هاني سكر
في روايات الأبطال الجميلة، يصعد فريق ويتجاوز كل التوقعات ويبلغ المباراة النهائية كي يواجه فريقاً يفوقه ألقاباً وتاريخاً لحدّ كبير، وحينها إما أن يكتمل الحلم ويصور المخرج اللحظات العاطفية للأبطال وهم يحتفلون باللقب، أو يكون السيناريو شبيهاً بمسلسل "تيد لاسو"، حين لم يكتمل الحلم للنهاية، لكن بقي البطل بطلاً لأنّه نافس فريقاً أكبر وأفضل منه بكثير، وجاء بالوصافة.
لكن هذا الأمر لا ينطبق على لقاء باير ليفركوزن وأتالانتا، فالأحلام اصطدمت ببعضها بين فريق يحلم بإنهاء موسم من دون أي هزيمة وتحقيق ثلاثية تاريخية، وفريق آخر يبحث عن أول لقب أوروبي بتاريخه، وثاني لقب كبير بمسيرة النادي بعد الفوز بلقب كأس إيطاليا موسم 1962\1963.
حكاية أتالانتا ببطولتي كأس إيطاليا والدوري الأوروبي بدت أقرب للمنام، فرغم خسارة غاسبيريني للاعبين كثر في السنوات الأخيرة، أثبت أنّه قادر على النهوض من جديد بفريق آخر، وهذا المرّة من دون بابو غوميز وإيليشيتش وغوسينز والنجوم الذين وصلوا لربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2020، لكن سكاماكا وزملاءه دفعوا الفريق لإقصاء سبورتينغ لشبونة وليفربول ومارسيليا خلال الأدوار الإقصائية في أوروبا، مع إقصاء ميلان وفيورنتينا بالكأس، ليبلغ الفريق نهائيين في موسم واحد بفضل مدربه الرائع جيانبييرو غاسبيريني الذي خلق صلابة هجومية رهيبة، مسجّلاً 67 هدفاً في 36 مباراة، ليمثل ثالث أقوى هجوم في الدوري بعد ثنائي ميلانو.
موسم ليفركوزن المثالي جعله أول بطل للدوري الألماني يحقق اللقب من دون أي هزيمة، ويتطلع ليلة الأربعاء لأن يحقق لقبه الثاني في الدوري الأوروبي، حيث سبق له الفوز بالبطولة بمسمّاها السابق "كأس الاتحاد الأوروبي" موسم 1987\1988 وحينها أيضاً حقق اللقب من دون أي خسارة خلال طريقه للبطولة، ولو أنّ ألونسو يعرف أنّ الفريق فاز بلقب واحد حتى الآن وإنهاء الموسم بثلاثية ما زال يتطلّب مباراتين ممتازتين.
ما يتساوى فيه الفريقان أنّه يصعب حصر التميّز فيهما بأسماء معينة، فالجماعية كانت المفتاح الأول للتميز، وموسم ليفركوزن أظهر أسماء بقمة التميّز، أهمها فيرتز الذي عاد من إصابة بالرباط الصليبي قبل حوالى سنتين، ليقدّم نفسه واحداً من أهم مواهب العالم، إلى جانب شاكا الذي كان مفتاح القوة والخبرة القادم من أرسنال، وتاه الذي تحول لصخرة دفاعية صلبة بعد أن كان قد بدأ بفقدان مكانه في الفريق، وبالتأكيد يبقى النجم الأول هو تشابي ألونسو، رفقة المدير الرياضي سيمون رولفز، الذي عرف كيفية بناء فريق قوي، من دون صرف مبالغ كبيرة في السوق، فبيع ديابي لأستون فيلا مقابل 55 مليون يورو، والتخلّي عن ميشيل بكر لأتالانتا مقابل 9 ملايين يورو كان المفتاح لبناء ميركاتو قوي جداً بضمّ شاكا وغريمالدو وبونيفيس وهوفمان والعديد من الأسماء الأخرى.
في المقابل، يعوّل أتالانتا على هدافه في البطولة سكاماكا الذي سجّل 6 أهداف حتى الآن، ليعود للحياة بعد موسم مخيب جداً بصفوف ويست هام ويشكّل ثنائية قوية مع مورييل، (سجّل 4 أهداف في هذه النسخة)، لتكون هذه الثنائية هي مفتاح القوة للفريق، بانتظار معرفة ما إذا كانت كافية لتجاوز ثلاثي ليفركوزن الصلب، والمساهمة في إيقاف حلم وتحقيق حلم آخر.