النهار

"الظّاهرة" لامين يامال... كيف دخل التّاريخ بسنّ 16 عاماً؟
المصدر: النهار العربي
لا يتوقف النجم الإسباني الشاب ذو الأصول المغربية، لامين يامال، عن تحطيم الأرقام القياسية برفقة ناديه برشلونة، حيث يتمتع جناح الفريق الكاتالوني الصغير بشخصية رائعة جعلته يفرض نفسه بقوة على التشكيلة الأساسية للمدرب تشافي هيرنانديز.
"الظّاهرة" لامين يامال... كيف دخل التّاريخ بسنّ 16 عاماً؟
لامين يامال. (أ ف ب)
A+   A-
سيد محمد

لا يتوقف النجم الإسباني الشاب ذو الأصول المغربية، لامين يامال، عن تحطيم الأرقام القياسية برفقة ناديه برشلونة، حيث يتمتع جناح الفريق الكاتالوني الصغير بشخصية رائعة جعلته يفرض نفسه بقوة على التشكيلة الأساسية للمدرب تشافي هيرنانديز.

في المباراة الأخيرة أمام ريال سوسيداد، سجل هدفاً جديداً افتتح به أهداف المباراة ليقود الفريق لانتصار هام بثنائية نظيفة، ويحقق من خلاله المركز الثاني في الليغا على حساب جيرونا، وحتى الآن لا يزال يامال يبلغ من العمر 16 عاماً، وسيبلغ 17 عاماً في الصيف، في العام الذي يستعد فيه أي ناشئ للتعلم، بات لامين يامال مرجعاً، وسوف يستمر في الازدهار من خلال مواصلة تحطيم الأرقام القياسية.

عدد مذهل من المباريات
لم يكتفِ لامين بأن يكون أصغر لاعب يسجل في الدوري الإسباني، أو أصغر من يلعب في مباراة بالدوري مع برشلونة، أو يلعب في "الكلاسيكو" أو أصغر هداف للمنتخب الإسباني، لكن بات من أكثر لاعبي البارسا خوضاً للمباريات هذا الموسم.

وباستثناء الإصابة أو القرار الفني، سينهي يامال هذا الموسم بالمشاركة في 50 مباراة في كل المسابقات، وهو رقم مذهل للغاية في مثل عمره، فحتى الآن لديه 47، فقط إيلكاي غوندوغان كان حاضراً في عدد أكبر من المباريات (49). وإذا منحه تشافي دقائق في المباريات الثلاث المتبقية في الدوري لمصلحة الكتيبة الكاتالونية، فيستعد يامال لاستقبال عيد ميلاده السابع عشر بعدما شارك في 51 مباراة كلاعب لبرشلونة، لا سيما أنه شارك في مباراة بالموسم الماضي بخلاف الخمسين خلال الموسم الحالي.

أن يخوص أي لاعب 50 مباراة في الموسم هذا شيء يبدو طبيعياً، ولكن في سن 16 عاماً، فهذا ما يجعل يامال يدخل تاريخ نادٍ له تأثير عالمي مثل نادي برشلونة. فهناك 5 فقط من اللاعبين خاضوا مباريات دولية كلاعبين لبرشلونة في تاريخ النادي قبل بلوغهم سن 17 عاماً.

ويعد وصيف يامال في هذه القائمة هو أنسو فاتي، الذي كان يبلغ من العمر 16 عاماً وكان قد تمكن بالفعل من الحضور في 7 مباريات. هناك أيضاً فيسنتي مارتينيز في أربعينيات القرن الماضي، الذي لعب 6 مباريات، وباولينو ألكانتارا الذي لعب منذ أكثر من قرن مباراتين؛ بينما أكمل مارتينيز ساغي، في عشرينيات القرن الماضي، 90 دقيقة في الكأس، التي كانت تعرف آنذاك أيضاً باسم البطولة الإسبانية. وتمكن باو كوبارسي لاعب برشلونة الحالي وزميل يامال، من خوض مباراتين قبل أن يطفئ الشموع الـ17، والتي سيطفئها صديقه لامين في 13 تموز (يوليو).

أرقام لا تتوقف
وإذا نظرنا إلى ما هو أبعد من "عالم برشلونة" وبحثنا عن لاعبين بعمر لامين يامال في مسابقة الدوري الإسباني، فمن السهل إثبات تأثير الجناح، لامين هو اللاعب الذي لعب أكبر عدد من مباريات الدوري بعمر 16 عاماً أو أقل بعدما خاض 35 مباراة.

يليه في التصنيف بيدرو إيراستورزا بـ14 مباراة، ويكمل إيكر مونياين القائمة بـ8 مباريات. لكن في زمن الأخيرين في الثلاثينيات، أقيمت 18 مباراة فقط في الدوري، أما منذ التسعينيات فصاعداً، وبعد تطبيق النظام الجديد بـ20 نادياً، فلم يقترب أي شخص من رقم مهاجم برشلونة، فوصيفا يامال هما مونياين وأنسو فاتي المذكوران، بينما شارك آخرون مثل شيسكو نادال وخوانمي في خمسة، ودييغو كابيل شارك في ثلاثة، وألفارو فاديلو، وفابريس أولينغا وياغو بوزون في اثنين.

كما ظهرت موهبة أسطورية مثل خوسيه أنطونيو رييس للمرّة الأولى في الدوري الإسباني بعمر 16 عاماً و151 يوماً، ولعب 4 دقائق فقط، وفي عمر 17 لعب 64 دقيقة أخرى، ثم استقر على المشاركة المستمرّة عندما بلغ سن الرشد، وهو مثال يوصف حجم الرقم القياسي الذي حققه لامين يامال.

ظاهرة وهداف من الطراز الفريد
من حيث الأهداف، إذا نظرنا إلى منافسيه في سن 16 عاماً أو أقل، فإنّ أقصى ما حققوه هو تسجيل هدفين، وهذا ما فعله أنسو فاتي، أما لامين يامال فهو أول لاعب في الدوري الإسباني يسجل 5 أهداف قبل أن يبلغ 17 عاماً، فقد سجل أولينغا وشيسكو هدفاً واحداً على الترتيب في القرن الحادي والعشرين، ولم يتمكن أي شخص من تلك المجموعة من الشباب في الوصول إلى رقم يامال.

إذا كان هناك لامين يامال واحداً فقط في إسبانيا، فليس هناك الكثير من لامين يامال في العالم اليوم، ليس فقط بسبب الجودة أو الإمكانيات، ولكن هناك عدداً قليلاً جداً من لاعبي كرة القدم الذين يخوضون الكثير من الدقائق ويكون لهم تأثير كبير كونهم صغاراً جداً.

وإذا نظرنا إلى الدوريات الأخرى التي تمتلئ بالمواهب أيضاً، نجد العديد من اللاعبين في سن 16 عاماً، لكن لم يتجاوز أحدهم 1000 دقيقة مشاركة في المباريات، أما يامال فقد لعب 2714 دقيقة حتى الآن، ليكون هذا رقماً تاريخياً، وهو ما يجعل لامين يامال ظاهرة غير مسبوقة.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium