أمنية معززة في ظل الحرب الدائرة على أراضيه بسبب الغزو الروسي للبلاد.

وسيتم نشر ما بين 800 إلى 1300 شرطي حول الملاعب في كل مباراة، اعتماداً على طرفيها.

وفي محاولة لمنع أي شخص من دخول الملعب بأسلحة أو متفجّرات، سيتم إنشاء طوق أمني ثلاثي حول كل ملعب، وستُفحص السيارات عند الحاجز الأوّل، بينما تفتّش حقائب المشجعين عند الثاني، قبل مسح تذاكرهم عند الثالث.

وتشكّل مناطق المشجعين أيضاً تحدياً أمنياً، لا سيما أكبرها عند بوابة براندنبورغ في برلين والتي من المقرّر أن تستقبل عشرات الآلاف من الزوار في كل مباراة.

ولفت يوهانس سال، الخبير الأمني في جامعة لوسيرن، إلى أنّ هذه "الأهداف السهلة" أكثر عرضة للخطر لأنه "من الأسهل على المرتكبين التسلّل إليها وتنفيذ مخططاتهم".

وسيقوم الجيش الألماني أيضاً بمراقبة الأجواء انطلاقاً من المركز الوطني للأمن الجوي الذي يقع على بعد قرابة 70 كيلومتراً من المركز الدولي للتعاون البوليسي.

سيُراقب استخدام الطائرات المسيّرة (درون) عن كثب، مع تحديد مناطق محظورة على هذه الطائرات.

ونوّه سال إلى أنّ "الأحداث الرياضية الكبرى هي دائماً أهداف محتملة للهجمات الإرهابية"، واصفاً الوضع الأمني بأنه "متوتر جداً" في سياق الحرب في غزة والتهديد الدائم للتطرّف الإسلامي.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium