حالة فوضى كبيرة تعيشها كرة القدم الكاميرونية بطلها الأسطورة صامويل إيتو، والذي يشغل منصب رئيس اتحاد كرة القدم في بلاده، بعد أن تم تعليق قرار تعيين البلجيكي مارك بريس مدربا لمنتخب الأسود الثلاثة، من قِبل أعلى محكمة رياضية هناك، والمفاجأة أن ذلك جاء بناء على طلب أحد أندية للهواة.
وتسببت وزارة الرياضة الكاميرونية في حدوث صراع في أوائل نيسان (أبريل) الماضي، عندما عينت بريس (61 عاما) مدرب لمنتخب "الأسود الغير مروضة" دون استشارة اتحاد كرة القدم برئاسة إيتو.
قرار إيتو
وردا على ما اعتبره قرارا أحاديا من جانب الحكومة، طلب الاتحاد الكاميروني لكرة القدم من رئيسه صامويل إيتو، تعيين مدرب جديد وطاقم تدريبي آخر خلال 72 ساعة، وهو ما أشعل مواجهته مع وزارة الرياضة.
لكن في النهاية، أبقى إيتو على بريس كمدرب، لكنه عيّن مساعدين آخرين وطاقم فني وطبي وإداري.
نادي هواة يجدد الأزمة
وفي الوقت نفسه، رفع أحد أندية الهواة الأمر إلى غرفة التحكيم التابعة للجنة الأولمبية والرياضية الوطنية في الكاميرون.
وفي حكمها المؤقت الصادر، أوقفت المحكمة تعيين المدرب أثناء قيامها بدراسة الأمر بدقة، وسمحت للأطراف المهتمة بالإستئناف خلال 24 ساعة.
رد فعل الاتحاد الكاميروني
ورد الاتحاد الكاميروني لكرة القدم بأنه "يحتفظ بالحق في إحالة هذه القرارات إلى الفيفا، لأنها تعيق عملية الإعداد للأحداث الرياضية المقبلة"، وأعلنوا أن هناك اجتماع طارئ على الفور لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وتعتبر لوائح الفيفا صارمة للغاية ضد التدخل الحكومي في الاتحادات الوطنية، وقد منعت في كثير من الأحيان الدول التي فشلت في الالتزام بهذه اللوائح من المشاركة في المسابقات الدولية.
وكان رئيس اتحاد أندية كرة القدم للهواة في الكاميرون، بالا أونغولو هنري، أكد أن تعيينات إيتو ستضر بصورة الكاميرون وتعطل الاستعدادات لتصفيات كأس العالم 2026 في حزيران (يونيو) المقبل.
كان بريس قد وقّع العقد أخيرا كمدرب في 8 إيار (مايو) الماضي بعد إقالة ريغوبيرت سونغ في شباط (فبراير) الماضي بعد كأس أمم إفريقيا التي ودعت فيها الكاميرون البطولة من دور الـ16 أمام نيجيريا .
كل هذه الفوضى سببها الحرب بين نارسيس مويل كومبي، وزير الرياضة، وإيتو الذي تولى رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في كانون الأول (ديسمبر) 2021، وقد اتُهم في الأشهر الأخيرة بإساءة استخدام السلطة والتلاعب بنتائج المباريات والفساد، وقدم استقالته في شباط (فبراير) الماضي، لكن اللجنة التنفيذية رفضت استقالته.