مانشستر سيتي يحتفل بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز. (أ ف ب)
حصد نادي مانشستر سيتي لقب الدوري الإنكليزي الممتاز الرابع على التوالي في إنجاز تاريخي، ليؤكد هيمنته الكاملة على كرة القدم الإنكليزية، وذلك على الرغم من الصراع الشرس الذي ظل حتى النهاية مع منافسه اللدود أرسنال، والذي لم يفلح فوزه الأخير على إيفرتون في التفوّق على قطار "سيتيزنز" الذي لا يتوقف.
لكن هناك العديد من العوامل الرئيسية التي ساهمت في إنجاز سيتي التاريخي:
1 - آلة الأهداف هالاند
واصل إرلينغ هالاند هداف مانشستر سيتي أداءه التهديفي الرائع، ليحصد الحذاء الذهبي للموسم الثاني على التوالي. ورغم غيابه عن الفريق شهرين كاملين بسبب الإصابة، إلا أنّ ذلك لم يمنعه من تحقيق اللقب بفارق 5 أهداف عن وصيفه كول بالمر مهاجم تشيلسي.
وبلا شك، قادت هذه الأهداف نادي مانشستر سيتي لتحقيق لقب الـ"بريميرليغ"، حيث ساهم اللاعب بشكل كبير في حسم العديد من المباريات لصالح "سيتيزنز".
كان قائد مانشستر يونايتد السابق روي كين قد وصف هالاند الشهر الماضي بأنه "يقترب من مستوى لاعبي دوري الدرجة الثانية" بعد تعادل سيتي بلا أهداف مع أرسنال، لكنّ هالاند رد بأسلوب مذهل، وسجل 9 أهداف في آخر 7 مباريات له في الدوري الإنكليزي الممتاز.
2 - سقوط أرسنال وليفربول
ستوضع دائرة حول يوم 14 نيسان (أبريل) في ذاكرة المدرّب بيب غوارديولا باعتباره اليوم الذي اتجه فيه السباق إلى اللقب بشكل حاسم لصالح سيتي. فمع حلول نهاية الأسبوع المذكور، كان هناك صراع ثلاثي شرس بين سيتي وأرسنال وليفربول على اللقب.
تغلب سيتي على لوتون 5-1 في 13 نيسان (أبريل)، لكنّ رجال المدرّب يورغن كلوب تعرّضوا لخسارة صادمة 0-1 على أرضهم أمام كريستال بالاس في اليوم التالي، بينما خسر أرسنال 0-2 على أرضه أمام أستون فيلا.
ثم واصل ليفربول التراجع، بينما تابع أرسنال الفوز لمواصلة الضغط، ولكن في نهاية المطاف لم يكن ذلك كافياً.
3 - امتلاك اللاعب الأفضل في الـ"بريميرليغ"
امتلك مانشستر سيتي العديد من النجوم هذا الموسم، لكن جاء في مقدّمتهم اللاعب الأفضل في الـ"بريميرليغ" والذي حصد الجائزة بالفعل قبل المباراة الأخيرة في الدوري، وهو فيل فودن، حيث خرج الدولي الإنكليزي من ظل كيفن دي بروين هذا الموسم بأسلوب مذهل، ليصبح قوّة حاسمة للفريق.
تعرّض لاعب الوسط البلجيكي كيفن دي بروين للإصابة في المباراة الأولى بالموسم؛ ولم يعد إلى الملاعب حتى كانون الأوّل (يناير)، وأعطى ذلك لفودن فرصة أكبر للعب في مركز الوسط، وهو المركز الذي يعترف بأنه يفضله، وقد رد بتسجيل 27 هدفاً في كل المسابقات هذا الموسم، بالإضافة إلى 11 تمريرة حاسمة.
4 - تصدّي أورتيغا الحاسم
تصدّى الحارس الألماني ستيفان أورتيغا لكرة كادت أن تكون نقطة تحوّل في خسارة مانشستر سيتي للقب، وهو الانفراد من النجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين لاعب توتنهام، الذي جاء من وسط الملعب ولم يكن أمامه سوى ستيفان أورتيغا، لكنّ الأخير تصدّى له ببراعة شديدة.
وكادت أن تكون هذه الفرصة نقطة تحوّل كبيرة في المباراة التي انتهت لصالح "سيتيزنز" 2-0، بل ونقطة تحوّل في الموسم بأكمله إذا جاء هدف التعادل وأصبحت النتيجة وقتها 1-1.
وخرج أورتيغا، الحارس الثاني لسيتي، والذي حل محل إيدرسون المصاب في الدقيقة 69، من منطقة جزائه وأنقذ الكرة بقدميه ليحافظ على النتيجة عند 1-0 لسيتي. وبعد دقائق، تقدّم فريق بيب غوارديولا بنتيجة 2-0 بفضل ركلة جزاء من إرلينغ هالاند، ليضمن الفارق بنقطتين على أرسنال ويحافظ على مصير اللقب بين يديه.
5 - رودري... "تميمة حظ" مانشستر سيتي
عندما يشارك رودري مع مانشستر سيتي، فإنه لا يخسر. هذه عملية حسابية بسيطة، فأرقام لاعب خط الوسط الإسباني مع مانشستر سيتي لا تُصدّق، إذ لم يُهزم بأي مباراة لعب فيها منذ شباط (فبراير) 2023.
وأحياناً يكون لاعب الوسط الاسباني بمثابة الجندي المجهول، في ظل وجود أسماء لامعة على غرار كيفن دي بروين وإرلينغ هالاند وفيل فودن، لكنّ رودري هو الرجل الذي يجعل سيتي مميّزاً، فقد حقق الاسباني أكبر عدد من التمريرات واللمسات لأي لاعب في موسم 2023/24 بالدوري الإنكليزي الممتاز، كما ساهم بثمانية أهداف في الـ"بريميرليغ".
من المؤكد أنّ مدرّب سيتي بيب غوارديولا يقدّر العمل الذي يقوم به مواطنه، وقد وصفه في شباط (فبراير) الماضي بأنه "أفضل لاعب خط وسط حالياً في العالم على الإطلاق".