مابيل حبيب
أعلن المدرّب يوليان ناغلسمان قائمة المنتخب الألماني المُشارك في كأس الأمم الأوروبية 2024، والمُقامة على أراضيه، بين 14 حزيران (يونيو) و14 تموز (يوليو). لكنّ هذه اللائحة فاجأت الجميع، حتى بعض اللاعبين، بعدما استبعد أسماء مهمّة في "المانشافت"، وأخرى متألّقة هذا الموسم مع أنديتها في الدوريات المحلية والأوروبية.
عمل ناغلسمان منذ وصوله إلى المنتخب الألماني في أيلول (سبتمبر) 2023 على استدعاء أسماء جديدة لم يسبق لها المشاركة دولياً، مثل ماكسيميليان ميتلشتادت وروبرت أندريخ وكريس فوريش وباسكال غروس وألكسندر بافلوفيتش ودينيس أونداف وماكسيميليان باير.
كل هذه العناصر تستحق فرصة التواجد مع "الماكينات" في يورو 2024، خصوصاً أندريخ الذي قدّم موسماً رائعاً مع باير ليفركوزن بطل الدوري الألماني، وبافلوفيتش الذي حجز مكاناً أساسياً في مناسبات عدة مع بايرن ميونيخ.
إلّا أنّ المفاجأة الكبرى جاءت باستبعاد ركائز أساسية في ألمانيا مثل ماتس هوملز وليون غوريتسكا ويوليان براندت وكريم أدييمي.
صحيح أنّ هوملز أصبح لاعباً متقدّماً في السنّ (35 عاماً)، وصحيح أيضاً أنّ مستواه تراجع في فترات كثيرة سابقاً، لكنه ظهر بصورة مختلفة هذا الموسم مع فريقه بوروسيا دورتموند. هوملز لم يكن مدافعاً عادياً في الفريق، بل كان "صخرة" لا مثيل لها، حيث قاد بأدائه المُبهر النادي الأصفر إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. وأكثر من ذلك، خرج فائزاً برجل المباراة من مباراتي نصف النهائي أمام باريس سان جيرمان الفرنسي.
هوملز اليوم من أفضل المدافعين في العالم، بغض النظر عن عمره. وإذا أردنا أن نتكلم عن العمر، فـ"جوهرة" خط وسط ريال مدريد طوني كروس خير دليل على أنّ العمر مجرّد رقم أحياناً، وها قد عاد من اعتزاله لمساعدة بلاده على الذهاب بعيداً في كأس أوروبا.
هنا، من الممكن أن نقول إنّ ناغلسمان أخطأ في قراره، فهوملز ليس أقل مستوى من زميله في دورتموند مثلاً نيكو شلوتيربيك أو حتى مدافع ليفركوزن جوناثان تاه المتألق مع فريقه، لكنه لم يقدّم أي مستوى لافت بعد مع منتخب ألمانيا.
بدوره، كان الجناح يوليان براندت من المساهمين أيضاً في بلوغ دورتموند نهائي دوري الأبطال، وهو يستحق التواجد في قائمة المنتخب حتى لو أنّ لا مكان له في التشكيلة الأساسية في الفريق.
أما ليون غوريتسكا، فرغم تراجع مستواه عمّا كان يقدّمه سابقاً، إلّا أنه يستحق الاستدعاء إلى منتخب بلاده. أوّلاً، كونه يتمتع بقوّة بدنية رهيبة قادرة على مساعدة الفريق بعد دخوله بديلاً في الشوط الثاني، وثانياً، لأنه لاعب خبرة مع العملاق البافاري والمنتخب، ويمتلك كل المقوّمات لقيادة خط وسط "دي مانشافت" عند الحاجة.
في المقابل، يُعتبر الجناح الشاب كريم أدييمي من العناصر المتألقة أيضاً هذا الموسم مع دورتموند، ويملك سرعة رهيبة على الأطراف، تساعد الخط الهجومي في المرتدات، بالإضافة إلى المهارة العالية مع الكرة، لكنّ أمامه المتسع من الوقت للمشاركة لاحقاً كونه يبلغ 22 عاماً.
ناغلسمان كان "جريئاً" بالتخلّي عن خدمات هوملز وغوريتسكا بالدرجة الأولى، وبراندت وأدييمي بالدرجة الثانية، لكنّ هذه الجرأة قد يندم عليها وتنعكس سلباً عليه في حال لم يخرج المنتخب الألماني بالنتائج المرجوّة، لأنّ الأنظار لن تتجّه فقط إلى ألمانيا المستضيفة من الناحية التنظيمية، بل إلى المستوى الذي ستُقدّمه بطلة أوروبا 3 مرات، والأدوار التي ستبلغها، بعدما ظهرت بصورة مخيّبة في البطولات الكبرى بعد كأس العالم 2014.