علاء علي
الكثير من الانتقادات القاسية طالت التركي الشاب أردا غولر في بداية مشواره بقميص ريال مدريد، وصف باللاعب "الزجاجي" على غرار الهولندي آريين روبن، لاعب الـ"ميرنغي" السابق، كما ذكرت تقارير أخرى أنّه لا يمتلك القدرات الفنية التي تؤهّله للتواجد في فريق كبير بحجم ريال مدريد.
الصحف المقرّبة من برشلونة كانت سعيدة بأنّ الصراع بين ريال مدريد والنادي الكاتالوني على ضمّ غولر انتهى لمصلحة فلورنتينو بيريز، في ظلّ غياب اللاعب عن الملاعب لفترة طويلة بسبب الإصابة، إلى جانب عودته للتدريبات الجماعية، ليتعرّض لإصابة جديدة ومن ثم استبعاده من مباراة إلى أخرى خارج حسابات كارلو أنشيلوتي.
ومع اقتراب الموسم الحالي من الانتهاء، فإنّ كل شيء تبدّل بشكل جنوني، فاللاعب "الزجاجي" تحوّل إلى اللاعب المهاري القوي بدنياً وفنياً، حيث سجّل 6 أهداف في الدوري الإسباني، ويدرك جيّداً كيفية زيارة الشباك بطريقة نالت إعجاب الجميع، ليس فقط في مدريد بل في أوروبا أيضاً.
"جوهرة" جديدة
كاد أردا غولر أن يطرق أبواب الرحيل عن سانتياغو بيرنابيو، حيث أكّدت الصحافة في إسبانيا أنّ اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً في طريقه للرحيل لمدة موسم على سبيل الإعارة بعد عام مخيّب للآمال.
ومع نيله فرصة المشاركة عقب التعافي من الإصابة، كانت للاعب التركي بصمة سحرية، ذكّرت الجميع بما كان يقدّمه مسعود أوزيل التركي الأصل في بيرنابيو في وقت سابق، من خلال استلام الكرة بمهارة والدوران بسلاسة والتمرير الدقيق والذكي، بينما كان يمتلك اللاعب قدرات تهديفية رائعة.
غولر، لعب 10 مباريات فقط في الدوري الإسباني هذا الموسم، من بينها 6 كلاعب أساسي و4 كبديل، بواقع لعب 373 دقيقة، وسجّل 6 أهداف بواقع هدف كل 62 دقيقة لعب، ليمتلك المعدّل التهديفي الأفضل بين نجوم النادي الملكي هذا الموسم في الليغا الإسبانية.
وبحسب الصحف المقرّبة من ريال مدريد، فإنّ موقف النادي تغيّر تماماً في الوقت الحالي، فالجميع بات مطالباً بتقدير الموهوب التركي، بل واستمراره في صفوف الفريق في الموسم المقبل، ومنحه أكثر من فرصة للعب بصفة أساسية، على الرغم من الوصول المنتظر لكيليان مبابي وإندريك في خط الهجوم.
"أقينجي" أنشيلوتي
يتحدّث العالم في الوقت الحالي عن طائرة "أقينجي"، وهي طائرة مسيّرة تركية من دون طيّار، تمكنت من العثور على حطام طائرة الهليكوبتر التي كانت تقلّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له، من بينهم وزير الخارجية عبدالأمير عبداللهيان.
ويبدو أنّ أنشيلوتي قد يفاجئ الجميع من خلال استعمال المسيّرة "أقينجي" الخاصة به، وهو أردا غولر، في البحث عن لقب جديد من دوري أبطال أوروبا في مواجهة بوروسيا دورتموند في ويمبلي، لا سيما أنّ غولر يعرف جيّداً كيفية البحث عن الكرة والوصول إليها وتحويلها لأهداف في مرمى المنافس.
"أقينجي" اشتهرت بقدراتها العالية في تجنّب الاصطدام وفي إصابة الأهداف بدقّة، وهي أهم ما يميّز غولر في مدريد، حيث يجيد مراوغة المدافعين من دون الاصطدام بهم، كما يتميّز في تحويل أنصاف الفرص لأهداف محققة.
من دون شك، فإنّ كارلو أنشيلوتي يواصل البحث في الوقت الحالي عن الثلاثي الهجومي المثالي للتواجد في ويمبلي، مع ظهور خيارات أساسية تتمثل في جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور ورودريغو غوس، لكن لا يمكن إطلاقاً استبعاد إسم أردا غولر من سحب البساط من الجميع، سواءً شارك بصفة أساسية أو كبديل، والأمر ذاته ينطبق على خوسيلو، رجل موقعة بايرن ميونيخ في بيرنابيو، وكذلك إبراهيم دياز.
أخيراً... لا يوجد أخطر من رجل عائد من الموت، وما يقوم به غولر في مدريد هو بمثابة التحوّل من حياة منتهية في بيرنابيو مع الكثير من الانتقادات القاسية، إلى رجل ينتظر الجميع منه مستقبلاً باهراً بقدرات فنية خيالية وتهديفية كبيرة، قد تظهر في الليلة الأهم من الموسم في ويمبلي وتخطف الأنظار من الجميع.