سيد محمد
يبحث نادي تشيلسي الإنكليزي خلال الفترة الحالية عن مدرّب يتناسب مع الاستراتيجية الخاصة به، بعد أن أثبتت تجربة الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو فشلها الذريع، وعاش النادي موسماً كئيباً معه، قبل أن يقرّرا الانفصال، وهو القرار الذي يراه كثيرون الأفضل للنادي، لا سيما بعد الإنتقادات العديدة التي طالت الفريق والمشاكل التي أحيطت به.
وبوكيتينو هو ثالث مدرّب يغادر النادي تحت ملكية "كليرليك كابيتال" والملياردير الأميركي تود بويلي، لكن هذه المرّة كان الأمر متبادلاً، لم تكن هناك إقالة ولا جدالات أو ضغينة، فقط مصافحات واتفاق على الانفصال باحترام.
وفي حين كانت إقالة الألماني توماس توخيل بمثابة صدمة، ما أدّى إلى تبادل الاتهامات بينهما، وكانت إقالة غراهام بوتر سابقة لأوانها وقاسية، فإنّ رحيل بوكيتينو بالتراضي بدا حتمياً لبعض الوقت، وسيُنظر إليه بلا شك على أنّه أفضل شيء لكلا الجانبين.
أسباب إقالة بوكيتينو
جرى استدعاء بوكيتينو إلى ملعب تدريب كوبهام في تشيلسي في منتصف نهار يوم الاثنين الماضي، أي بعد يوم واحد من نهاية مسابقة "بريميرليغ" التي أنهاها "البلوز" في المركز السادس، وذلك للحديث مع المديرين الرياضيين بول وينستانلي ولورنس ستيوارت، وقد تحدّث أيضاً مع المالك المشارك بغداد إقبالي.
ولم تكن هناك خلافات عن الصفقات أو اللاعبين الذين ينبغي على تشيلسي بيعهم كما تردّد، لكنّ صحيفة "تيليغراف" البريطانية والمقرّبة من النادي اللندني، أكّدت أنّ الاختلافات كانت أكثر فلسفية وتتعلق بديناميكيات العمل داخل هيكل النادي.
في النهاية، قرّر تشيلسي وبوكيتينو أنّه من الأفضل الانفصال الآن، بعد قضاء 12 شهراً ودياً معاً، بدلاً من محاولة استمراره خلال العام الأخير من عقده والمخاطرة بنهاية فوضوية.
ماذا يحتاج تشيلسي؟
مدرّبو تشيلسي السابقون، توماس توخيل وجوزيه مورينيو وأنطونيو كونتي، جميعهم عاطلون من العمل في الوقت الحالي، وسيكونون مهتمين بالعودة إلى الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الصيف.
لكن ما يجب أن يفعله تشيلسي هو البحث عن مدرّب أصغر سناً على غرار سيباستيان هونيس مدرّب شتوتغارت، وميشيل مدرّب جيرونا، وكيران ماكينا مدرّب إبسويتش تاون، وكذلك توماس فرانك مدرّب برينتفورد.
يحتاج تشيلسي إلى مدرّب واعد يستطيع جمع توليفة مميّزة وليس لأحد الأسماء الكبيرة التي تفرض على النادي صفقات بعينها، لا سيما بعدما أنفق النادي بالفعل الكثير من الأموال الصيف الماضي من أجل مشروع بوكيتينو، لكن أثبتت تلك الأموال أنّها بلا جدوى مع مدرّب لا يفهم استراتيجيات النادي.
ما جناه تشيلسي من إنفاق مبالغ كبيرة على الصفقات هو تورّط اسم النادي في اللعب المالي النظيف، إلى جانب الانتقادات اللاذعة التي تعرّض لها اللاعبون الذين جاءوا بمبالغ خيالية طوال الموسم، وهو ما أدّى إلى التأثير السلبي على أدائهم بشكل كبير.
سيتعيّن على المدرّب القادم أن يتناسب مع هيكل النادي، ويساعد في تطويره، حيث يريد تشيلسي شخصاً يعتمد على أسلوب كرة القدم القائم على الاستحواذ، ويكون قادراً على تشكيل فريق مستقر دفاعياً من أجل البناء بشكل جيّد.
كما ينبغي أن يتناسب المدرّب القادم مع اللاعبين المهمّين، مثل كول بالمر، الذي يمتلكه تشيلسي بالفعل ويرغب في بناء الفريق عليه، بعد الموسم المذهل الذي قدّمه بقميص "البلوز"، إلى جانب التعاقد مع صفقات فقط من أجل سدّ النقص الذي يعيشه النادي.