النهار

هولندا... هدأت الرّياح فتوقّفت الطّواحين عن الدّوران
المصدر: النهار العربي
مع الإعلان عن استضافة ألمانيا بطولة يورو 2024، لمعت بعض العيون في هولندا، فالطواحين الهوائية التي تراجع ضجيجها منذ فترة قد تعود إلى أرض المجد من أجل التتويج باللقب.
هولندا... هدأت الرّياح فتوقّفت الطّواحين عن الدّوران
منتخب هولندا 1988.(إكس)
A+   A-

محمد يوسف

مع الإعلان عن استضافة ألمانيا بطولة يورو 2024، لمعت بعض العيون في هولندا، فالطواحين الهوائية التي تراجع ضجيجها منذ فترة قد تعود إلى أرض المجد من أجل التتويج باللقب.

فازت هولندا بلقب بطولة أمم أوروبا مرة وحيدة في تاريخها 1988 حين استضافت ألمانيا الغربية الحدث، ومع حلول عام 2024 ستعود إلى الأرض التي شهدت اعتلاءها منصة التتويج، للبحث عن المجد الغائب.

كانت هولندا تنير طريق كرة القدم في العالم بعد تقديمها مفهوم الكرة الشاملة عن طريق نجمها الخالد في ذاكرة اللعبة يوهان كرويف، أما نسخة 1988 فكانت مثيرة للاهتمام لأنها منحت الطواحين الهوائية اللقب القاري الوحيد لمنتخبها الأول، لكن بعدها توقفت عن الدوران وهدأت رياح التطوير.

هبوط وانفجار
للوهلة الأولى منحت هولندا صورة ضبابية في نسخة 1988 بعدما خسرت أول مباريات البطولة بدور المجموعات أمام الاتحاد السوفياتي بهدف نظيف، وكان طبيعياً أن يكون الفريق على مشارف الخروج من البطولة لأن الطواحين ستواجه إنكلترا وأيرلندا وقد يبدو موقفه صعباً.

لكن المدرب رينوس ميتشيلز اضطر لغلق صفحة ما حدث أمام الاتحاد السوفياتي كي يظهر الوجه الآخر لمنتخب هولندا، فواجهت إنكلترا وتغلبت عليها بثلاثة أهداف لهدف، حمل توقيع أهداف الأراضي المنخفضة نجم وحيد فقط ظل اسمه يتردد في أوروبا لفترة طويلة هو ماركو فان باستن.

ساهم هاتريك فان باستن في شباك الإنكليز بإعادة الأمل لهولندا، التي استطاعت نزع الفكرة السيئة التي ظهرت عليها أمام الاتحاد السوفياتي، وكانت مواجهة أيرلندا بمثابة طريق العبور للتأهل إلى نصف النهائي، ونجحت في الفوز عليها بهدف نظيف حمل توقيع ويليم كيفت.

مع التأهل إلى نصف النهائي كان الصدام مرعباً مع ألمانيا الغربية مستضيفة الحدث، لكن هولندا قررت المضي قدماً في مغامرتها، فبعدما تأخرت بهدف عن طريق النجم لوثر ماتيوس بعد انطلاق الشوط الثاني بعشر دقائق تقريباً، قررت التعامل مع الموقف الشديد الدقة بطريقتها الخاصة.

نجح المدافع رونالد كومان في تسجيل هدف التعادل قبل نهاية الوقت الأصلي بربع ساعة، ومع اقتراب المباراة من نهايتها قرر الأسطورة ماركو فان باستن تغيير المشهد وتسجيل هدف الفوز لتذهب هولندا إلى المباراة النهائية.

وفي النهائي كان الشبح ينتظر هولندا حيث تأهل الاتحاد السوفياتي إلى الختام، ولا تزال هزيمة المباراة الأولى عالقة في الأذهان، وبات على رينوس ميتشيلز أن يصحح المسار سريعاً ويبحث عن نقاط ضعف المنافس.

أدركت هولندا أن الهجوم الضاري هو المفتاح الذهبي للوصول إلى الكأس الأوروبية، لم يمر 55 دقيقة حتى كانت متقدمة بهدفين عن طريق رود خوليت وفان باستن، بعدها حافظوا على نظافة شباكهم حتى أطلق الحكم صافرته وتربعت الطواحين على عرش البطولة.

تركت البطولة أثراً في نفوس عشاق هولندا حيث اقتنص فان باستن بسهولة لقب الهداف، وبعدها بدأت الأحلام تنهال على الفريق الذي يمكنه السيطرة على القارة العجوز لسنوات، ولكن تبقى مجرد خيالات لأن البلاد لم تفز قط باللقب مرة أخرى.

أوراق في التاريخ
بدأت هولندا طريقها في كأس أوروبا عام 1976 ونالت المركز الثالث بعدما تغلبت على يوغسلافيا بثلاثة أهداف لهدفين، أما نسخة 1980 فلم تتجاوز دور المجموعات، فيما لم تتأهل لنسخة 1984.

وكانت نسخة 1988 استثنائية لأن هولندا حصدت اللقب، وبعدها ذهبت إلى عام 1992 محملة بآمال كبيرة، لكن الدنمارك التي حصدت اللقب أزاحت الطواحين من طريقها بركلات الترجيح من نصف النهائي بعد التعادل بهدفين لمثلهما.

طارد شبح ركلات الترجيح هولندا مرة أخرى، في نسخة 1996 حيث خرجت من ربع النهائي على يد فرنسا بعدما سيطر التعادل السلبي على النتيجة، أما عام 2000 فالتاريخ ظل يطارد الطواحين بالطريقة نفسها حيث خرجوا على يد إيطاليا بركلات الترجيح وبعد تعادل سلبي جديد.

قررت هولندا تغيير السيناريو في 2004 وخرجت من نصف النهائي ولكن على يد البرتغال بهدفين لهدف، ثم بلغت نسخة 2008 وهي تبحث عن أي جديد يختلف عن القصص المتكررة للخروج حتى نالت غرضها وأُقصيت بطريقة مختلفة.

ذهبت هولندا لمواجهة روسيا في الدور ربع النهائي من 2008، وتأخرت بهدف لكن رود فان نيستلروي أعادها للمشهد قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة، ذهب اللقاء للوقت الإضافي لكن الدب القطبي استطاع تسجيل هدفين لتنتهي (3-1) ولم تذهب المواجهة إلى ركلات الترجيح.

وفي بطولة 2012 كان السقوط صعباً حيث خرجت من دور المجموعات، وخسرت في 3 مباريات أمام هولندا والدنمارك وألمانيا، وكان متوقعاً عدم تأهلها إلى نسخة 2016 بسبب تراجع المستوى.

وشهدت بطولة 2020 خروج هولندا من دور الستة عشر عن طريق التشيك بهدفين نظيفين، حيث تعرضت الطواحين لموقف صعب، حيث كانت المواجهة تسير في طريقها للتعادل السلبي حتى الدقيقة 55، ولكن تعرض قلب الدفاع المميز ماتياس دي ليخت للطرد، ومن هنا أصبح الإقصاء المصير المحتوم.


إنفوغراف أداء منتخب هولندا في بطولات اليورو

لعب: 39 مباراة
فاز: 20 مباراة
تعادل: 8 مباريات
خسر: 11 مباراة
سجل: 65 هدفاً
تلقى: 41 هدفاً

فاز باللقب مرة وحيدة

 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium